منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   [] فِردوسُ الجَمال [] (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=15842)

عبد الله العُتَيِّق 01-23-2009 02:24 PM

[] فِردوسُ الجَمال []
 
[] فِردوس الجَمال []

" إنَّ الله جميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ "
حديثٌ نبويٌ
الجَمالُ حُسْنٌ في الشيءِ ، مزروعٌ فيه ، و ظاهرٌ عليه ، يستلفتُ انتباهَ الصرِ و البصيرة ، و يستجلبُ المدحَ و الإشادة باللسانِ ، و يرجع بذلك الانتباه إلى سائرِ الكيان البشري ، حيثُ الميلُ الجميل ، و الإقبال الراقي .
الجَمالُ سِرٌّ ساحرٌ في الوجودِ ، وضعه الخالقُ ليكون دالاً عليه ، و منبئاً عنها ، و ليكونَ ظاهرةً من ظواهر إبداعه في صنع الكون ، نعتَ به نفسَه ووصفها ، ليكون أبلغَ في بيان سرِّه .
إنَّ جَمالاً كان الله موصوفاً به يحملُ رسالتين إلى الإنسانِ ، عبرَ رُسُلِ الكونِ الموزَّعةِ فيه :
الرسالةُ الأولى : أنَّ الله الجميلَ وصفَ نفسَه بهذا الجمالِ ، و سَمى نفسَه به ، ليجعل الجمالَ أساساً في الوجود ، و أصلاً في الذاتياتِ و الصفات ، فكان جميلاً في كلِّ شيءٍ ، جميلاً في كونه هو الله ، و جميلاً في كونه هو الخالقُ ، و جميلاً في تلك الأسماءِ التي له ، و جميلاً في تلك الأفعالِ التي فعلها ، و جميلاً في كلامه ، و جميلاً في الوجود ، و جميلاً في الجمالِ ، و جمَّلَ الجمالَ به فكان جمالاً لا يُضاهى ، جَمالُ اللهِ الجميلِ كانَ منشوراً في الكونِ ، في كلِّ جزئياته فضلاً عن كلِّيَّاته .
جَمالُ اللهِ ليس له حدٌّ ينتهي إليه ، لأنَّ الجميلَ ذاته كذلك ، و جَمالُ ما منهُ كذلكَ ، و جمالُ جمالياتِهِ كذلك ، و سلسلةٌ لا تنتهي مِن جمالِ الجميلِ اللهِ .
تلك رسالةُ الجميلِ إلى خلقه في الكونِ يُعرِّفهم بجَمالِهِ و حُسْنِه ، و يجعلهم يُحبون الجَمالَ و يَعْشَقونه حدَّ اللا حدَّ و نهايةَ اللا نهاية ، لأنَّ جمالَ الجميلِ كذلك ، فإذا ما أدركوها يقيناً جاءتهم :
الرسالةُ الثانية : صناعة الجمالِ ، في النفسِ ، و في الكونِ كله ، قولاً و فعلاً ، صفةً و ذاتاً ، حقيقةً و صورة ، صناعته من ذاك الحبِّ الذي انْزرَعَ في النفوسِ ، حيثُ حُبُّ الجميلِ اللهِ له ، حيثُ كوَّنَه في كَوْنِهِ الفسيحِ ، صناعته بشتَّى أنواعِهِ و أشكالِهِ ، وِفْقَ الأذواقِ النفسية و الروحية .
صناعة الجمالِ في الوجودِ وظيفة المخلوقاتِ ، في إخراجها من نفسها لتكون ظاهرةً في الوجودِ مُدْرَكَةً في الشُّهود ، فالجَمالُ لن يكون جَمالاً إلا في إظهارِ المخلوقاتِ له ، و في قبولها إياه و استحسانها إياه ، فنحنُ أساسُ الجمالِ الذي خُلِقَ في ذواتنا ، و صُنِعَ لنا ، لنجعلَه آيةُ الكونِ منشورةً ، و علامةً بيِّنَةً لكلِّ أحدٍ ، و إذا ما أغفلناه و أهملناه خَبا بريقُه ، و ضُلَّ طريقُه ، و صارَ مقبوحاً منبوذاً ، و تقبيحُ الحُسْنِ خللُ العقلِ .
صناعة الجَمالِ تشتملُ كلَّ ما نراه بالعَيْن ، و نسمعه بالأُذُنِ ، و نشُمُّه بالأنفِ ، و نذوقُه باللسانِ ، و نعقِلُه بالقلبِ ، و نستشعرُه بالنفس ، و نميلُ إليه بالروح ، و نُدركه كُلَّه بكُلِّنا .
بين الرسالتين تواصُلٌ و ترابُطٌ ، فصناعةُ الجمالِ متكوِّنَةٌ من معرفةِ جمالِ اللهِ الجميل ، فجمالُ كلامِهِ يُدركُه جمالُ السمعِ ، و الأقوى و الأعمقُ سَمعاً أدْرَك للجمالِ الكلامي الإلهي من غيره ، و جَمالُ الصورِ يُدركه جَمال البَصَر ، و جمَال كلِّ شيءٍ في موجوداتِهِ يُدركه شيءٌ من مُدْرِكاتِ خلقه .
القولُ جمالٌ ، و الفصاحة جمالٌ ، و الحرفُ جمالٌ ، و الفعلُ جمالٌ ، و الحبُّ جمالٌ ، و الرحمةُ جمالٌ ، و البكاءُ جمالٌ ، و الدمع جمالٌ ، و الحركة جمالٌ ، و السكون جمالٌ ، و المشيُ جمالٌ ، و الوقوف جمالٌ ، و النجاحُ جمالٌ ، و الفشلُ جمالٌ ، و الغِنى جمالٌ ، و الفقرُ جمالٌ ، اللونُ جمالٌ ، و الصوتُ جمالٌ ، و الخيرُ جمالٌ ، و الشرُّ جمالٌ ، و النوم جمالٌ ، و اليقظة جمالٌ ، و الليل جمالٌ ، و النهارُ جمالٌ ، و كلُّ شيءٍ فيه جمالٌ بذاته أو بغيره ، وهنا مَكْمَنُ سرِّ الجمالِ .
تأمُّلٌ يسيرٌ في أبعادِ الوجودِ نجد جَمالاً متجدداً ، في كلِّ شيءٍ جَمالٌ ، نحن بتأملنا نصنعه في نفوسنا ، ثم ننقلُه للغيرِ عن طريق تعبيرنا عن أذواقنا ، و نسعى لنشره في الوجود باستعمالنا إياه .
هذا في الجمالِ الظاهرِ جمالُه ، و هناك جمالٌ آخرَ و أعمقَ ، و لا يكون مُدرَكاً إلا بالتأمُّلِ ، و هو جَمال القُبْحِ و الدمامة ، فلولا القُبْحُ ما عُرِفَ الجَمالُ ، و لولاه ما تنوَّعَت الأذواق الجَمالية ، فلو لم يَكن القُبْحُ ما كان الجمالُ .
الجَمالُ واسعٌ و كبيرٌ ، حيثُ لا قانون يضبطه ، و الأذواقُ تحكُمُه ، و الأذواقُ لا حاكم عليها ، فكان الجَمالُ جميلاً في إطلاق عنان إدراكه و تذوقه .

قايـد الحربي 01-23-2009 05:33 PM

عبدالله العتيق
ـــــــــــ
* * *



مُرحْباً بكَ حَدّ الغِناء .

:

أجْمَل مَا في الْجَمالِ :
[ أنّهُ نِسبيّ وَ مُخْتَلَفٌ عَليْه بِاخْتلافِ الأذْوَاق ]

:

أجْمَلُ الْجَمَالِ :
[ أنْ يَكوْنَ الظّاهرُ مِرآةَ الدّاخِل وَ هُوَ العَدلُ ] ،
جَمالُ الدّاخِل يُجمّلُ قُبْحَ الظّاهِر ، كَمَا أنّ قُبْحَ الدّاخِل يُقبّحُ جَمَال الظّاهِر .

:

مَا أنَا وَاثِقٌ مِنهُ وَ فِيْه ، وَ لا اخْتلافَ عَليْه :
أنّك وَطنٌ يُجغْرفُ الْجَمال وَ يُؤرّخُ الجُمَلْ ،
فشُكراً لكَ كثيْراً .

سعـد الوهابي 01-23-2009 10:56 PM

.
.
.
الجمال . . في كل شيء تجد له شذرة تواجد

يكفل لك اكتشافها أو رؤيتها نسبية تواجدها . .

فـ التأمل بـ بعد نظر يجعلك تكتشف مواطن جمال في كل الاشياء المحيطة بك . .

والمتعلقة بـ وجودك في هذه الحياة . .

الجمال والقبح وجهان لـ ذات الباب . .

ولكن ليس كل جميلاً في ظاهره جميلاً في داخله . .

وليس كل قبيحاً في ظاهره جميلاً في داخله . .

الجمال ودرجات قياسه مرتبطة بـ الذائقة البشرية المختلفة . .

فما تراه جميلاً لايعني أن أراه جميلاً بـ ذات الدرجة والنظرة . .

وما تراه قبيحاً لايعني أن أراه قبيحاً أيضاً . .

فالجمال نظرة نسبية تختلف ولكن تتفق في وجوديته التأمل . .

سيدي القدير . .

" عبدالله العتيق "

ماتكتبه . . يُخجل الجمال بـ حد ذاته . .

حرفٌ واثق وفكرٌ نير وعطاءٌ لاينضب

لله درك وسلمت

ودام ضياؤك


(احترامات . . جميلة جداً )

سعـد

عبد الله العُتَيِّق 01-24-2009 07:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي (المشاركة 406396)
عبدالله العتيق
ـــــــــــ
* * *



مُرحْباً بكَ حَدّ الغِناء .

:

أجْمَل مَا في الْجَمالِ :
[ أنّهُ نِسبيّ وَ مُخْتَلَفٌ عَليْه بِاخْتلافِ الأذْوَاق ]

:

أجْمَلُ الْجَمَالِ :
[ أنْ يَكوْنَ الظّاهرُ مِرآةَ الدّاخِل وَ هُوَ العَدلُ ] ،
جَمالُ الدّاخِل يُجمّلُ قُبْحَ الظّاهِر ، كَمَا أنّ قُبْحَ الدّاخِل يُقبّحُ جَمَال الظّاهِر .

:

مَا أنَا وَاثِقٌ مِنهُ وَ فِيْه ، وَ لا اخْتلافَ عَليْه :
أنّك وَطنٌ يُجغْرفُ الْجَمال وَ يُؤرّخُ الجُمَلْ ،
فشُكراً لكَ كثيْراً .

قايد الحربي
~~~
و الترحيبُ الرطيبِ يَدَهْدَهُ إليكَ
ذاك هو السرُّ الجَماليُّ ، أن يكون باطناً ليبدوَ في الظهورِ جلياً ، و ما كان منَّا شجراً إلا لما كان فينا بذْراً
شكراً حدَّ جغرفةِ الوِدِّ إليكَ

عبد الله العُتَيِّق 01-24-2009 07:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعـد الوهابي (المشاركة 406498)
.
.
.
الجمال . . في كل شيء تجد له شذرة تواجد

يكفل لك اكتشافها أو رؤيتها نسبية تواجدها . .

فـ التأمل بـ بعد نظر يجعلك تكتشف مواطن جمال في كل الاشياء المحيطة بك . .

والمتعلقة بـ وجودك في هذه الحياة . .

الجمال والقبح وجهان لـ ذات الباب . .

ولكن ليس كل جميلاً في ظاهره جميلاً في داخله . .

وليس كل قبيحاً في ظاهره جميلاً في داخله . .

الجمال ودرجات قياسه مرتبطة بـ الذائقة البشرية المختلفة . .

فما تراه جميلاً لايعني أن أراه جميلاً بـ ذات الدرجة والنظرة . .

وما تراه قبيحاً لايعني أن أراه قبيحاً أيضاً . .

فالجمال نظرة نسبية تختلف ولكن تتفق في وجوديته التأمل . .

سيدي القدير . .

" عبدالله العتيق "

ماتكتبه . . يُخجل الجمال بـ حد ذاته . .

حرفٌ واثق وفكرٌ نير وعطاءٌ لاينضب

لله درك وسلمت

ودام ضياؤك


(احترامات . . جميلة جداً )

سعـد

سعد الوهابي
~~~
منائحُ الهِباتِ مُسعدَةً النفسَ بحلول حرفكَ
نِسبيةُ الجمالِ كأيِّ نسبيةٍ في الوجودِ ، و ما سارت الحياة إلا بتلك النسبيَّة ، و هذه من مُسلَّماتِ الوجود .
شرفٌ أرفُلُ بثوبه هُنا متبختراً حيثُ أنتَ


الساعة الآن 05:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.