منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   [ رَشْوَةٌ فِكْرِيَّةْ ] ... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=20175)

حمد الرحيمي 09-25-2009 01:57 AM

[ رَشْوَةٌ فِكْرِيَّةْ ] ...
 




صَبَاحُكُمْ خَيْرْ ...



لا يَخْلُوْ أَيَّ حَيِّ فِيْنَا مِنْ مَبْدَأ يَعْتَنِقُهْ وَ يُؤْمِنُ بِهِ حَدَّ الكُفْرِ بِمَا سِوَاهْ ... أَوْ بِسِلْسِلَةٍ مِنَ المَبَادِئِ التِيْ تُؤَطِّرُ عَقْلَهُ وَ سُلُوْكَهُ

وَ انْفِعَالاتِهِ بِإطَارَاتِهَا المُدَوَّرَةِ وَ تَجْعَلُهُ يَدُوْرُ فِيْ فَلَكِهَا ... لا يَخْرُجُ عَنْهَا أَبَدَاً .. هَذِهِ بَدَهِيَّةٌ عَقْلِيَّةْ ... أَرَدْتُ أَنْ تَكُوْنَ

مُمَهِّدَةً لِمَا بَعْدَهَا ...



مَا يَسْتَحِقُّ التَّأَمُلَ العَقْلِيّ هُوَ الخِيَانَةُ لِلْمَبْدَأ وَ الانْقِلابِ عَلَيْهْ ... بَعْدَ تَذَوُّقِ لَذَّةِ [ الرَشْوَةْ ] ...



وَ تَنْوِيْهَاً .... أَنَا لَسْتُ مَعَ [ التَشَنُّجِ / التَصَلُّبِ ] وَ لَسْتُ ضِدَاً [ لِلْمُرُوْنَةِ / التَقَبُّلْ] ... وَ لَسْتُ مُرَوِّجَاً لِلْشَّعَارَاتْ ...




لَكِنِّيْ ضِدٌ لِـ [ مُرْتَشِيْ ] المَبَادِئْ وَ بَائِعِيْ قَضَايَاهُمْ وَ تَحَوُلِهِمْ مِنْ خَنَادِقٍ لِخَنَادِقَ لِمُجَرَّدِ اسْتِمْتَاعِهِمْ بِنَعِيْمِ رَشَاوِيَ حَقَّقَتْ

لَهُمْ أَحْلامَهُمْ / مَآرِبَهُمْ / مَسَاعِيْهِمْ وَ أَعْمَتْ أَعْيُنَهُمْ عَنْ هَمَّ الجَمْعِ وَ هُمُوْمِ الجَمَاعَةْ ...

صِدْقَاً بَدَأْتُ أَتَفَهَّمُ تَحَوُّلَ البَعْضَ مِنْ مُعْتَنِقٍ مُخْلِصٍ مُقَاتِلٍ فِيْ سَبِيْلِ [ المَبْدَأ ] الذِيْ آمَنَ بِهِ وَ نَادَىَ بِهِ كَثِيْرَاً لِمُجَرَّدِ نَاعِقٍ

/ بُوْقٍ فِيْ كَتَائِبِ أَعْدَاءِ الأَمْسْ ...

فَمَا إنْ تَتَحَقَّقَ لَهُ أَهْدَافُهُ [ الشَخْصِيَّةِ ] حَتَّىَ يَخْلَعَ عَنْهُ هُمُوْمَ أَهْلَ قَضِيَّتِهِ وَ مُعْتَقَدِهِ ... وَ يَتْرُكُهُمْ جَانِبَ الوَجَعِ الأكْبَرِ

وَحْدَهُمْ ...





كاتبٌ شهير في الوسط الصحفي كان يكتب كثيراً عن الأمن و الأمان في البلد و كان مصدر قلقٍ لجهةٍ وزاريةٍ معينة

بقضاياه التي صرخ و بكى لأجلها كثيراً ... مخلصاً لمبدئه ... يكتب هم المجتمع و أرقهم بقلمه اللاذع / اللاسع ...

فانقلب على أهل قضيته ... و بات عدواً لهم ... لاستلامه منصباً عالياً في تلك الجهة ... و صار ناعقاً باسمها ...

يدافع عنها ... صبح مساء ...


كاتبٌ آخر لا يقل شهرةً عن سابقه ... كان يكتب عن التعليم و المعلمين بصفته واحداً منهم و باتت هموم التعليم و

المعلمين و المتعلمين هي طعامه و شرابه .. كان مخلصاً لمبدئه ...مشاركاً بقلمه هم الآلاف من أبناء طبقته الكادحة ...

فانقلب أيضاً على قضيته و أهلها ... و صار خصماً لدوداً لهم ... لاستلامه كصاحبه منصباً مهماً في وزارته ... و

صار كسابقه بوقاً من أبواقها ... يذود عنها ... ليل نهار ...


و شاعرٌ آخر مشهورٌ جداً ... كان يمقت [ الشحاذة ] و يترفع عن [ الطرارة ] الشعرية و يكفر بكل من يكتب مدحاً لأي

مخلوق ... حتى أنه ظل لسنواتٍ طوال لم يكتب حرفاً واحداً في مدح أحد ... مخلصاً لمبدئه ... حتى تذوق طعم [

شرهات الكبار ] فبات مداحاً لا يضاهى و [ طراراً ] لا يجارى ... فانقلب هو الآخر على معتنقه و مبدئه ... و صار

كسابقيه خائناً ..


و شاعرٌ آخر مشهورٌ جداً لا يقل شهرةٌ عن سابقه ... ظل لسنواتٍ يسخر من باعة الشعر و يهزأ بهم ... حتى اكتُشِفَ

صدفةً أنه من أكثرهم بيعاً ...






هِيَ أَمْثِلَةٌ سُقْتُهَا لَكُمْ لأدَلِّلَ عَلَىْ تُفْهِ [ الرَشّوَةْ ] التِيْ تُشْتَرَىَ بِهَا العُقُوْلُ وَ الأقْلاَمُ وَ تُحَوِّلُ مَبَادِئَهُمْ لِمُجَرَّدِ شِعَارَاتٍ وَرَقِيَّةْ ...
مَا يُؤَكِّدُ عَلَىْ ضَرُوْرَةِ الحَذَرِ مِنْ بَاعَةِ المَبَادِئِ وَ تَعْرِيَتِهِمْ مَا أَمْكَنْ ...








فاطمه الغامدي 09-25-2009 02:41 AM

أستاذ حمد الرحيمي
الأفكار ابن بار لمعتقد ما
والمعتقدات صناعة البيئة والظروف
وقد قيل :اطعم الفم تستحي العين
فانظر لصاحبك ،كم يبلغ مقاس فمه
وماذا يأكل ؟
لكنها سياسة أتقنها الطرفان تلميحا دون تصريح
في عملي إذا أرادت المديرة التخلص من شر معلمة محرضة
ألجمتها برئاسة مجموعة أو تقريبها منها
والناس كالناس والأيام واحدة كما قال المتنبي
شكرا لكك

أحمد رشاد 09-25-2009 11:27 AM

استاذ حمد الرحيمي
كلنا في الهم شرق فلا تستغرب. هكذا هم

قايـد الحربي 09-26-2009 12:04 AM

حمد الرحيمي
ـــــــــ
* * *


أسْتأذنك بِسؤالٍ أعُودُ بعْد إجابتِه :

- هَل كُلّ مصلحةٍ تُعدّ رَشوة ؟ وَ كُلّ باحثٍ عنْها مُرتَشٍ ؟

:

لكَ باقاتُ حُب .

فاطمة العرجان 09-26-2009 03:24 AM

اهتزاز شخصية وتأرجح آراء وتأثير وتأثر كل هذا سيجعل من الشخص عرضة للتغيير..
إلا أن تكون آراؤه جبالاً لاتهزها رياح المصالح ..!

,

أ.حمد
فكرٌ غني .. فـ لاتحرمنا : )
شكراً لك

صالح العرجان 09-26-2009 04:47 PM



حمد الرحيمي

وعذراً مسبقه على ردي

جميع الأمثله المذكوره لم تكن بمستوى الرشوه بقدر ما كانت [ تعرية ] لـ صوت ينعق أمام جمهوره
قامت الجهات المحاربة بتعرية هذه الأقلام بـ تنصيبهم أمام [ مرآة ماذا ستفعل الآن ] ؟!

الرشوة الحقيقة أن تبيع غالي لا يشوب ثمنه النيات الدنيوية بثمن [ بخس ] وإن كان الثراء الفاحش بعينه ،،!
هنا وحينها يكون نصيب الليل أكثر وربما رافق الشمس في شروقها


رد ود


http://ro7elb7r.jeeran.com/ثَغْرٍ%20الوٍُرٍٍدِ.gif


صالح الحريري 09-26-2009 06:07 PM




ربما تكون رشوة منصب..!
لمعرفة سحر الكرسي الدوار على ما تحمله النفوس من أفكار ...!







يــ حمد ...
لن تتوقف الرشوة إلى هذا الحد ....
فلقد دمرت بلدان حين فقد أهلها كنز الانتماء ...!



مودتي ...




أسمى 09-27-2009 09:47 AM

إن خلا الأمر من مصلحة فَلا تثريب إذ لابُد من تجربة، تغيُّرقناعة، بحث، اعتناق
وإن قُرِنَ بها واشترط فَمرحبا بزعمه بتغيُّر قناعة وتلبُّس مبدأ.
لكن وتوقفت كثيراً عندها...
الربط بين رشوة وفكر..
وجدت أنها إن خلت من مصلحة مادية فلا إشكال وليس لكلمة رشوة هنا مسوِّغ،
وإن خلت من فكر فهي كغيرها من المصالح المُتبادلة
أندعي المثالية.؟
ثم.. الميل أيكون قناعة.؟ دونَ مصلحةٍ ظاهرة أعني..






اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الرحيمي (المشاركة 524881)


لِمُجَرَّدِ اسْتِمْتَاعِهِمْ بِنَعِيْمِ رَشَاوِيَ حَقَّقَتْ
لَهُمْ أَحْلامَهُمْ / مَآرِبَهُمْ / مَسَاعِيْهِمْ

هل في التحول الفكري مصلحة تصل لتحقيق الأحلام.؟
:
من زاويةٍ ثانية:
أنا أجزم أن في ذلك ألم،لأن تحويل القناعة يعني صِراع ثُمَّ اقتناع.
وأُشكِّك بـ تواجد المصلحة حين يكون الحديث عن الفِكر..أيحتاج
المؤيَّد صوتَ المؤيِّد وفيمَ.؟
و إن سلَّمنا بأنها المصلحة في الفِكر أيضاً فبعد تحديدك للمشكلة وأسبابها..
بقي الحلول.. ولاحلول و هي تقف في خط الوسط،
أعني أحيانا يصل الناس لمرحلة ضرب القناعات والاعتقادات والمبادئ بعرض الحائِط
وذلك حين تكون هذه المصلحة هي حبلُ النجاة والسبيل الأوحد لإشكالات كثيرة
تُحاصرهم..لا أتحدث بمثالية أنا لأنها لن تُجدي وكحبرٍ على ورق أو كأنظمةٍ بلا تطبيق
هؤلاء الذين وصلت أصواتهم وتم اختيارهم..ماأوصلها إلا الحق حينَ صدحوا به وماصدحوا
به إلا لأنهم كانوا يتحدثون بشعورٍ صادق ذاقَ ويلات المشكلة وخاضها ولذلك كان الحل
الأنجع لهم أن يُنتشلوا منها ويتذوقوا طعماً آخر مختلفا و ذا نكهةٍ حلوة. و أعود لأقول إن سلَّمنا
بذلك.. بقي الأهم بالنسبة لي على الأقل والذي أفكِّر فيه جداً :
كيف تتغير القناعات..خاصة ممن يتحمل هم الجماعة ويُتَّبَع لِثًقل رأيهـ..وحنكته
وإن كان ثمة مصلحة حصل عليها فُلان من الناس المؤثِّر..فما ذنب من تأثَر
به حقبة من الزمن وانتهج نهجه ورأى ما يرى.؟

عموما ..
كل انسان مسؤول عن نفسهـ... ولا أحد يُنصِّب نفسه محاكما للناس على توجهاتهم
لكن جداً ما ذنب الباحثين عن الحقائق.أظن أن هذه هي النقطة الأهم .

:
حمد الرحيمي

سعيدة بالقراءة لك



الساعة الآن 10:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.