![]() |
عِمتــم نُعاســاً
(( افتتاح الملتقى الأدبي : الساعة العاشرة صباحاً ))/
، الجملة التي حفظها الجميع كـ سورةٍ قرآنية حتى يتسنى لهم شرف الحضور الذي إنتظروه طويلاً ، وفي هذا الموعد المذكور في أكثر من جريدة محلية وفي الإذاعة العامة والتلفزيون وثلاث لوحات إعلانية كبيرة على الطريق العام المؤدي إلى المسرح الثقافي ، كان الجميع قد حضر بلهفة ، وشغل مكانه المناسب من الفراغات في المسرح وزعَ منظمو الملتقى كُتيبات للفعاليات المصاحبة للإفتتاح ، كل فعالية بموعدٍ محدد ، / ، الساعة الآن تشير إلى العاشرة والربع ، أخذوا يتنفسون الصعداءَ والهبطاءَ ، والأنظار معلقة على الشرفة المزركشة ، تلك التي سيدخل منها معالي السيد راعي الحفل ، وعقربة الثانية تنهش من لحم الوقت الغض الذي يحتاجة الحفل لإنضاج فعالياته المُكومة خلف الكواليس إنتظاراً لمعاليه . فيما علق أحد المنظمين حينما إستبطأ الجميع مَقدم سعادته ممازحاً : - لابد أن نعيد نسخ تلك الكتيبات بدون كتابة مواعيدها ، منعاً لـ إحراج معاليه . / ، الساعة الآن تشيرُ إلى العاشرةِ والخمسة وعشرون دقيقة ، يحاول المصورُ التلفزيوني أن يتجنب عناء الإنتظار بتنظيف عدسةِ الكاميرا من غبار النعاس ، أما المصورون الأخرون الذين يعلقون كاميراتهم كـ قلائد ، لم يأّلَوا جُهداً من إلتقاطِ الصور للحضور من الشُعراء والكتاب والصحافيين والمسؤؤلين وكثير من الفتيات الجميلات اللاتي أنعشن الجو في ذلك الصباح المزري إنتظاراً ، فيما إستغل الإعلاميون فرصة الوقت بدل الضائع في إجراء لقاءات صحفية مع المشاركين في الملتقى لسد فراغات جرائدنا اليومية وبرامجنا الثقافية التي لا تُسد ، / ، والساعة لا زالت غانية ، تك ، تك ، تك، على وتر مقطوعة موسيقية مثيرة لـ النعاس أيضا من إختيار مهندسي الصوت في المسرح / ، الساعة الآن تشير إلى الحادية عشر إلا ربع الساعة . بعض الكاتبات استغلن الوقت في إثارة النمائم على بعضهن البعض إذ لا فرق بين مثقفاتنا والجاهلات منا في القدرةِ الخارقة على تضيع الوقت في مثل هذه الأمور ، يجلسن في جماعات متفرقة في مقاعد المسرح ، منهن من يحبذن الإختلاط مع غيرهن من الكاتبات لأهداف مختلفة ، ومنهن دون ذلك ، إذ تسمح لهن قناعاتهن المعلقة على حبلهِن الشوكي بالإختلاط بالجنس الآخر من الأدباء جهراً وبطريقةٍ مثيرة لـ الإستغراب إن لا بأس أن يقودها هستيريا الضحك لأن تهوي بـكفها على كتفه حيناً وعلــى فمها الفاغر نعاساً حينا أخر . / ، وفي الصفوف الأخيرة من المسرح التي لا يمكن أن يقع بصرك عليها إلا خطأ أو صدفة ، تجدُ فرقاً مثناة من الحضور مشغولين بمناقشة قضايا خاصة أتوا من أجلها في الأصل بحجة الأدب ، فلا ضير أن يلتفتا لما يحدث على المسرح ريثما يبدأ الإفتتاح . / ، حينما أشارت الساعة إلى الحادية عشره صعد أحد المنظمين إلى المنصه وقد بان على وجهه طريقاً معبداً من الإنتظارت كإشارة صفراء مستديمة ، يبدوا أنه شاعرٌ متقاعدُ من أثرِ النظارة التي لا يقوى أنفه على حملها ، زفر في المذياع مره ، مرتين ، ومرات متتالية حتى إلتفت له الجميع وأعطوه أذانهم : صباح الوعود المؤجلة ، والإنتظارات الفاغره فاهها في وجه الشرفه ، اطمئنكم ، سيصل معالية بعد ثواني ، دقائق ، ساعة من الآن طاب نعاسكم . الملتقى الأدبي ، يُتبع في حلقاتٍ قادمة |
و عندما لم يحضر , كتبَ البعضُ عن خطبتهِ العصماء و صوّرَ المصوّرُ كرسيه الفارغ إلّا من الثّرثرة ! : عائشة , أسلوبٌ سرديٌّ جميل و مشوّق , تناولَ الانتظارَ بشغف و أهداهُ إلينا بقالبٍ أدبيٍّ جميلٍ و راقٍ . شُكراً لكِ . |
اقتباس:
منال أهلاً بكِ كثيراً كـ مُحاذاتي لـ الدفء ، حينما لم يحضر كتبوا عنه قصص قصيرة فقط برمزية باذخه تُفهم خطأً كم نحتاج إلى لسان صدق منال شُكراً لكِ لـ حضوركِ المطر |
الحاضر الغائب تحياتي لكدوما هكذا يطول الانتظار ويتاخر الافصاح عن السبب يغيب هو وتحاك القصص وما السبب وراء تاخيره كل يطرح سؤاله وما من جواب وكنا بتنا نعلم ان الجواب لديه وحده وربما لو كان لاحدنا مكانه لفعل مثله ومن يدري كانت قصة جميلة تراءت لنا طياتها اسلوب سلس / خالص احترامي |
اقتباس:
الإكمال حينما يحتاج إلى ساعة إذاً هو يحتاج إلى ذاكرة / ، وذاكرتي يتسع ثقبها ما إن كتبت أأمل أن أكون عند وعدي من أجلكِ بـ خيرٍ كوني |
اقتباس:
أهلاً بك شُكراً لـ ماطر الحضور وعاطر الوفاء شُكراً لك كثيراً |
.. عائشة الـ معمري. تتسكع الـ عقارب في ساعتي..! حين خضوعها في تمام الإنتظار إلا قهر بـ قليل.؟ لـ سعني الـ نعاس..! تملكين الإبداع بإقتدار ياعائشة لـ روحكِ التحية. |
اقتباس:
شقيق حرفي .. هكذا نحن .. المسافة بين الإنتظار والنعاس .. قريبة جداً إذ لا فرق أن يختلطا .. شُكراً لـ إطرائك .. |
الساعة الآن 02:27 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.