أشـياءُ أُخرى :
حسناً .. هناكَ بعضُ الأشياءِ تُجبرنا على ألا نكونَ نحنُ في حينِ نكونُ بأمسِّ الحاجةِ لنا .. هناكَ بعضُ المواقفِ تجعلنا بمقاسِ الأشياءِ الصّغيرة , بحجمِ الشمعداناتِ الفضيّة المسروقة , و بلونِ حبّاتِ المَطر , بعد أن تبتلعها ذرات الأرض .. هناكَ بعضُ الأشخاص القادرون على جعلنا أكبر و أعمق و أكثر , حُزناً .. و هناكَ نحن , نحنُ الّذين نمنحُ الحياةَ فرصة تعليمنا , و جرحنا و زرعنا و ... أشياء أخرى !! |
لا أعلم كلمة تناسبني كثيراً الآن , كلمة تجعلني أفكّر بأنّ الكتابة تمرينٌ آخر على الكذب أو ربما الصّدق , أو ربّما أشياء أخرى ... كلمة تمنحني بعض الأوكسجين , حتّى و إن فاجئتَني بسؤالك , لماذا ؟ لماذا قاطعة تشبه كثيراً رغباتنا المقطوعة , و لا فرق بينهما سوى أن الأولى تفعل ما تعجز عنه الثانية .. و أشياء أخرى ... |
الهذيان تدريبٌ للذّات على الجنون في اللحظاتِ الّتي يتوقعها الآخرون الأقل .. لأننا حينَ نكتب نرتكبُ تفريغَ ذواتنا مما علقَ فيها من ذنوبٍ و أرقٍ و أشياء أخرى .. الهذيان .. يرتقي بالأرقِ و يقتفي أثر القفر الّذي تزرعهُ سحاباتُ الوحدةِ فينا .. وحدتنا الّتي تشكّل أنفاسنا وفقَ ترتيبٍ منظّمٍ يخضعُ لمعايير ذاتية يحكمها الآخرون .. و أشياء أخرى ... |
لا تكتب من أجلِ أحدهم , يكفيكَ شرّاً أن تمارسَ الكتابةَ من أجلِ الكتابة .. لتكن الكتابة , فعلَ مقاومة , لا ردّ فعلٍ لثورةٍ ربّما لو لم تخطئكَ أصابتكَ خطأً .. لتكن الكتابةُ ذاكَ الشّيءَ الحميميّ الّذي يجمعنا بأشياءنا بذاكرتنا , و بالكثيرِ منّا الّذي نسيناهُ على قارعةِ الأحداثِ التّائهةِ في ضجيجِ أزمنتنا .. لتكن الكتابة شمعة , نُشعلها و نتركَ اللعناتَ للواقفينَ على شفا هاويةِ الظلام .. لتكن الكتابة .. نحنُ .. و أشياءُ أخرى ... |
إذا أغمضتَ عينكَ و تركتَ للوقتِ مهمّةَ ان يضعكَ في أكثرِ الأزمنةِ المناسبةِ لحزنك , فإنّكَ لن تجدَ نفسكَ إلّا في ذاكَ المكان حيثُ أنت .. هكذا هيَ الأشياء تحدثُ بتسلسلٌ قهريٍّ و لكنّهُ مرتّب , تماماً على مقاسِنا , لا حلمَ يأتي إلا بعدَ خيبة , لا خيبةَ تأتي إلا بعدَ حلم .. و المعادلاتُ مقلوبة , فالمساواةُ فيها تتبعُ قوانينَ التراجح , و الموازنةُ بينَ أطرافها خاضعةٌ لمقاييسِ فراغِ الأشكال .. و أشياء أخرى .. |
لا تحاول أن تجدَ لنفسكَ مهرباً منك , إذ كلّ الطّرقِ تؤدّي للفقدان .. حين تعتقدُ خاطئا أنك ستفقدُ جزءا هامّا من فرحك , تكونُ قد اكتسبتَ حُزنا جديداً دون الحاجةِ لخذلانٍ جديد .. لا تندفع نحوَ فرحٍ موؤد محاولاً استعادةَ احساسكَ الأوّل بنشوةِ معانقةِ الغيم , الموتى لا يعودون ! إنّك إذ تركضُ وراءَ السّراب , فإنّك تصنعُ للحزنِ فرصةَ تتّبعِ خطواتك و اللحاق بك ! و أشياءُ أخرى ... |
إذا قرّرتَ الموت فاختر لنفسكَ موتَاَ يليقُ بكلِّ الخذلانِ و كلِّ القراراتِ القاتلةِ في حياتك .. إذا اخترتَ يوماً أن تكونَ أنتَ لستَ أنت , فقط لتستطيعَ ان ترفعَ صوتَكَ أمامَ العالمِ باسرهِ و تقول أنّك قادرٌ على مجاراةِ الواقعِ المقهور , فعليكَ أن تجمعَ رئتيكَ و تحبسَ انفاسكَ في داخلهما , إذ لا سعادةَ ستأتيكَ بعدها .. إذا شعرتَ بأنَّ ذاكرتَهم تغتالكَ و ترميكَ مجندلاً بأحاسيسكَ على احدى قارعاتِ الوجع , فما عليكَ إلا أن تغمضَ عينيكَ , و تقول : كنتُ يوماً هناكَ فيهم ! و إذا ..... وأشياءُ أخرى ... |
بعضُ الحنين جريمة و أيُّ جريمة ! بعضُ الحنينِ سمٌّ قاتلٌ نزرعهُ في خلايا ذاكرتنا , المدهشُ في الأمر , تلكَ السّعادةُ الّتي ترافقُ انفاسنا الأخيرة , ودمَنا الممزوجَ بالسّم ! بعضُ الحنينِ , كرياحِ الشّمال , قاسيةٌ و باردة , موجعةٌ و لكنها تنعشُ الرّوح , تمحو آثارَ تعبِ الدّفْ و دفْ التّعب .. تبرّدُ الجرحَ , تماماً في ذاتِ اللحظةِ الّتي تشعلهُ فيها ! بعضُ الحنينِ .. أرقٌ و أشياءُ أخرى ... |
الساعة الآن 08:36 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.