![]() |
حـزن المدينة
|
بعد أن انتظرها طويلاً . . قال: إن أردتِ أن تأتي .. فأتي كُلكِ قالت: ماذا تعني .. بـ كُلي ؟! قال: أي بقلبكِ وروحكِ وشعوركِ وأحاسيسكِ وجنونكِ قالت: يا طماع !! قال: بل أنا رجل لا يُحب الأجزاء ! قالت: يا شيطاني !! قال: هكذا هو طبع الأطفال ! قالت: أطفال !! قال: أليس في داخل كل رجل . . يكمن طفل ! |
قالت: أرى في عينيك مدينة حزينة .. لماذا ؟ قال: لأن تلك المدينة لم يغسلها فجر الصباح قالت: أي صباح ؟ قال: الفرح قالت: أمعقول هذا ؟!! قال: يال العجب .. ألم تشاهدينها حزينة ! |
http://roo7.net/files.php?file=1234_864422930.jpg قالت: هل وقعت في الحب من قبل ؟ قال: نعم .. ولكن لم أشعر بالوقوع ! قالت: كيف يكون هذا ؟ .. هل هي فلسفة !! قال: لا، ليست فلسفة .. بل هي الحقيقة قالت: إذا أطلبُ تفسيراً لذلك ؟ قال: يا سيدتي .. الرجل لا يقع في الحب أبداً !! قالت: ويحك .. ما تقول ؟!! قال: اهدئي .. ألا تريدين الحقيقة ؟ قالت: نعم قال: الرجل مِنا لا يقع إلا في الزواج قالت: والحب ؟!! قال: يقفز فيه من مكان لمكان !! قالت: أنت مجنون قال: شُكراً جزيلاً قالت: واللهِ إنك مجنون !! قال: أتريدين أن تقولي: " صريح " .. نعم فالصراحة عندكم هي الجنون ! |
http://www.y1y1.com/data/media/678/Sea-S77.com-366.jpg قالت: أتعرف، لم أقابل إنساناً مثلك .. رغم شدة وضوحك .. إلا أني لم أفهمك !! قال: لأني أشبه البحر قالت: وكيف أنت تشبه البحر ؟ قال: أنا " موج يسكن وسط روح .. وروح تسكن وسط موج " ! قالت: أنت فيلسوف ومجنون أيضاً قال: وأنتِ بريئة إلى حد لا يُطاق !! |
قالت: كلمني عن حياتك الخاصة ، أريد أن أعرف خصوصياتك . قال: ما هذهِ الجرأة الجميلة .. منكِ ؟!! قالت: احجامك وقلة كلامك وليونة طباعك صنعوا مني جريئة .. وربما سأتبعك في عالم الجنون . [ وابتسمت ]. قال: أرجوكِ .. لا تبحثين في جيوب معطف التفاصيل . قالت: بل سأبحث في جيوب المعطف من الألف إلى الياء ! قال: أخشى أن تجدين ما يُحزنكِ يا سيدتي . قالت: أعذرني .. لا بد أن أتبخر الآن ! قال: حسناً، تبخري وسأحبس عِطركِ في يدي قالت: وكم حبست عطراً قبل عطري ؟ قال: آلاف العطور قالت: وما كان أجملهن ؟ قال: الذي لا ينتهي حتى أبدده قالت: ولماذا تبدده قال: لكي تبقى اللذة تسكنة قال: تبخري الآن أرجوك .. وبسرعة قالت: أتريدني أن أرحل وبسرعة .. لماذا ؟!! قال: لأني لا أهوى القطرات الأخيرة في قاع الكأس ! قالت: هل سأراك لاحقاً قال: لا أعرف ، إسألي الظروف . |
http://amalzone.files.wordpress.com/2008/01/rain-1.jpg قالت: اعتذر، لقد تأخرت عن الوصول في الموعد المحدد . قال: لا تعتذري لي أبداً ، إنما اعتذري وتأسفي لهذا المسكين [ ثم وضع كفه على قلبه ] . قالت: تعني قلبك ؟!! قال: نعم .. فهو الذي كان يصطلي بجمر انتظارك . [ أشرق وجهها بابتسامة ] وقالت: أنا آسفة كثيراً . قال: يا سيدتي .. أنتِ في قلبي منذ البارحة .. تشعلين ليله بشموع التفكير . قالت: ولماذا كنت طيلة البارحة .. تُفكر بي ؟! قال: لأني اشتقت لكِ قبل أن يأتي الموعد ، ولما أتى الموعد اشتقت أنا والموعد لكِ !! قالت: كلماتك تصيبني بدوار الغرور قال: هكذا انتن معشر النساء ، تفضلن الكلمة الوردية على الرغيف والماء ! قالت: لكن لكلماتك نكهة لم أذق مثل طعمها من قبل قال: نعم صدقتي ، فأنا أُجيد فن الكلام أكثر من أي شيء آخر !! قالت: ولكن قلبي يقول إنك تُجيد أشياء كثيرة ،وانك إنسان طيّب قال: وهل قلبكِ دائماً يصدقُ معكِ ؟!! [ رفعت عينيها للأعلى .. وعضت على شفتيها ] وقالت: في هذهِ الأمور .. نعم يصدقُ معي عادة قال: ولكن يا سيدتي .. انتبهي من كلماتي الوردية قالت: ولماذا ؟ قال: لأنه ليس من حقي أن أحلم أو أن أرسم لغيري أحلام إلا بكلمات وردية فقط ! قالت: أنت تجلد ذاتك كثيراً !! قال: لأنها لا تستقيم إلا بالجلد !! قالت بغضب: حـرام عليك ، لماذا تقول هذا الكلام التعيس عن نفسك ؟ قال: لأن وجه الحقيقة هُنا تعيس !! قالت: أي حقيقة ؟ قال: حقيقة هذه اللحظة ، ألا تعلمين بأن الحقيقة لحظات ؟ قالت: مجنون .. مجنون .. مجنون . قال: نعم .. أنا الجنون بكل اتجاهاته وتفرده . |
http://www6.0zz0.com/2008/04/10/10/837198858.jpg . . قالت: دعني أتلذذ معك بهذا الحُزن !! قال: لي قلب أيتها الأنثى .. أوسع من هذه الزرقاء - [ وأشار نحو السماء ] -كأنه قلب خُلق لكل الناس ،ليس لي وحدي فقط ، أتعبني في طيبته كثيراً ، وأتعبته الليالي بأوجاعها ، إن أعطى غرف بكل كرم ، وإن أمسك جعل مساحاته مقابر للنسيان ، وجوه كثيرة مرت عليه لم تقدره ولم يكترث بتقديرها . قالت: ياالله .. كُل هذا يسكُنك ! قال: هذا فتات من بعض مافي السلة !! قالت: كيف إذاً أنت إلى الآن حي ؟!! قال: نفس هذا السؤال سألته لنفسي ذات حزن قالت: وماذا كانت الإجابة قال: لا أدري ! قالت: ما هي الحكمة التي تؤمن بها كثيراً ؟ |
الساعة الآن 05:27 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.