|
[ العجز في محابرنا؛ كيف نتغلب عليه؟]
. . البوح ؛ زفرة حارة تشق الرئة وتنفث بعض ما يسكن الروح من تناهيد الإختناق,, يتسربل منا برهبانية آتية من سماء الإحتياج ليشق طريقه للورق.. يتمخض حيناً بأريحية سخية مدفوعة من باطن الإلهام بشتى صوره , وأحياناً كثيرة يقف متعسراً عاجزاً عن الولوج خارج بؤرة الروح.. وكأنه وقع في مأزق الشحْ .. أو أصيب بالشلل..! تتلاشى الكلمات من أصواتها .. وتختنق الحروف عند طرف حيرة وانشطار الصمت..! بلا شك للمحيط النفسي والعملي تأثير يحتل القدر الأكبر من أسباب هذا العجز.. فحين تصبُ الحياة ثقلها في أكثر من منحى .. تخلقُ ذاتاً مشتتة لا تستقر بأقكارها على أرض أو سماء..! ويؤثر ذلك بشكل كبير على محابرنا فنجدها ممتلئة بالفراغ واليأس... وكأنها اصيبت بشق يصعب ترميمه.., هنا تكثر الوقفات.. وتتناثر نظراتنا باحثة عن ما يبعث الحياة مجدداً في خلايا النبض.. فتطرح التساؤلات نفسها..؛ من أين نبدأ؟ وأين طرف الخيط الذي يجب أن نمسك لنجعل نبرات الحبر تعلو مجدداً؟ وكيف نحيلها تلك القناديل الخامدة.. إلى فتيل نور يشعُ في الأرجاء.؟ شاركوني هنا.. علّنا .. نصل معاً لجذور تنبت الإلهام .. وتورقُ في أغصان البوح الأنفاس.. تحايا عطر http://www.soft-sadness.net/vb/images/icons/M42.gif |
عندما نجد من يقرأ بقلبه
لي عوده لهذا الزخم |
منال أحمد
ــــــــــ * * * أُرحبُ بحرفكِ الوضّاء . : أتساءلُ بقَلق : - لمَاذا ارْتبطَ البوحُ بِالجِراح مُهمِلاً الأفْراح ؟! أعنيْ : مَا يُكْتبُ مِن البَوْح . أمّا عَن قَلقِ السؤال فَسببهُ قِراءةُ البَوح المَجروح فيما يَكتبه البَعض ، وَ [ قسم النثْر ] أقْرب الأمثِلة علَى ذَلك ... لا أكَادُ أرى ابْتسامَة عِشْق لِـ عِشق ابْتسامَة أوْ شَغب طفوْلةٍ أوْ أملاً في الحَياة إذ كُل البَوح سوْداويّ الدّمع وَ كلّ عشْقٍ كَاذب وَ كلّ الحيَاة ألمٌ لا أمَل فيْها !! ألاَ يحقّ للبوْح أنْ يَبتَسِم ، ألاَ يحقّ للآخَر مُشاركتك الأفراحَ كمَا شَاركك الأحزَان ، : منال ربّما بُحتُ بمَا لا علاقة لهُ إلاّ بالبوح أعتذر كثيراً وَ أشكرك كثيرا . |
وسيظل البوح متنفسا للروح ، ومصدرا للرقي بالذائقة نحو الأجمل والأكمل والأنبل ، إذا ما مبتعدنا عن الجمود في الطرح
والمباشرة والتقريرة في السرد ، فالتكرار والدوران في مدارات الغير سببا للتوقف ، ومسببا للملل وأحينا لشلل لذلك القلم ، فالفكرة الجديدة الفريدة حياة أخرى ، والعمق بالدلالة دليل على الديمومة والاستمرار ، فالقراءة المكثفة الواعية ضفة أخرى تتلقاء بها الأرواح عبر شط الحبر . القديرة ...منال أحمد مرحبا بكِ وبالوعي الذي يسكنكِ .. طرحكِ عميق وحرفكِ أنيق .. دمتِ بسمو ورقي .. تقديري . |
اقتباس:
: ولـ عودتك الانتظار هنا شكراً عاطرة . |
منال أحمد .... أهلاً بك ... نتغلب عليه بحمل [ قضية ] نفسية كانت أو اجتماعية أو أبعد من ذلك ثورية كانت أو حتى مُهَادِنَةٍ سياسية ... لأن ما يروج في الهواء هذه الأيام هو ثراثراتٌ بلا أية [ قضية ] فخلت من الروح و الحياة ... منال .. شكراً لقلق الأسئلة في داخلك ... و شكراً كثيراً لك ... |
اقتباس:
: وأُرحب بك أيضاً أستاذي الجليل؛ تلك قضية مرتبطة قد تحتاج وقفات طويلة تأخذنا إلى ما وصلنا إليه في كتاباتنا .. وقلق سؤالك يتداعى بي حيثُ حقيقة أراها تكاد تغطي سماء الكتابة وتسيّطر على طريق البوح.. أكاد أجزم أنه باتت الكآبة ومفردات اليأس تتجلى في كتاباتنا صرنا نستلطف المآسي ونغذيها بالحزن , نُقيم لها مسيرات النبض ونستعرض بها مهارات الوجع..! ربما لأننا مجتمع كئيب يميل إلى الحزن بألوانه حتى كاد يبجله..ويسعى بكل جهوده الأكتئابية لبناء مجتمع من الخيبة والقهر وذاك بلا شك تداعي مؤسف لما تمر به أوضاعنا عامة..! ربما لأن الفرح لحظات ضئيلة نكتفي بالتعايش معها بكل ما أوتينا من أنفسنا لعلمنا أنها لحظات قصيرة وسريعة المضي ولا نريد التفريط فيها بتسخير البوح لها وبأنانية لا مقصودة نرفض مشاركة غيرنا بها.! وربما لأن العشق أيضاً باتت اللذة فيه تكمن في كونه حزينا ,مستحيلاً وحلماً قريب من الوهم..! وربما بتنا فاقدين القدرة على التفاعل مع مشاعرنا بشكل ايجابي لذا نجدنا لا شعوريا نرتكب ذلك في محابرنا..! وربما لأننا نعيش محنة لا تبشر بمستقبل تفاؤلي سعيد..! تلك احتمالات مؤكدة وللأسف أخذت في النمو وأخذتنا معها متناسين أن الغد دائماً يأتي .. وأن هناك الحب الحقيقي الذي يرتدي السعادة.. وأن العسر يتبعه يُسر.. وأن البوح تخليد أبدي للكثير مما يسكننا ولا يقف عند ضفة واحدة فقط..! أستمحيك عذراً أن كنت تجاوزت في ردي على محتوى سؤالك ولكن أخذني موج الحقائق المؤلمة الآتي من عاصف فكرك ووقوفك هنا.. شكراً ملء القلب . |
| الساعة الآن 02:48 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.