منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حديثٌ ملفّق (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=14437)

أحمد الشريف 11-11-2008 10:27 AM

حديثٌ ملفّق
 




يتساقط على هيئة دعوات لُفِظت على عجل
أختصر معظمه
وأدفعه في قبعة المتسوّلين
فينمو أبيضاً يشبهها
سامحني يا أبي ، أحضرت أمتعتي وأمتعة كل من تقاطروا من وجهي وأطراف حقائبي إلى ضفّتك القديمة
وكنت على يقين بأن وصيتك التي صعّدتها للسماء ضيّقة كأحد أيامك
ستسامحني حين تعلم أن وطناً كان يشبه عيني بِكركَ المظلمة قد أمطرت به خارج سنوات عمره
صبياً لا يشبه الصبية
شيخاً يكابر ضيق عينيه وينادي بإستنساخ الطفولة
ستسامح وطناً استحلفني أن أعود في السنة المقبلة
وفي يديّ لوحة أو مشروع رواية مهذبة
ستغفر لتربته استباقها للحرّ الذي تسلّقني كأول لثمة أنالها من صعيده الطاهر
لأن الوجوه لا تتغير دفعة واحدة
والأرصفة تكفل لنا تجمّعاً جزئياً للذكريات بأيّ شكلٍ بدا واهناً
ولكنها تفعل كما لم تفعل أنت
حينها كنتُ مريضاً بطريقة أخرى
أدركتَ هذا
فـ كبّلتَ اتجاه نظرتي وبدأتَ بترتيب قلقك المزيّف
دون تفقّد أضلعي أو محاورة النوافذ كما كنت تفعل أحياناً
وقبل أن أعثر على حذرك المندلق على الأغطية
وثَبت سنواتي الثلاثون ضامرة تلعق من ذات الحاجة التي دفعتني إليك بادئ الأمر
تفلت مني وأتداركها ، وأترك لك فرصة إنهاء السقوط
أنحدر لوهلة لست مهيأ لها - ممتلئة بالعفو - أقلّبها على جهاتٍ مختلفة لتبدو صادقة
أتسلّف عمراً من أرض لم تخبئني جيداً
فالتقي بحقيقتك على رصيفٍ بارد
في بلد موبوء بعشق لا يخصّنا
يا أبي
حين انتقيتَ ذلك الصبّاح لدسّ ذنبِ توجّهك القاتم نحو دفء ٍيبعد عن منزلنا ربع ميل / نحو عنقها بالذات
كنت أستر قدميّ بتربتك الزلقة
وأعايرهم بقامات آبائهم المتخاذلة
قبل أن يعايروني بإقامتك المؤقتة
أحتدم نمواً متعرّجاً
كأنّ النهار اتّخذ من جسدي موضعاً لإجابة خاطئة عن سؤال لم يُلفظ بعد
يومها كبرت عليّ خيبتي
وأنت تهمس من شفةٍ لم تحاذني يوماً :
(الأجدر أن نتمرن على البكاء قبل أن تراودنا فجيعة)
وكيف يُصنع البكاء والثلث الأخير من عينيّ غامرت به حين رأيتك عالقاً دون خريطتي
بمقصد متأخّر ترأب وطناً آخذاً في الاتساع
ومن أين تبدأ وكيف ستنتهي ! وصحرائهم تكفّلت بارتدائي
والمطارات قدّرت مسافة شوق عن وجهك ، ودفعتني للسماء
وحيداً كما جيء بي
غير أني هذه المرّة تساقطت للأعلى
مترفعاً خالياً من الوصايا
أحملك بكلّك الذي لم يكن لي
وفي جيبي حديثٌ ملفقٌ
يشبهها




عبدالعزيز رشيد 11-11-2008 12:53 PM

أحمد الشريف,أثناء قراؤة اسمك لاح بريق نصّك الذي قرأته قبل هذا النصّ لأدخل على عجلٍ وكأن الشوق يدفعني,فوجدت ماأسر مسرّتي وأبهج قراءتي
_هنالك جملٌ كثيرة تلوح من خلفها معاني أكثر_
جميلٌ بالفعل

أسمى 11-11-2008 01:56 PM

.
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الشريف (المشاركة 373280)

(الأجدر أن نتمرن على البكاء قبل أن تراودنا فجيعة)


رائِعة هذه..جداً
علَّقتُها في سماءي.

"


ـــــــ
أحمد الشريف..
أن أستمر أقرأ سَردك على هذا النَسقْ
فهذا يعني أني مُنتقاة كَ قارئة مَحظوظة جداً.
بِحق..يُعجبني كثيراً قراءة من يَكتب بعد أن يَكتبْ.
ماأعنيهـ.. أني دَلفتُ ولم أكُن مُستعدةً فِعلاً لقراءة..
لكني مِن بعد كُل سَطْر ظَفُرتُ بِمُحفزٍ..لأُكمِلْ.
و رَوعة..تستحق العودة.
ــــــــــــ

عطْرٌ وَ جَنَّة 11-11-2008 02:07 PM

.

.

.





../ غَمرتني بِ الصلاة
وأُنهيت بِكَ عَن الجدبِ وَمُنكر المطر ,

http://www.aylol.com/vb/images/smilies/rflow.gif


.

.

.

قايـد الحربي 11-11-2008 03:43 PM

أحمد الشريف
ــــــــــــ
* * *


ها أنتَ تعودُ بالحديثِ المُعتّق ..
لتؤكّد لنا بأنْ ثمّة ما يَشِيْ بالمَطر .

:

ساحرُ البيان أنت ،
فشكراً تملأ المكان .

عبدالله الدوسري 11-11-2008 06:14 PM

بلا انتصار زائف تكون صياغة المعالم ،،
بلا أقدام على الطريق ،،
بلا وقود خلاق وحركة تحيل الحرف إلى فعل ،،
وتصوغ التاريخ تجربة حياة وتصنع من لهيب الوجدان أحاديث لوّنها المطر ،،
أحمد الشريف ،، حرف أصيل التكوين يمد أوطان لا تزول ،،
سعيد بتواجدي هنا ،،
تقبل تحياتي


تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ 11-11-2008 07:27 PM

[ الشّرِيفُ أحْمَدَ ] فِيْ الْسُّطُوْر عَالْم حَافل بالعدِيد مِنْ الْمُداخَلات ، يَخْتَنِق فِيْ حَدِيث يَنْطَوِيْ فِيْ لُغَات شّخص [ مُتداْخِل مُتَشابِك ] .. !!
تَحِيَّة وُدِّيَّة لِ فِيْضِ اللُّغَة ..

إغفاءة حلم 11-12-2008 02:03 AM



أحمد الشريف ...

كُنت على يقين أن فجري هذا كان يطوف
كل ذائقة ويُزكي النجم ...
كُل شيءٍ هُنا ينزلق بشفافية كما الضوء ..



الساعة الآن 07:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.