منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   زهــايمر .... ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=14153)

صُبـــح 10-28-2008 06:52 PM

زهــايمر .... !
 
http://up3.m5zn.com/get-10-2008-uo9mzoq23e0.bmp




عندما أصبح عجوزاً سأتألق من العدم فالشيخوخة ليست إلا موشحات شبابية نرددها في حين غفلة !
أذكرُ بحزنٍ وأنا أبتسم أنَّ الزهرةَ تذبل لتعطي فاكهةً ...
والفاكهةُ تتعفَّنُ لتعطي أرضاً ، ومنِ الأرض أنا، ومن إبتهاجاتِ الربيع، يكونُ النُّضج والتّفَسّخ ..!
فأحثّ خُطاي نحو ذاك الفناء الذي أركض فيه كأرملةٍ للتو قتلت زوجها وأنوح بإبتسامٍ خبيث مصرّة أن أعيش الحياة بعنادٍ لمدة طويلة أو لبرهة خاطفة !
فاسطعي، ياروح الشباب ياكل الذكريات المذبوحة على أبواب الكهولة
ياصباي ، ياوجه شبابي ، ووجوه الرجال الموزعة على جهات
القلب الأربعة !!
فهناكَ يكمنُ الشَّرك الذكي الذي يُوقع بأنبلِ الأرواح ..
أعلم تماماً لا الوقار المفتعل ولا الطيبة الصالحة سيقصران تاريخ صلاحيتي كـ حيّة بين الأحياء فهناك هدنة منقوشة على حلاوة الروح الفطرية فينا ..!
آه ياوجع الإنتظار..
أسمع وطأ أقدام خلاصتي العرجاء وهي تدبّ الأرض كأن تقول لي : الوعد غداً !
فيجري في دمي قمرٌ سرمديٌ وأسأل روحي كل ليلة على وسادة القطن الطبية التي أمقتها وأقول ياعجوز : كيف تنامين ؟!
كيفَ استطعتِ تحَملّ رائحة دهان الروماتيزم المبثوثة حيثما أدرتِ وجهكِ كيف !!
هل لا زلتِ تحلمين بشاعرٍ أمير يلفّ خصركِ بين ذراعيه ويطير بكِ لمدنِ النوارس والشناشيل وباسقات النخيل والجمال والمراوغة والغرور....
و .. والحب الأول الذي زار قلبكِ بشريانه البدائي هل مازال يذكرك !


وابن الجيران الذي ما إن يراكِ.... تضطرب شفتاه خجلاً !!
و الجملة الأولى التي تعثرت فوق دفتر..
من يردني للشابة التي لا تشبهها واحدة من النساء !
للرشاقة للأناقة لقمصان المساءات التركوازية ، لصباحات التفاح والدهشة ... !
ولكن من يعيد للقصب المجفف عافيته !! من ؟

وأسأل ذات السؤال :
هل الشيخوخة بمثل قسوة الموت المباغت ؟؟
أوأن مهابتها أقلّ من هيبة الإنتحار ؟
أو أنها ختمٌ دائريٌ يستخدمه الموت للتوقيع على أوامرِ إقصائنا ..
ربما نفضّل الموت بأسباب الوحدة أو بسبب هذيان الزهايمر أو وقوعاً من حادث طائرة أو بسبب تسممٍ بعد تناول وجبة تونة فاسدة ولا أن نموت بها !
كم نمقتها تلك الشيخوخة التي تأتينا كجرثومة لعينة متحدية وجه الشباب الذي كان يكافح ضدها العمر كله !
قالت لي إحداهنّ ذات ثرثرة عجائزية :
أن الشيخوخة رمزٌ تعلّقه الأيام على أكتافنا كنيشانٍ مقلوب
وأن النهاية بدونِ شعور يصاحبها أبلغ وأشهى كالموت عند الولادة أو
في جزيرة نائية على يد هنودٍ حمر !
وقالت لي أيضاً ماجدوى الحياة ولآلىء العين قد جفّت والحواس عطلّت ،
و العظمِ الذي تهشمَ إلى حدٍ لا يمكنُ فيه ترميمهُ ، والتجاعيد التي تدلّت من الجسد كأنها خلاخيل !

سمعت بالأمس عن آخر نساء جيلي التي ماتت فجأة ولما سألت عن السبب أجابوا : لا سبب غير الشيخوخة !
إنّها هي إذاً ولكن ما لا أعلمه بعد هل هي كالمسّ مثلاً أم كالشوق إلى حبيب أم هواية رائعة في لحظة يأسٍ ثقيلة ؟!
أشعر بأنها تصبّ في نفسها وتتمدد ، تختزن هبّات العمر في صدر الأقدار وتندلع كأرقامٍ متواصلة دون ترتيب مهم ..
تتحكم فينا وفق شروط مجهولة وتظل ترقبنا من بُعد حذّر لا يمكن إلتقاط إشاراته البتة !

كل ما أعلمه الآن أنّي مستعدة ولا يزال كبرياء الصبا ماثلاً في عينيّ وسأموت وأنا أردد أنشودة التسبيح والشكر والإنتصار ..
وبـ ذروة الصراخ أنا قــــــادمة .. !





زهرة زهير 10-28-2008 06:59 PM

هذه المساحة لي و حتى ميقات حب آخر ,,,

سأعود
:)

فيصل الحلبوص 10-28-2008 07:14 PM

صُبح






أحياناً تأتي الشيخوخة لإنسان في ريعان شبابة وتقتنصه بكلتا يديها







حروفك كالغصن تتدلى منة الثمار






صُبح




أمد الله في عمرك






كوني بخير

تهاني سلطان 10-28-2008 07:20 PM

.


أناأعشقُ هذا الفكر لِـذلك سَـ أعود
بِـ وقت كافي لِـ التركيز والقراءة ..


.

وَرْد عسيري 10-28-2008 10:21 PM




وَ كُل الكَونِ انْصَهَر مَعكِ يَا صُبح
وَ أَنَا مَا بَيْن خَوفَيْن :
أَخَافُ أَن أَقُول سَأَعُود ـ فَـ أَشِيخُ بِكِلمَاتِي وَ أَحبِسُهَا خَجلاً وَ أَحكُمَ الكَبَتَ عَليهَا جَيداً
وَ أَخَافُ قَولِي اكتِفَائِي بِهَذا الحُضُورِ فَقَط ـ فَـ تَضْحَكُ عَليَّ ذَاتِي وَ تُردِد فِي نفسِي سَتعُودِين غَصباً !

فِي كُل الأَحَوَال - يُطمْؤُنَنِي أَنكِ تَعلَمِين بِي وَ الجَلَل
احْتَفِظِي بِي قَريبَةٌ مِنكِ ، يَانِعَةٌ وَارِفَةٌ كَ الشَبَاب ..صَامِتةٌ بِحكمَة تَماماً كَ عجُوزٍ زَارَهَا الزهايمرُ
وَ انشَغَلتْ بِ مُراجعةِ عُمرَها !




مِن ثَمَّ اعذُرِي http://ayah227.googlepages.com/119.gif


زهرة زهير 10-28-2008 10:24 PM

"رائعتي"
صُبــح ...


__ أنا قادمه __

ربما هي الصرخة الأولى ثم الأولى و الأولى وإن جاءت كخاتمه ..
إلا انها الأكثر رنين في هذا النص والأكثر تباطىء في الذاكرة لذلك تفرّدت بذاتها ..
إذ أنها [ اختصرت مجمل القصة فيها ] ..
و ســ أخبركِ بأن الشيخوخة أشبة بالخدر المتصاعد من إصبع القدم الصغير حتى أعلى الجسد !
كــ نكهة نفقد طعمها بالتدريج حتى مرحلة الشعور بــ لا شيء ,, كلحظة إعتياد .. فــ لا تشغلكِ كثيراً
لا أعلم يا صُبح كثيراً ما تصيبني الربكة عندما أحاول استيعاب فكرك ومضامينك !
تعتصرين الفكر حد آخر قطر أصغر تفاصيله وتمررين الدهشة بذهاء إلينا لا أدري لكنكِ تفعلينها يـــ مجنونه !
قد لا أتصور أحداً يحكي عن الزهايمر ذات صبا بهذا التقمس الخيالي بعد حين من الأزمنة
إلا أنك تمكنتِ من ذلك حقاً حتى خُيل إليّ أني بحاجة جادة لتحسس يداكِ و تفحص وجهكِ من جديد
كلحظة أتحقق فيها من هيئتك .. أأنتِ أنتِ أم تلك الممسكة بــ حبكة الزهايمر إمرأة أخرى !
المشهد صعب جداً ..
أحتاج لــ زمزمة الوقت حتى أشعر بالكثرة الكافية لــ الخوض بتركيز في محدثاته والغرق فيها
منحتيني فرصة التخيل الوسيع ..
حتى أفضت بذاكرتي حيث تلك العجوز التي ستمنحك حلوى منتهية الصلاحية يوماً ما , هل تذكرين :)

يـــ صُبح
ثمة ما يحثني للعودة
فــ لكم أنتِ عميقة

و يـــ صُبح
عندما تستحيل الظلمة وتُحال إلى نور
ثقي بأن الإصبع الذي أشعلها من ذهب !
وأنتِ جميعكِ كذلك



الصبح / صُبــح
هل شعرتي يوماً بعد أن صحوتي من نومكِ
بـــ مرارة لاذعة في لسانك وأنك بحاجة ماسة لقطعة فاخرة من الكنافة أو حلوى مُعسّلة جداً !
هكذا أنا الآن ...
وقد وجدت ما طاب لي في هذا النص الفاخر بكِ


عندما تصبحين عجوزة نعم ستكونين أنيقه يا عزيزتي :)
و قد نبقى معاً حد إكتسابنا ذات اللحظة الزهايمرية .. فــ نتأنق معاً
يشتعل رأسينا ثلجاً , ترتعش معنا الأكواب ,
تنحسر فينا الكلمات , نكون فينا المرآة لنا ! ...
و نتذكر هذا [ النص ] حينها !
ربما , من يدري !


ود / ورد ..
لـــ وفير المدهش منكِ

مشعل الحربي 10-28-2008 11:47 PM



صُبــح ..؛


هنا مساحة عاصفة تحتاج لقراءة بتأمل أشبه ما يكون بالغرق..


قد أعود وإن لم أعد فقراءتي في تباب..

إغفاءة حلم 10-29-2008 02:12 AM



صُبـــحي ...

مذ عهدي بكِ وأنت القابضة على تفاصيل السماء ..
تلك التي لاتقبل بأن يكون مصير مولدها من يد البدايات .. ولا تأتي النهايات .. كحدٍ لها ..
تختزلين الكون .. في كف محبرتك الزرقاء ..

تطوفين بنا .. عتبات الأرض .. وبقعة الأرواح
بخطوة قلمكِ الواسعة التي تتجاوز الـ أنا
لتكونين هم ..

أصابعكِ مفاتيحُ أقفاص صدورهم .. وفضاءاتكِ الرحبة .. إنعتاق طائر قلبهم ..وكل حرفٍ منكِ ..
أجنحة مُشبعة بالهواء ..

كان الضوء يتكاثر بتلك التجاعيد .. ويفردها مساحاتٌ من نور ...
صدقيني ..حتى كلماتهن التي كانت تخطو بعكاز على صراط لسانهن ...
شعرت بها تجري كما البرق .. وتشكرك ...
تُقبل أصابعكِ فتفوح منها رائحة الريحان ..
تلك التي تسمو في مفرق جبينهن...

ثقي تماماً أنكِ حين كُنتِ تُطلين بعدسة حرفك المستقبلية .. على ذاك النور من عُمركِ ..
كُنتِ تُشعلين الصباحات بكفهن ..وتبدلين نبضاتهن بالعصافير ..والأطفال كانوا ينمون بدمائهن ...

صُبحي ...
توقدين شموس حُبكِ في قلبي بلا أُفول



الساعة الآن 04:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.