منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   حـزن المدينة (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=13889)

حسين الراوي 10-15-2008 01:25 AM

حـزن المدينة
 

حسين الراوي 10-15-2008 01:26 AM

بعد أن انتظرها طويلاً . .
قال: إن أردتِ أن تأتي .. فأتي كُلكِ
قالت: ماذا تعني .. بـ كُلي ؟!
قال: أي بقلبكِ وروحكِ وشعوركِ وأحاسيسكِ وجنونكِ
قالت: يا طماع !!
قال: بل أنا رجل لا يُحب الأجزاء !
قالت: يا شيطاني !!
قال: هكذا هو طبع الأطفال !
قالت: أطفال !!
قال: أليس في داخل كل رجل . . يكمن طفل !

حسين الراوي 10-15-2008 01:27 AM

قالت: أرى في عينيك مدينة حزينة .. لماذا ؟
قال: لأن تلك المدينة لم يغسلها فجر الصباح
قالت: أي صباح ؟
قال: الفرح
قالت: أمعقول هذا ؟!!
قال: يال العجب .. ألم تشاهدينها حزينة !

حسين الراوي 10-15-2008 01:29 AM

http://roo7.net/files.php?file=1234_864422930.jpg

قالت: هل وقعت في الحب من قبل ؟
قال: نعم .. ولكن لم أشعر بالوقوع !
قالت: كيف يكون هذا ؟ .. هل هي فلسفة !!
قال: لا، ليست فلسفة .. بل هي الحقيقة
قالت: إذا أطلبُ تفسيراً لذلك ؟
قال: يا سيدتي .. الرجل لا يقع في الحب أبداً !!
قالت: ويحك .. ما تقول ؟!!
قال: اهدئي .. ألا تريدين الحقيقة ؟
قالت: نعم
قال: الرجل مِنا لا يقع إلا في الزواج
قالت: والحب ؟!!
قال: يقفز فيه من مكان لمكان !!
قالت: أنت مجنون
قال: شُكراً جزيلاً
قالت: واللهِ إنك مجنون !!
قال: أتريدين أن تقولي: " صريح " .. نعم فالصراحة عندكم هي الجنون !

حسين الراوي 10-18-2008 03:14 AM

http://www.y1y1.com/data/media/678/Sea-S77.com-366.jpg

قالت: أتعرف، لم أقابل إنساناً مثلك .. رغم شدة وضوحك .. إلا أني لم أفهمك !!
قال: لأني أشبه البحر
قالت: وكيف أنت تشبه البحر ؟
قال: أنا " موج يسكن وسط روح .. وروح تسكن وسط موج " !
قالت: أنت فيلسوف ومجنون أيضاً
قال: وأنتِ بريئة إلى حد لا يُطاق !!

حسين الراوي 10-18-2008 03:16 AM

قالت: كلمني عن حياتك الخاصة ، أريد أن أعرف خصوصياتك .
قال: ما هذهِ الجرأة الجميلة .. منكِ ؟!!
قالت: احجامك وقلة كلامك وليونة طباعك صنعوا مني جريئة .. وربما سأتبعك في عالم الجنون . [ وابتسمت ].
قال: أرجوكِ .. لا تبحثين في جيوب معطف التفاصيل .
قالت: بل سأبحث في جيوب المعطف من الألف إلى الياء !
قال: أخشى أن تجدين ما يُحزنكِ يا سيدتي .

قالت: أعذرني .. لا بد أن أتبخر الآن !
قال: حسناً، تبخري وسأحبس عِطركِ في يدي
قالت: وكم حبست عطراً قبل عطري ؟
قال: آلاف العطور
قالت: وما كان أجملهن ؟
قال: الذي لا ينتهي حتى أبدده
قالت: ولماذا تبدده
قال: لكي تبقى اللذة تسكنة
قال: تبخري الآن أرجوك .. وبسرعة
قالت: أتريدني أن أرحل وبسرعة .. لماذا ؟!!
قال: لأني لا أهوى القطرات الأخيرة في قاع الكأس !
قالت: هل سأراك لاحقاً
قال: لا أعرف ، إسألي الظروف .

حسين الراوي 10-31-2008 05:35 AM

http://amalzone.files.wordpress.com/2008/01/rain-1.jpg

قالت: اعتذر، لقد تأخرت عن الوصول في الموعد المحدد .
قال: لا تعتذري لي أبداً ، إنما اعتذري وتأسفي لهذا المسكين [ ثم وضع كفه على قلبه ] .
قالت: تعني قلبك ؟!!
قال: نعم .. فهو الذي كان يصطلي بجمر انتظارك .
[ أشرق وجهها بابتسامة ] وقالت: أنا آسفة كثيراً .
قال: يا سيدتي .. أنتِ في قلبي منذ البارحة .. تشعلين ليله بشموع التفكير .
قالت: ولماذا كنت طيلة البارحة .. تُفكر بي ؟!
قال: لأني اشتقت لكِ قبل أن يأتي الموعد ، ولما أتى الموعد اشتقت أنا والموعد لكِ !!
قالت: كلماتك تصيبني بدوار الغرور
قال: هكذا انتن معشر النساء ، تفضلن الكلمة الوردية على الرغيف والماء !
قالت: لكن لكلماتك نكهة لم أذق مثل طعمها من قبل
قال: نعم صدقتي ، فأنا أُجيد فن الكلام أكثر من أي شيء آخر !!
قالت: ولكن قلبي يقول إنك تُجيد أشياء كثيرة ،وانك إنسان طيّب
قال: وهل قلبكِ دائماً يصدقُ معكِ ؟!!
[ رفعت عينيها للأعلى .. وعضت على شفتيها ] وقالت: في هذهِ الأمور .. نعم يصدقُ معي عادة
قال: ولكن يا سيدتي .. انتبهي من كلماتي الوردية
قالت: ولماذا ؟
قال: لأنه ليس من حقي أن أحلم أو أن أرسم لغيري أحلام إلا بكلمات وردية فقط !
قالت: أنت تجلد ذاتك كثيراً !!
قال: لأنها لا تستقيم إلا بالجلد !!
قالت بغضب: حـرام عليك ، لماذا تقول هذا الكلام التعيس عن نفسك ؟
قال: لأن وجه الحقيقة هُنا تعيس !!
قالت: أي حقيقة ؟
قال: حقيقة هذه اللحظة ، ألا تعلمين بأن الحقيقة لحظات ؟
قالت: مجنون .. مجنون .. مجنون .
قال: نعم .. أنا الجنون بكل اتجاهاته وتفرده .

حسين الراوي 12-10-2008 09:00 PM

http://www6.0zz0.com/2008/04/10/10/837198858.jpg
.
.


قالت: دعني أتلذذ معك بهذا الحُزن !!
قال: لي قلب أيتها الأنثى .. أوسع من هذه الزرقاء - [ وأشار نحو السماء ] -كأنه قلب خُلق لكل الناس ،ليس لي وحدي فقط ، أتعبني في طيبته كثيراً ، وأتعبته الليالي بأوجاعها ، إن أعطى غرف بكل كرم ، وإن أمسك جعل مساحاته مقابر للنسيان ، وجوه كثيرة مرت عليه لم تقدره ولم يكترث بتقديرها .
قالت: ياالله .. كُل هذا يسكُنك !
قال: هذا فتات من بعض مافي السلة !!
قالت: كيف إذاً أنت إلى الآن حي ؟!!
قال: نفس هذا السؤال سألته لنفسي ذات حزن
قالت: وماذا كانت الإجابة
قال: لا أدري !
قالت: ما هي الحكمة التي تؤمن بها كثيراً ؟


الساعة الآن 05:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.