منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   (] مجالس المتنبي (7) [) (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=14016)

عبد الله العُتَيِّق 10-21-2008 04:47 AM

(] مجالس المتنبي (7) [)
 
مجالسُ المُتنبي
(7)
22/10/1429
21/10/2008

قال أبو الطيِّب المُتنبي :


[poem="font="arabic transparent,5,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وَمَنْ يَبتَغِيْ ما أبغي مِن المَجْدِ و العُلا=تَسَاوَى عِندَه المحايي و المقاتِلُ[/poem]
وَحْيُ البيتِ :
كلُّ إنسانٍ في هَمِّهِ مجدٌ يطمحُ بلوغَهُ و إدراكه ، و مقاماً عالياً يرمي ببصرِ قلبِهِ ليُدركَه ، و لِذَيْنِ سُلَّمُ الهمِّ الباعثِ على رَسْمِ العَزمِ الحاثِّ ، و بدونِ هذينِ رُكونٌ لِوَتدِ الأُمنياتِ المميتاتِ و لجوءٌ إلى رُكنِ الجُبْنِ عن المغامراتِ ، و ما تلكَ لبشرٍ بمَرْضِيَّةٍ صِفةً و لا حالاً .
الطلبُ يقتضي الخطْبَ و العطَبَ ، و لا يكادُ يَسلمُ طلبٌ منهما ، و هما متنوِّعانِ متغيِّرانِ ، طُلاَّبُ المعالي كُثُرٌ ، و فيهم مَن يُريدُ بلوغ المعالي صِدقاً فسعى إليها حَقَّا ، و منهم مَن يُريدها دعوى فتصنَّعَ السَّعيَ .
و بقدْرِ الصِّدْقِ في الطلبِ للمرادِ يَكون الاحتمالُ للناتجِ عن السعي و الطلبِ ، و مَن لم يَصْدُق في طلبِهِ سيكون هاويَ العزْمِ في أولِ الخُطى ، فالغاياتُ بالنهاياتِ لا بالبداياتِ ، و النهاياتُ لأُوْلي الثباتِ لا الوَثباتِ ، و مخادعةُ النفسِ في الاحتمالِ يَبينُ عند الخوضِ في أول خُطى الطريقِ .
يُدرُك الصادقُ في طلبِ المُرادِ أنَّ بقاءَه لن يُؤْتِيْهِ بما يُريدُه ، فلا يَستبقي نَفَسَاً في نَفْسٍ ، فيبذُلُ قُصارى الجُهْدِ لبلوغِ المَجْدِ ، و يُغادِرُ الملا لمُواكبةِ العُلا ، فلا كمالَ إلا بضريبةٍ ، و ضرائبُ الكمالِ اكتمالٌ ، و حينَ يَغيبُ عن الطالبِ للمجدِ قانونُ البذلِ فإنه سيكون متراخياً في المسيرِ ، و ناكصاً عند أولِ شِدَّةٍ تعتَوِرُه ، و إذْ يُدركُ ذلك فإنَّه يُقَوِّمُ العزْمَ بالحزْمِ ، و الهِمَّةَ بالحَدْوِ ، فيجدُ لذةً يَستصحيُها في كلِّ أحوالِ مسيرِه ، لذةٌ الهمِّ الأولِ البائسِ الدافعِ له في البحثِ عن قيمةِ الوجودِ ، و لذةُ الهمةِّ الموجودةِ مِن بؤس الهمِّ و المُوْجِدَةِ للمجدِ المَرُومِ ، و لذةِ الشَّوقِ المُلتهِبِ في النفْسِ لبلوغِ العُلا المُمَجَّدِ و المجدِ المُعَلَّى ، و لذةُ السيرِ للغاياتِ ، و لذةُ الاستلذاذِ بالتَّعَبِ و النَّصَبِ ، و ما مِنْ لذَّةٍ إلا و تُفضي إلى لذةٍ ، و لذَّاتُ المعالي غاياتُ المطالبِ ، و لا أجملَ من حالِ استلذاذِ التَّعَبِ في الطلَبِ ، إذ يقولُ أبو الطيِّبِ ذاتُه :
[poem="font="arabic transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]سُبحانَ خالقُ نفسي كيفَ لذَّتُها=فِيما النفوسُ تراهُ غايةَ الألمِ[/poem]
و كما كان الاحتمالُ بقدْرِ الصِّدقِ ، فهناك الاحتمالُ بقدرِ الغايةِ ، فالغايةُ السامية الحميدة ، و المطالبُ النامية المجيدة ، يُحتملُ في سبيلِ بلوغها كلُّ عارضٍ ممطرٍ بإعاقةٍ ، و مُعترِضٍ صارفٍ بِصَفَاقَة (1) ، حيثُ الغايةُ أعظمُ ، و العظِيمُ للعظيمِ طلباً و حجباً ، هُنا سيُدرِكُ أنَّ مُرادَه سينالُه لأنَّه يستعذِبُ ألمَ السعي إليه كما يستعذِبُ البقاءَ عنه حينَ لم يَعرفه ، و كما يَستعذِبُ الراكنُ رُكونه ، حيثُ غدا المكروهُ محبوباً ، لأنَّ المطلوبَ محبوبٌ ، و المحبوبُ له عَيْنُ الرِّضا و عَنه إغضاءٌ ، فَتسَاوى عِندَه الحالُ في الاستلذاذِ لا في اللياذِ.
و الاحتمالُ لا يَقْوى إلا بِعُرى التوثيقِ بِثِقَةِ الهمةِ و العزيمة ، فهما مُبتدَاٌ و الاحتمالُ خبرُ ، و المُبتدَأُ و الخبَرُ اسمانِ لِمُسمًّى قائمٍ في حالِ الرَّفْعِ عن الدُّوْنِ بِضَمِّ الحالِ و القلبِ على الغايةِ العاليةِ ، و بواويَّةِ الجمْعِ للفكرِ و العقلِ لبلوغِ مقاصِد الذِّكْرِ الحَسَنِ ، و بهما تمامُ الفائدةِ العائدةِ ، و الإفادةِ الراشدة .
كذلكَ ؛ الاحتمالُ لا يَكونُ إلا في خَوْضٍ لِمنافَسَةِ المُزاحمينَ ، بصوتٍ عَلٍ ، و ثَباتٍ جَلِيٍّ ، ففي الخوضِ تبينُ حقائقُ الدعاوى ، و الطالبُ العاقلُ مَن يُدرِكُ بيقينٍ صِحةَ غايتِه ليخوضَ حالةَ الطلبِ بالخَطَرِ ، و الخَطَرُ لا يُنالُ إلا بالخَطَرِ (2) ، و إدراكُ الغايةِ يَكون بإجالةِ البصرِ نظراً و البصيرةِ فِكْراً في استعبارِ شأنِ الغايةِ و ملائمةِ البذلِ و السَّعي لها ، فالخوضُ شَجاعةٌ و الشجاعةُ ذكاءٌ لا قُوةٌ ، فـ " ليس الشجاعةُ أن يحمِلَ الرجلُ نفسَه على الهلَكَةِ إنما ذلك هَوَجٌ ، و الشجاعةُ أن يتقدَّم و غالبُ ظنِّهِ أن يظفر "(3) .
فالمجدُ المطلوبُ قاضٍ بالسعيِ المحبوبِ ، و باعثٌ على احتمالِ الخُطوبِ ، و كاشفٌ الصَّدوقَ من الكذوبِ ، و { قَدْ علِم كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهمْ } .
__
(1) وَقاحة .
(2) الأولى : القَدْرُ و المنزلةُ ، و الثانيةُ : الحركةُ و الاضطرابُ .
(3) " ديوان المعاني " (1/112)

فيصل الحلبوص 10-21-2008 07:56 AM



عبدالله العتيق


وما المعالي إلا أصرار وعزيمة وصدق نوايا

ولا تقبل وهناً وتقاعساً


عبدالله العتيق

أنت بحر



محبتي

وَرْد عسيري 10-21-2008 08:41 AM



وَ مِن بَعدِك يُبصَرُ الإِدرَاك ــ وَ تُدركُ البَصِيرَة يا عَبدُالله ،
قَرأتُ وَ ابتَسَمتْ ـ وَ تَمتَمتُ لِنفسِي أَن لَها كَراتٌ أُخَر
شُكراً لك
http://ayah227.googlepages.com/wh_73073504.gif


صالح العرجان 10-21-2008 01:00 PM



عبدالله العتيق

إن من البيان لـ سحر وأنا هنا لـ أزداد إيماناً وقناعة حتى الشبع

رد ود

قايـد الحربي 10-21-2008 04:28 PM

عبدالله العتيق
ــــــــــــــ
* * *



أرحبُ بك مُجدّداً ،
و أعتب غيابك .

:

هنا :

تُنبئ المُتنبي بـ نبئه ، فتبني بياناً لا يبنيه غيرك ،
بـ حياكة الحكمة .. تبلغُ اللغة بـ ببالغ السحر .

:

أيّها الأنيق : عبدالله العتيق
وجودك ضرورة للحياة ، فلا تُميتنا .

عبد الله العُتَيِّق 10-21-2008 06:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل الشودحي (المشاركة 361963)


عبدالله العتيق


وما المعالي إلا أصرار وعزيمة وصدق نوايا

ولا تقبل وهناً وتقاعساً


عبدالله العتيق

أنت بحر



محبتي

فيصل الشودحي
هي كذلك ، و من رامَ مجداً احتملَ بُعداً ، و مَنْ قصدَ العُلى رضي البِلى .
شكراً لبهاءِ وجودِ نوركَ أيها البَّرُ الكريمُ

عبد الله العُتَيِّق 10-21-2008 06:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وَرْد عسيري (المشاركة 361978)


وَ مِن بَعدِك يُبصَرُ الإِدرَاك ــ وَ تُدركُ البَصِيرَة يا عَبدُالله ،
قَرأتُ وَ ابتَسَمتْ ـ وَ تَمتَمتُ لِنفسِي أَن لَها كَراتٌ أُخَر
شُكراً لك
http://ayah227.googlepages.com/wh_73073504.gif


ورد عسيري
أشكرُ لكِ جميلَ اللفظِ ، و نبيلَ اللحْظِ ، و إنَّ لها لسابقاتٌ و لاحقاتٌ ، و لا اغتناءَ عن دوام وجودك ، و و قيام شُهودك .

عبد الله العُتَيِّق 10-21-2008 06:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح العرجان (المشاركة 362069)


عبدالله العتيق

إن من البيان لـ سحر وأنا هنا لـ أزداد إيماناً وقناعة حتى الشبع

رد ود

صالح العرجان
و إنَّكَ لساحرُ القلبِ إليكَ عطفاً بعطفِ الحرفِ ، الشكرُ لا يحيدُ عنكَ .


الساعة الآن 01:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.