منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   ثقافةُ المَنْـح بين شحِّ الإنسـان وشـهقة الخذلان (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42110)

د. لينا شيخو 05-16-2020 10:00 PM

ثقافةُ المَنْـح بين شحِّ الإنسـان وشـهقة الخذلان
 



ـ خجولة تجرُّ أذيال الخيبة بين أروقةِ مجتمعاتٍ سقطَ من متاعها مفهوم الشـراكة الإنسانية بمعناها الراقي ..
ـ وحيدة تعاني من العزلة بين جدران اللامبالاة ..
تطوّعَ بعض الألبّاء من الأسخياء بإدخالها إلى غرفة الإنعاش إثْرَ نوبات الانطفاء وإعادة الحياة لها بين الحين والآخر ...
إنها ثقافة " المَنح" التي تناسينا وجودها في زحام الانتكاسات المتوالية لمجتمعاتنا المريضة المفتتة الهـشّة ؛ التي باتتْ يلهبها فتيل كلمة ويخمدها سِفاح كذبة ..
" المَنح " هو العطاء بلا سابق طَلب ..
وهي خصلةٌ عفويةٌ تنشأ مع الانسان الكريم الشجاع بطبعهِ..
مَنـحُ بعضكَ لأجلِ كلّكَ ..وما تمنحهُ يكمّلك ..
فكلّ منّا هو بعض من كلّ ..!
منح بعض :
وقتكَ..ابتسامتك..علمك ..مالك ..كلماتك ..جهدك ..
أشواقك..
مكانتك وجاهك..
تصوّروا أن هذه الأبعاض هي جزء من مكونّنا الإنساني والأخلاقي ، إن منحناها سوف تكملُ لوحتنا الانسانية العمرية وتلوّنُها دون ان تنقصَ من اعتبارنا وأعمارنا ...

فاليدُ التي تمنح وتُبسَط للعطاء ستعود ملأى بوعد السماء وجزيل الثناء ..
الكفّ الندية بعطايا السـرّ تعود مخضبّة بدهشة الغيث العُلوي في أوقات الجَدب والنضوب ..

والابتسامة التي نمنحها هي صَدَقة المعاملات وختمٌ بالمحبة على القلوب .
"لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقَ أخاك بوجهٍ طَلْق "
"وكلُّ معروف ٍ صدقة"

والعبارات الماطرة بالود الغامر هي سفيرة الحبّ إلى مُدن القلوب على كثرتها وضيقها أو شساعتها ...
" وقولوا للناسِ حُسناً "

ـ العلم والخبرة التي نمنحها لكل من يحتاجها وينتظرها ويبحث عنها هي بطاقات حبِّ وامتنان تستقرّ في ذاكرة المتلقي ووجدانه ..
وهي بطاقة شكر للنفس لذات المعطي السليمة من الشـحّ وشكرٍ للمانح والمعطي الأول ..
فلم نسمع عن عالم أو مخترع ضنّ بما وصلَ إليه على البشرية .
ـ الجاه والمكانة لتي نسرجها في دروب الناس وحاجاتهم هي وسائد الراحة التي نغفو عليها في ليالي التعب ..
فما أكثر أن أهدتنا لحظاتنا الحاسمة هذه المعاني :
" صنائع المعروف تقي مصارع السوء "
" أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الانسان إحسان "

لنصغي إلى صوت الرّوح ونفقه لغتها الأجمل والأنقى ..
سنعلو على زلاتنا ونرتقي عن انحداراتنا ونرتق تمزقاتنا ونشـعّ بنورٍ محقق.
فحياتنا تتعطّش للارتواء من فلسفة الحب والإحسان
لكلّ مَن وماحولنا .
ـ
* لينا شـيخو
ـــــــ
تم النشر في العدد 89 من صحيفة الحياة الورقية
وموقع الصدى نت
وموقع ك ت ب
والرؤية العمانية .

سيرين 05-16-2020 10:24 PM

كثير من الخصال الانسانية فقدت تاريخ صلاحيتها
من أعطبها ؟
ثقافة المنح والايثار حجبت خلف الانانية والنرجسية لذا فقدت معهم السعادة
قالها – جبران خليل جبران
ليس الجود أن تعطيني ما أنا أشدّ منك حاجة إليه ، وإنما الجود أن تعطيني ما أنت أشدّ إليه حاجة مني.
حتى في احلك الظروف التي يمر بها الكون الان ظننت ربما تعود الينا
لكن هيهات .. تلتهمنا الشرور بهل من مزيد
مقالة تشحذ النفس نحو الجمال والفضيلة في خضم اصعب مشهد تمر به الحياة
كاتبتنا المبدعة ذات طيب
دمتِ وارفة الالق
تحاياي لكل الضوء المنبلج من هنا

\..:34:

فيصل خليل 05-16-2020 11:56 PM

الإنسان النقي لا تمنعه الظروف أن يقدم يد الخير للآخرين
سواء بالمال ... أو أي جهد يبذله في سبيل مساعدته
والكلمة الطيبة صدقة وهي أبسط ما يقدم للآخرين في مختلف الظروف
والإبتسامة في وجه الآخرين صدقة .. وهي لا تكلف شيئا

رغم الظروف التي تعانيها مجتمعاتنا .. مما سبب ضيق الحال ماديا وضيق النفس
جعل من البذل والعطاء يتراجع لعدم القدرة على التعايش مع هذا الوضع المتغير للأسوأ يوميا
هنا
يبرز الأنقياء ... الذين يبقون على نقائهم مهما تبدلت الظروف
رغم قلتهم .. إلا إنهم يحافظون على وتيرة المنح يجعلوها لا تخبو

مقالة جميلة معبرة عن معاني سامية

دمت بخير وعافية

د. لينا شيخو 03-07-2022 07:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1169108)
كثير من الخصال الانسانية فقدت تاريخ صلاحيتها
من أعطبها ؟
ثقافة المنح والايثار حجبت خلف الانانية والنرجسية لذا فقدت معهم السعادة
قالها – جبران خليل جبران
ليس الجود أن تعطيني ما أنا أشدّ منك حاجة إليه ، وإنما الجود أن تعطيني ما أنت أشدّ إليه حاجة مني.
حتى في احلك الظروف التي يمر بها الكون الان ظننت ربما تعود الينا
لكن هيهات .. تلتهمنا الشرور بهل من مزيد
مقالة تشحذ النفس نحو الجمال والفضيلة في خضم اصعب مشهد تمر به الحياة
كاتبتنا المبدعة ذات طيب
دمتِ وارفة الالق
تحاياي لكل الضوء المنبلج من هنا

\..:34:




أحسنتِ الاقتباس من جبران
ياسيرين هل رأيتِ بخيلاً شجاعاً ؟!
الكرم والسماحة تحتاج للشجاعة والقوة
الشجاعة التي نفتقدها حقاً في مجتمعاتنا
ذلك الحرص الذي تختبىء خلفه كل رذيلة
وتتساقط مع كل كل موقف
خصال كثير من الناس وماء وجوههم ..
لو تذكرنا أننا عابرو سبيل في هذه الدنيا
لما حملنا على ظهورنا سوى أقل المتاع
الراحمون يرحمهم الله
شكراً لقلبك الكثير ياسيرين
الذي اتسعَ لكلّ المعاني
التي أدرجتيها في سياق كلامكِ
كلّ الحبّ ❤



د. لينا شيخو 03-07-2022 07:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل خليل (المشاركة 1169118)
الإنسان النقي لا تمنعه الظروف أن يقدم يد الخير للآخرين
سواء بالمال ... أو أي جهد يبذله في سبيل مساعدته
والكلمة الطيبة صدقة وهي أبسط ما يقدم للآخرين في مختلف الظروف
والإبتسامة في وجه الآخرين صدقة .. وهي لا تكلف شيئا

رغم الظروف التي تعانيها مجتمعاتنا .. مما سبب ضيق الحال ماديا وضيق النفس
جعل من البذل والعطاء يتراجع لعدم القدرة على التعايش مع هذا الوضع المتغير للأسوأ يوميا
هنا
يبرز الأنقياء ... الذين يبقون على نقائهم مهما تبدلت الظروف
رغم قلتهم .. إلا إنهم يحافظون على وتيرة المنح يجعلوها لا تخبو

مقالة جميلة معبرة عن معاني سامية

دمت بخير وعافية



لو تذكرنا :
مانقص مال من صدقة
لو تذكرنا :
أن الابتسامة والعفو والمحبة
تزيدنا جمالاً وبهاء ورفعة
لو تذكرنا:
أن المنصب والمكانة تكليف قبل أن يكون تشريف

لشعر كلّ منّا بالرضى والتصالح
ولأصبح العوز والحقد والحسد حالات طارئة لا أصيلة في مجتمعاتنا .
تحياتي لجودك وَوجودك
أ. فيصل المحترم


بعد الليل 03-10-2022 03:09 PM


المنح والعطاء قيم اصبحت المبادرة بها تقل مع مادية الحياة
الوقت اغلى ما نمنح
الابتسامة أجمل المنح 😊
والخبرة اصعب العطاء
اما الطعام والماء ارخص العطاء
.
.
ودي يا غالية 🌷

نادرة عبدالحي 03-21-2022 12:54 AM



دعوة الإصغاء إلى صوت الروح هذه هي دعوة تكمن في دواخلها الرجوع إلى الذات البيضاء فينا
فالإصغاء إلى الروح اي يعني التراجع عن كل تفكير يضر ولا ينفع .
إذا نسنطيع أن نصغي إن أردنا ذلكَ ......مقال هادف وفيه من الموعظة ما تُهذب النفس وتُعيدها لمسكنها

الأصلي,

اقتباس:


لنصغي إلى صوت الرّوح ونفقه لغتها الأجمل والأنقى ..
سنعلو على زلاتنا ونرتقي عن انحداراتنا ونرتق تمزقاتنا ونشـعّ بنورٍ محقق.
فحياتنا تتعطّش للارتواء من فلسفة الحب والإحسان
لكلّ مَن وماحولنا .


فاطمة بشير عبد السلام 05-27-2022 01:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. لينا شيخو (المشاركة 1169106)



ـ خجولة تجرُّ أذيال الخيبة بين أروقةِ مجتمعاتٍ سقطَ من متاعها مفهوم الشـراكة الإنسانية بمعناها الراقي ..
ـ وحيدة تعاني من العزلة بين جدران اللامبالاة ..
تطوّعَ بعض الألبّاء من الأسخياء بإدخالها إلى غرفة الإنعاش إثْرَ نوبات الانطفاء وإعادة الحياة لها بين الحين والآخر ...
إنها ثقافة " المَنح" التي تناسينا وجودها في زحام الانتكاسات المتوالية لمجتمعاتنا المريضة المفتتة الهـشّة ؛ التي باتتْ يلهبها فتيل كلمة ويخمدها سِفاح كذبة ..
" المَنح " هو العطاء بلا سابق طَلب ..
وهي خصلةٌ عفويةٌ تنشأ مع الانسان الكريم الشجاع بطبعهِ..
مَنـحُ بعضكَ لأجلِ كلّكَ ..وما تمنحهُ يكمّلك ..
فكلّ منّا هو بعض من كلّ ..!
منح بعض :
وقتكَ..ابتسامتك..علمك ..مالك ..كلماتك ..جهدك ..
أشواقك..
مكانتك وجاهك..
تصوّروا أن هذه الأبعاض هي جزء من مكونّنا الإنساني والأخلاقي ، إن منحناها سوف تكملُ لوحتنا الانسانية العمرية وتلوّنُها دون ان تنقصَ من اعتبارنا وأعمارنا ...

فاليدُ التي تمنح وتُبسَط للعطاء ستعود ملأى بوعد السماء وجزيل الثناء ..
الكفّ الندية بعطايا السـرّ تعود مخضبّة بدهشة الغيث العُلوي في أوقات الجَدب والنضوب ..

والابتسامة التي نمنحها هي صَدَقة المعاملات وختمٌ بالمحبة على القلوب .
"لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقَ أخاك بوجهٍ طَلْق "
"وكلُّ معروف ٍ صدقة"

والعبارات الماطرة بالود الغامر هي سفيرة الحبّ إلى مُدن القلوب على كثرتها وضيقها أو شساعتها ...
" وقولوا للناسِ حُسناً "

ـ العلم والخبرة التي نمنحها لكل من يحتاجها وينتظرها ويبحث عنها هي بطاقات حبِّ وامتنان تستقرّ في ذاكرة المتلقي ووجدانه ..
وهي بطاقة شكر للنفس لذات المعطي السليمة من الشـحّ وشكرٍ للمانح والمعطي الأول ..
فلم نسمع عن عالم أو مخترع ضنّ بما وصلَ إليه على البشرية .
ـ الجاه والمكانة لتي نسرجها في دروب الناس وحاجاتهم هي وسائد الراحة التي نغفو عليها في ليالي التعب ..
فما أكثر أن أهدتنا لحظاتنا الحاسمة هذه المعاني :
" صنائع المعروف تقي مصارع السوء "
" أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الانسان إحسان "

لنصغي إلى صوت الرّوح ونفقه لغتها الأجمل والأنقى ..
سنعلو على زلاتنا ونرتقي عن انحداراتنا ونرتق تمزقاتنا ونشـعّ بنورٍ محقق.
فحياتنا تتعطّش للارتواء من فلسفة الحب والإحسان
لكلّ مَن وماحولنا .
ـ
* لينا شـيخو
ـــــــ
تم النشر في العدد 89 من صحيفة الحياة الورقية
وموقع الصدى نت
وموقع ك ت ب
والرؤية العمانية .

نص ملئ بالعبر لمن أراد أن يسمع دلائل وشواهد متعددة لمن يقرأ بإمعان دامت حروفك يانعة مضيئة


الساعة الآن 10:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.