منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   على هامش افتقاده (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=13949)

ياسر خطاب 10-18-2008 05:33 AM

على هامش افتقاده
 
.
.
.
على هامش افتقاده





ذات موت , قال لي ...

تحبك , فاحيا سريعا من أجلها , فما زال متسعٌ ليوم الحساب ...

بعد أن تعبوا وهم يغطـّون نتاجَ يأسك وبُعدها عنك

بترابٍ مليء بالحصى , وروثِ البهائم ,

و يكفـّرون ذنوبهم بأنهم كرهوك بحسناتِ دفنك ,

ويتـّعظون بموتك مؤقتاً .... إلى حين موت آخر ,

بعد أن تفننوا بشتمك - ليطفئوا نار قلوبهم أخيراً - ودعوا لك بنار ٍ خالدة...

قال أحد الحضور في تأبينك : الجوُّ باردٌ والحيُّ أبقى من الميت ,

فأ ثـنوا على فطـْنته ثم غادروا جميعاً ,

لم يتعبوا أبداً ولم يتكلـّفوا في رسم الحزن على وجوههم الباردة .

القوتُ هذا اليوم وافرٌ في كل بيت ,

والنساء يتربـّصن بليلٍ ممتع وطويل ,

ويحْلـُمن بهدوء مطلقٍ ونوم مثاليّ لأطفالهن ,

لذلك لم يعلُ صوتُ نائحةٍ عليك ,

بالله من يفتقدك ..؟

بينما هم يأكلون ولائم عزائك الذي لم يكن حضوره

بالمستوى المطلوب , كان شبيها بحياتك إلى حدٍ ما

خَفـَتَ صوتها المكتظ ُّ بغصّةٍ خانقة :

رحمك الله , كيف تجرؤ بالرحيل قبل أن تقبر خوفي من الكلام إليك... ؟

.

.

.

عطْرٌ وَ جَنَّة 10-18-2008 06:33 AM

.

.

.




هَل قَال سأتنفس أولاً للمرةِ الأخيرة ../ ثُّم رُفِع ؟!
وران على قَلبه ..وهَو يَمشي حيّاً بموتٍ وبيده الكَفن ..والدِيدان تُغلق فمها حوله ..لَتستمعُ ل [ صوتها ] الخافت
وهُو يَرتكز على حُنجرةٍ موبوءة ..وَيئِن : - الا قلبه !
هَل فعلها ياياسر ؟! ../ ياسرُّ التفاصيل النائية والمُبقية على الحُلمِ لميلادٍ وراء الآخرة
هَل فعلها ؟! وأنت تَسرد قصّة البرد من فمِ الحطبِ ..والثلج يُدفىء النار ..والشبابيك تجتمع على كُره [ عصفور ] ,
هَل فعلها ؟! وأنا مازلتُ أوبخ تيبّس مفاصلي ..والعِرقُ مبتّل ,
هَل فعلها ؟! وأنتَ ..وقدّ كان الغياب فِيك ..رِحلة عُروج !
هل فعلها ؟!

http://www.aylol.com/vb/images/smilies/rflow.gif


.

.

.

فيصل الحلبوص 10-18-2008 06:57 AM




ياسر




للإختناق إختناق !




سأقرأك أكثر










د. منال عبدالرحمن 10-18-2008 09:07 AM




و بينما قرّر الموتُ انْ يأخذهُ من صمتها , قرّرت هي أن تغادرَ حنجرتها ,
في ذاتِ اللحظة , تخيّل !

هيَ هكذا الأشياء تحدثُ في اللّحظةِ الّتي نتوقّعها الأقلّ , فإذا قرّرنا أن نقتلَ حلماً ما , لأنّ وقتهُ يمارسُ غمسَ انتظارنا في التّراب ,
لأنّ الحلمَ ما عادَ ذلك الطّائرُ الخرافيّ الّذي يأتي على أجنحةٍ من نار ما أن دعاهُ صوتُ رغبتنا الأنانيّ كطفلٍ مغرورٍ عابث ,
إذا ما قرّرنا ذلك , أتانا الفرحُ كأنّهُ وردةٌ نبتت على غصنِ عليّق , و لكنّها متأخّرة .

أتراهُ سمعَ و التّرابُ يغمرُ آخر حنجرةٍ لها , شاءَت أن تُطلقها من سجنِ ليلٍ طويلٍ لجرحٍ غائر ,
أتراهُ سمعها تقولُ لهُ : أحبّكَ للمرّةِ الأولى , ثمَّ تغيبُ في قطرةِ نورٍ سقطَت من على غصنِ زيتون ؟

أم أنّهُ من فرطِ ما انتظرَ , غابَ عنهُ الموتُ و بقيَ سمعهُ حاضراً يُدركُ مدى ضآلتنا أمامَ الموتِ , و عظمتنا أمامَ من نحبّ في لحظةِ صمت ؟


يا ياسر :

أتيتَ هُنا مفاجئاً كالسّكرِ في أفواهِ الجياع , كتموزَ يباغتُ بردَ تشرينَ و يسرقُ عنهُ معطفهُ الأبيض ,

و دائماً ما تفعلها و تسرقُ الدهشةَ من أعيننا .


رائع !

إغفاءة حلم 10-18-2008 09:44 AM



صوتها جاء بارد كما الموت ...
جاء ميت .. كتفاصيل الأشياء التي تأتي في غير وقتها .. لا حاجة لنا بها ولاحاجة لها بنا ...

لم تكُن بحاجة لـ العويل ... ويدٌ تُربت عزاءاً على كتفها .. لأن حياتها معه كانت عزاءاً طويل ..
فـ أكتفت بان تُعزّي نفسها .. بـ رحمك الله ..وتبعث صوتها من جديد ...

ياسر خطاب ...

وأنت هُناتبعث الدهشة فينا ... كعادتك ..
وتُبيد السكون .. وتأتي بميلاد شُكرٍ تستحقه لايُشبه إلا حرفك ..


نبضات 10-19-2008 10:22 AM

أخي المتميز

رائع هو بوحكـ
معاني عميقة
تأسر العقولـ

:

على هامش افتقاده
لوحة تجريديه لواقع مجرد من الواقع

:

سلمت أناملكـ

سالم الدوسري 10-19-2008 12:16 PM

ياسر خطاب

منذ أن تعلمت كتابة الحرف لم ارى قط

رائحة الموت والإبداع تجتمع الا في نص ملئ بالحزن هنا

شكرا لك

العـنود ناصر بن حميد 10-19-2008 02:16 PM




نحتاجنا معك يا ياسر
عفواً
أقصد نحتاجك معنا
كنت أفكر
هذه اللوحة التي علقتها هنا
هل يجوز لنا أن نبتسم ونحن نتأملها
أم هي من كانت تبتسم وتتأملنا !!
..
ياسر
كن بسلام




الساعة الآن 03:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.