منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   لكُره الإسلاميين فوّتوا الفرصة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=18217)

محمد السالم 06-01-2009 12:19 AM

لكُره الإسلاميين فوّتوا الفرصة
 
لكُره الإسلاميين فوّتوا الفرصة


تدهورت النظرية الرأس مالية بوتيرة متسارعة مرعبة .
فقد الناس على اثرها مُدّخراتهم حتى وصلت إلى قوت يومهم وستر اجسادهم
سرّحت الشركات العالمية موظفيها وأعلن العديد منها افلاسه
امتلأ العالم بالعاطلين وتعالت الصرخات وأزدادت وتيرة الأنتحار .
طفقت الحكومات تبحث عن مخرج من المشهد المريع
شحذت همم خبراء الأقتصاد ولكن الهوّة كل مالها وتتسع
ومؤشرات الأسهم لم تَعُد البنود المُعدّة لها سلفا بنسبة مئوية محددة
قادرة على كبح جماح ديربي الانحدار النيزكي
وأصبحت الدول ذات الرأس مالي المتوحش
هي الوحش الذي فقئت عيناه ولم تُقلّم أظافره .ولكنهم انتظروا قول خبراء الاقتصاد
اسقط في ايد الحكومات عندما جاءات توصية الخبراء
بأن الاقتصاد لن يعود كما كان إلا بوتيرة بطيئة ضربت لها عقود من السنين وبتغيير جذري في الانظمة المعمول بها
إلا في حالة واحدة وهو الجنوح إلى الأقتصاديات الاسلامية
والأقتداء بها دون تحفظ أو شروط .
نزل هذا القول على الحكومات الغربية كنيزك اتخذ موضعه في باحة سوق مكتظ .
حاول الكثير منهم اجاد مخرج له بعيدا عن هذه التوصية ولكن دون جدوى
مما حدى برئيس الحكومة الايطالية "برلوسكوني" أن يطلب مقابلة "البابا" !
واطلاعه على تقرير خبراء الاقتصاد ونصيحتهم .
وكان جواب البابا : البحث عن مخرج بعيدا عن هذه التوصية ونصيحتها .
ونشرت ذلك صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية اليسارية
بعد اسابيع من المقابلة دون أن تفصّل قول خبراء الاقتصاد في ذلك .
:حتى أن قالها صراحة "بوفيس فانسون " رئيس تحريرمجلة "تشالينجز"
عندما طالب :بتغيير النظام التقليدي العالمي والاستنجاد بالنظام الاقتصادي الإسلامي
هنالك أصبحت الدول الاسلامية أو بالأحرى العربية هي طوق النجاة والخلاص
من هذا الطوفان المتدفق من كل حدب وصوب .
المنطق يقول: أن الدول التي لديها مؤسسات نقدية اسلامية
يجب أن تقوم بدعم هذه المؤسسات وتذليل العقبات التي تعترض طريق التوحد بينها
ونشر برامجها في العالم أجمع ودعمها بكل قوّة
لكي تقود زمام مبادرة خلاص العالم من هذا الانهيار المريع .
تناوبوا رؤوساء ووزراء مالية الدول الغربية على التصريح بالكلمات المتباينة المتوحدة المضمون
بأن العالم سيغرق في بؤرة واحدة أن لم يتحمّل كل مسؤوليته في هذه الأزمة .
والكل يعلم بأن الدول التي بها مؤسسات مالية تأخذ بالاقتصاد الاسلامي هي الأقل ضررا حتى لو لم تكن في منئ من دخان ذلك الملتهب .
ولكن الدول الاسلامية والعربية لم يسعدها ذلك التقرير التي تعي صدقه ومهنيته .
لأن الأمر له حسابات أخرى وليس من يده في النار مثل من يده في الماء الفاتر
فالغربيون لمابهم من شدة قالوها صراحة حتى لو على استحياء عندما ألمّت بهم المصيبة .
وهذا لا تراه الدول الاسلامية والعربية مبرر للعمل به
لأن العمل به حتى لو أصبحوا خلاص العالم الاقتصادي وقبلته يخالف ما بنت دولها عليه
من بعد حقبة الأستعمار
فهي من ذو زمن ما انفكت تدعم الانظمة الاقتصادية البعيدة عن النظام الاسلامي
وليس اقتناع بها ولكن للبعد عن مسألة الأسلمة التي لا تخدم الأنظمة بأي حال من الأحوال
فأنتصار مثل هذا النظام الإسلامي يترتب عليه أمور أخرى ومن أهمها أرتفاع صوت الإسلاميون
الذين ينغصون على الانظمة في كل شاردة وواردة .
فالانظمة لا تفتح برلمانات صورية إلا وكانوا الاسلاميون حاضرون بكل ثقل
ولا تؤسس الانظمة مجالس بلدية وجودها مثل عدمها إلا وتصدروها الاسلاميون .
ولا تحدث كارثة بئية في البلاد أوالدول الاسلامية إلا وكانوا الاسلاميون هم اصحاب المبادرة .
ولا تسمع الانظمة انتقاد صريح في خططها الفاشلة إلا من الاسلاميين .
فماذا سيكون موقف الاسلاميون لو انتصر النظام الاقتصادي الاسلامي؟
بالطبع لن يجلب للانظمة إلا كثير من المتاعب وهذا مؤشر خطير جدا
فلاجل ذلك فوتوا الفرصة السانحة
وهذا هو الاقتصاد العالمي يتعافى ببطء بعد أن غيّر في انظمته السابقة بعيدا عنهم
ويضحك من خلف الستار على خيبتهم
وهم يحاولون فهم نظامه الجديد كي يدخلوا فيه مرّة خرى وينتظروا الحصاد المرّ

عبدالله العويمر 06-01-2009 07:26 AM

مقال جداً رائع


لي عودة بحول الله

عبدالله الدوسري 06-02-2009 12:12 AM

نحن دائما نتحدث عن مجتمع واقتصاد وسياسة ،،
ولكن الحكام بلغة مغايرة ،، هي سياسة ،، اقتصاد ويأتي المجتمع ،،
أشرتُ إلى ذلك في مقال سابق ،،

فالرأسمالية أخي محمد قد ماتت منذ نشوب الحروب الباردة في سبعينيات القرن الماضي ،، الاقتصادية أعني ،،
حتى اشتعلت بالانفتاح حينها ،،
أما عن الأنظمة الإسلامية في كل سبل الحياة ،، فهم يعلمون جدواها قبلنا وإن غـُيبت وغربت عنا ،،

تقبل تحياتي

د. منال عبدالرحمن 06-03-2009 11:43 AM

أستاذ محمد ,

السّياسة العربيّة لم تفوّت الفرصة بإرادتها , بل فوّتتها تِبعاً لأولويّاتها الّتي تبدأ من عولمةِ كلِّ جوانبِ الاقتصادِ و المجتمع بعيداً عن الإسلامِ , و بذا فإنَّ ضالّةَ الاقتصاد العالمي الّتي فكّرَ في البحثِ عنها في الإسلام , غيرُ موجودةٍ في الاقتصادِ العربيّ و سياسته .

ثمَّ أنَّ الاقتصاد العالميّ الواقِع تحتَ سلطةِ الولاياتِ المتّحدةِ و اسرائيل من ورائها , لن يقبَل استراتيجيّاتٍ إسلاميّةٍ و سيرزحُ تحتَ وطأةِ الازمةِ فترةً أطول مقابلَ سطوته المستمرّة على سياسةِ الاقتصاد في جميع الدّول و من بينها الدّول العربيّة و المسلمةُ ..

إضافةً إلى أنَّ سببَ الازمةِ الاقتصاديّةِ كانَ سياسيّاً بحتاً .. من خلالِ مئاتِ ملاييينِ الدّولارات الّتي صُرِفَت على الحرب و أدّت إلى افلاسِ بنوكٍ و شركاتٍ عالميّة و تخريبِ ميزانيّةِ الدّولة العظمى في العالم رأس الأخطبوط و الّذي انعكسَ سلباً - بالضّرورةِ - على أذرعه .


شُكراً لكَ أستاذ محمد .

حمد الرحيمي 06-09-2009 10:56 PM





محمد السالم ...




أهلاً بك ...



هل تقصد أن الدول الأسلامية بيدها الحل ... لكنها و لكره [ الإسلاميين ] فوتوا فرصة قيادة العالم الاقتصادي ؟



لا أظن أن القضية قضية [ كره ] بقدر ما هي قضية [ لعبة ] سياسية [ قذرة ] تحاول من خلالها الأنظمة البقاء ممدداً طوال في كراسي السلطة / التسلط ...


هي لا [ تكره ] و لا تحب بل هي تتبع ما يتماشى مع أهوائها و آمالها و يضمن بقاءها ...







محمد السالم ...



مقالك يحمل الكثير من الوعي السياسي / الاقتصادي ... شكراً لك عليه ...


الساعة الآن 07:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.