![]() |
باراسيكولوجي !
|
Telekinesis
رفعتُ اصبعي باتّجاهِ الشّمس و أنا طِفلةُ العتمةِ التّائهةُ بينَ مظلّاتِ الشِّتاءِ و أرجوحاتِ الغيمِ , تطوي خصري الورقي و تُهديهِ لوعدِ نهرٍ بعناقِ البحر ! أنا المُمعنةُ في السُّكون , الغارقةُ في لُجَجِ الصّمت , المُختارةُ لصواعقِ الحبِّ , تُحرقُ أشجاري لتُعيدَ لجسدِ اللقاءِ حبورَه المُلقى على قارعةِ الإهمال ! أنا حبيبتُكَ الافتراضيّة , أوردتي أشياؤكَ المُفضّلة و عيناكَ تُجيدُ نقلَهما من جسدٍ إلى آخر كلّما شعرتَ بالمللِ من لونهما الأزرق . قلبيَ دندنةُ روحك , تُؤرجحهُ بينَ حبالكَ الصّوتيّة ما بينَ أوبراليّةِ اعتناقهِ لصدرك و كونسرتو غيابِهِ عن النّبض ! نظرتُكَ لم تُخلق من العدم , و هي القادرةُ على تحويلِ لهفتي إليكَ إلى حزنٍ عميقٍ يدفنهُ صمتي الذي تكره , هي القادرةُ على قلبِ حُزنيَ المدفون , إلى ذاكرةٍ موبوءةٍ بنسيانِ كلّ شيءٍ عداك . أنتَ رجلٌ يفيضُ بالطّاقة , يصنعُ من النّجومِ كريستالاتٍ في لحظةِ حب و يجيّرُ نورَها لخاتمٍ مدوّرٍ كصوتك , ثمَّ لا تحجبها غيمةٌ عن أعينُ البومِ الملتحفِ بصمتِ الليلِ في لحظةِ غضب ! أنتَ رجلُ الأشياءِ الموسومةِ بالحياة , المتصوّفُ بالغيمِ و الحصى و أشجارِ السّنديان , المُسافرُ في جفنِ التّفاصيلِ الغافية , المُرسلُ الدِّفءَ إلى أعماقِ المُحيطات , هناكَ حيثُ تنبتُ لؤلؤةٌ كلّما غرقَ حبٌّ ما ! طاقةُ الأشياءِ الكامنة أنت و قدرتُها على اقتباسِ الضّوءِ و إشعالِ الفرح , مسقطُ الشّمسِ و مخزنُ دفئها و مسرِّبُ حرارتِها إلى برودةِ أطرافِ الليلِ و أصواتهِ المبحوحةِ قلقاً . أنتَ القادرُ على جلبِ الوطنِ إلى قلبي و إقصائي عنه , و زرعِ الرّوحِ في انتظاري و تململي منه , و تحويلِ قصبِ السّكَّرِ في صوتي إلى أنينٍ مكتوم , ثمَّ تفجيرهُ في رئتي ! أنتَ القرارُ الغامضُ و اللّحظةُ المصيريّةُ الّتي تنقلُ الاشياءَ و الأمكنةَ و طاقاتِ الغيابِ و السّعادةِ و الشّقاءِ الحلو , من قلبي و إليه ! * اللوحة لـِ فان كوخ |
Clair-audiance
http://i30.servimg.com/u/f30/12/10/53/50/30710.jpg
و تسمعني , دونَ أن تُنصِت , كَأَنْ تُمسكَ محارةً ما بكفّكَ و تجرّها إلى البوحِ في باطنِ يدكَ بانقباضِ و انبساطِ الوجعِ و الفرحِ في صَدري , كَأَنْ تراقبَ من بعيدٍ فراشاتِ الخوفِ حولَ شمعةِ الفرحِ على شفتيّ , فتُحرقها و لا تفعل ! كَأَنْ تقولَ لي : هاكِ يدي , و أنتَ تعلمُ أنّي أسلمتُ صوتيَ لريحِ الشّمالِ منذُ أن التقيتُ عشبةَ صدركَ السّحريّة و أنّي منذكَ فقدتُ أصابعي و باتَ بصري الشّيءَ الوحيدَ القادرَ على الإمساكِ بالأشياءِ .... و يديك ! روحكَ وساطةُ السّعادةِ المؤجّلةِ مع توقيتِ الأزمنة , تهبها اقتراباً بقدرِ تماهيكَ مع صوتِ الذّاكرةِ اللامفتلعة , وحدكَ القادرُ على منحِها حينذاكَ صراخَ الحياةِ الأوّل أو صحوةَ الصّوتِ الأخير , ربّما لهذا , تفتعلُ انشغالكَ بأصواتِ الوجعِ الهائمةِ و موسيقى الأرواحِ المكلومةِ و الأوطانِ المقصيّة , و تتجاهلُ صوتَ ذاكرتي المحمومِ بك و شفتيَّ القادرتينِ على الصّمت و المنفى . و ربّما لذاتِ الشّيءِ تفتعلُ الغربةُ بداخلي وطناً آخر , غير قادرٍ على الصّمتِ و الكتابة ! قدرتُكَ على نظمِ الفوضى بداخلي و تشكيلِ سرياليّةِ أحلامي طفولةً تُحيلُ الوجعَ إلى مرحِ اللونِ الأزرقِ على ركبتيَ و صدرِ العشب , و الحمّى إلى لعبةِ الماءِ مع السّماء , و الاختناقَ إلى اختبارِ قدرةِ الأشجارِ على الخضرةِ في الشّتاء , و حاجتي إليكَ إلى رحلةٍ ممتعةٍ نحوَ الأفقِ المجهول , اثباتيَ الوحيدُ للعالم أنَّ الضّوءَ ليسَ قدرةَ الأشياءِ على البصر , بل متعةَ البصرِ للأشياء ! : نقطة : العدمُ يذهبُ بصوتي , و شفتاكَ تستعيده ! * اللوحة لِـ فلاديمير كوش |
Precognition
لأنَّ حدوثكَ هو أكثرُ الأشياءِ إرباكاً للأزمنةِ / هو أكثرُ الأزمنةِ إرباكاً للأشياءِ : فإذا أتاني صوتُكَ كأجنحةِ صباحاتِ النّحلِ و العَسَلِ , علِمتُ أنَّ سنبلةً ستنبتُ فوقَ كفِّي , و على كتفيَّ ستتطاولُ ياسمينةٌ و في قلبيَ سيزهرُ الحزنُ المتكوّمُ كالشِّتاءات . أمنيةٌ واحدةٌ تكفيني , لأكتشفَ الغيماتِ عن قُرب و أتنبّأَ بحدوثِ المطرِ دونَ أن أُمضي قُبلةً كاملةً في البُكاء , دون أن تسقطَ الكلماتُ من فمي إلى الأعلى تبحثُ عن سِرِّ المطرِ المجهولِ قبلَ عينيك ! واحدٌ فقط من كلّ توقّعاتِكَ يكفي ليُلبسَ ساعةَ موتيَ الرّمليّة رداءَ الرّبيعِ المتوقّفِ عن الجريان , يكفيها لتعتلي صولجانَ الزّمنِ المتوقّفِ بينَ أصابعك , فتعودَ بُرعماً صغيراً في حقولِ الأملِ المُشرقةِ بالقمح ! ثمَّ تعلّمتُ فُراقاً بعدَ آخر كيفَ أتفهّمُ صمتَكَ في لحظةِ حبّ , و كيفَ أتحوّلُ من فراشةٍ تراودُ صدركَ عن الدّفءِ إلى خيمةٍ تحتضنُ جمركَ اللّاهثَ دونَ أن تحترِق .. وحدهُ صمتكَ القادرُ على إعادةِ ذاكرتي إلى الأرضِ , بِلا أجنِحةٍ و بِلا مَطَرٍ و بلا أَزمِنَةٍ .. و بِلا ذاكرةٍ أيضاً . وحدهُ صمتكَ إشارةُ الوقتِ لي باقترابِ انقشاعِ سِتارةِ العتمةِ الهادئةِ عن رئتي و دخولِها زمناً جديداً من اختناقِ الحريّةِ و اوكسجينِ الحياةِ الضّئيل و كوابيسِ النّزفِ و الكواكبِ النّائية و الغربةِ المستحيلة و مغاورِ الكتمانِ و الطّيرانِ الأخيرِ في لحظةِ حبّ ! أمّا أنا , فكلَّ ما ارتكبَني الصّمتُ , وشَتْ بي كلُّ التّفاصيلِ الصّغيرةِ إليك ,حُمرةُ الإرتعاشةِ على شفتيّ المرتبكتين , زُرقةُ الحنينِ على أظافري المتجمّدةِ و زلازلُ الإنتظارِ تعصفُ بركبَتي فلا تهْدَأ . ادراكُكَ لي , للكلماتِ قبلَ أن تُغادرَ حنجرتي , للحرفِ قبلَ أن ينطقَني , للهواءِ قبلَ أن يمسَّ شُعبي الهوائيّة في نفسٍ عميق , للضّوءِ قبلَ أن يلامسَ بصري , للألمِ السّاكنِ جوفي قبلَ أن يُطلقهُ الهدوء المؤقّتُ , لاشتياقي لكَ و غربةِ ثوانيّ في غيابك و لجذوةِ اللّهفةِ في داخلي قبلَ أن تمسّها رياحُ صوتكَ فتغمرُ الأشياءَ بالحرائق , هي قدرتُكَ على منحِ الدّهشةِ للتّفاصيلِ الصّغيرة , و بعثِ الأزمنةِ من جوفِ البردِ و المنفى و الوقتِ الغريبِ التّائهِ في مجرّاتِ البُعد . لأنّكَ رجلُ الغموضِ الجليّ و الثّلجِ الدّافئ و حقولِ الأزهارِ الّتي لا تُحصى , و ضياءاتِ الكواكبِ قبلَ أن تُصبحَ حواسَّ السّماء , و حبّاتِ الرّملِ الّتي تتحوّلُ إلى لؤلؤ , و الأشجارِ قبلَ أن تحتضنها الأرضُ فتمنحها بريقَ الأزمنةِ الماسيّ , و مياهِ البحرِ الّتي تتنبّاً بالسّفنِ الغارقةِ , إذ يهدأُ موجُها العاصِف ! و أنا مظلّةٌ ورقيّة فاجأَتْها أمطارُ حبِّكَ , فتحولّتْ إلى حِبرٍ يَسيلُ على الوَرَقْ ! * اللّوحة لـِ ايفان ايفازوفسكي |
Telepathy
http://artbrokerage.com/artthumb/vla...Confession.jpg
- تختبئين خلفَ ظلّك ! - تتركُ ظلّكَ وحيداً و تختفي ! بنفس الطمأنينة الّتي عهدتَها أقرأُ مذكّراتك , أقلّبُ عينيكَ و أستنشقُ كلماتكَ بعمق, و أستعيدُ قلبكَ يومَ أهداني نفسهُ قائلاً : لا أملكَ شيئاً سوى الحبّ ! لا زلتُ ذاتَ الطّفلة الّتي تلعبُ دور الأمّ, ترتّبُ الحياةَ تبعاً لقلبها ... أنتَ أولّاً .. ثمّ الشّهيق . لا زلتُ أنا أنتَ, برداءٍ شفيف يكشفُ قلبك و بذاكرةٍ كثّةٍ شعثاء يستحيل الخروج منها كما الدّخول.. أعرفُ تماماً كيفَ تفكِّرُ عندما تنظرُ لعينيَّ و أنا أتابعُ حزني التّائه على هيئةِ وطن كيفَ تحاول أن تكونَ رجلي كلّما زاد شكّي بقدرتي على انتزاع الغربة من ذاكرتي و أعلمُ جيّداً أنّ انتظاركَ حزنٌ شديدٌ يضغطُ على صوتِكَ فيمنعه عنّي ! لكنَّ صمتكَ ينقلني إلى الطمأنينة , إلى عشِّ الشّمسِ المليءِ دائماً بالضّوء لأنّني أعرفُ الآنَ أنَّ رجلاً يمكنُ أن يكونَ وطناً و غربةٌ في آنٍ معاً أعرفُ أنّ حبّاً يمكنُ لهُ أن يُصبحَ حلماً و حقيقةً في ذاتِ الوقت دون أن يُخالفَ قوانين الطّبيعة و دونَ أن يتوهَ بين الكلماتِ و الصّمت .. أنا الآن أكثرُ قدرةً على الالتزامِ بالمطر و أكثرَ صبراً على اللّيلِ الطّويل إذا ما صاحبَهُ أرقٌ غزير .. ذلكَ أنّي أستضيءُ بالحبّ و ألتحفُ بالحزنِ أكثر من أيِّ شوقٍ مضى و لا حاجة لي بمعطف الذّاكرة و لا بقنديل النّسيان بعد الآن .. ها قد تعلّمتُ أخيراً كيفَ ألعبُ لُعبةَ الغيابِ معك دون أن يتوه أحدنا عن الآخر و دونَ أن يعبثَ أحدنا بظنِّ الآخر يقيناً منهُ بأنّهُ لن يراه نحنُ الآن على جهتين متقابلتين من الفقد , يعلم كلانا أنَّ الكلماتِ ممنوعة و أن الوقتَ انتظار . يشعرُ أحدُنا بالآخر و يُبادلهُ الحبَ بالحزن يتشاركُ معهُ البرد و يعلمُ بأنَّ المنفى حقٌّ للجميع إذا ما ضنَّ المهدُ بالدّفء يقاسمهُ الألمَ و اللّذة عندما يكونُ الجرحُ هو الوطن و يعودُ إليهِ كلّما التئمَ الفقدُ ... لئلّا ينسى! اللّوحة لفلاديمير كوش |
الساعة الآن 07:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.