![]() |
حكـــايا الغيم !
http://www.vp.rghh.com/imgcache/up/21791.imgcache.jpg
مشت مختالةٌ بين الورودِ فقالت : من الأجمل ؟ فهمس لها الشفق ُ أنتِ , فقالت ومن الأعذب ؟ فقال : أنتِ فقالت : ومن فتنة هذا الكون ؟ فقال : أنتي ! ضحكت وتساقطت من ضحكاتها كرزةٌ صغيرةٌ لتكون من نصيب الأرض ! تلك الأرض هي ذاتها التي تحملها , وتداعب ُ قدميها ! استطردت الجميلة ُ غرورها الأنثوي الـجارفُ فنطقت بكلمة [ آه ] هي لم تردِ الغناء ! ولكنها لكنةٌ تنفسيةٌ تخرج من شفتيها الأطلستين لتفريغ شُحنة ٍ ما, ولكن ! ماإن عزفتها , حتى تطايرت النوارس ! وغنّت البلابل ! وأمطرت الوديان ُ صدأ ! نظرت تلكَ الطفلة ُ إلى الغيم ِ فسقطت ! سقطت ! سقطت! على خديّها قطرة مطر ! فداعبت ذلك الخالُ الذي كأنه فوّهة بركان بين أرضٍ خضراء ُ تسّرُ الناظرين ! ثم تدحرجت , وتدحرجت ! حتى شفتيها , تلكَ التي تعبق بجميع ماتنتجه ُ ملكات ُ النحلِ في عامٍ كامل ! فذاقت تلك القطرةُ شفتيها ! وكأنها تجزمُ أنها محظوظةٌ لولوجها بين أنهارالعسل ! وماء الكاديّ وعبق ُ الزيزفون ! فوقفتْ ! |
http://4.bp.blogspot.com/_G0ovwnHme_...absorption.jpg
ثم تسربت ! وتشعبت رويداً رويداً إلى أسفلِ شفتيها ! فسقطت كأنها البرق ! على عنقها الجليدي ! عنقها الذي تملئه رائحة الشذى ! والمسكّ والنرجس ! وكأن هذه القطرة ُ أحسّت أن هذا العنق ُ طفلةٌ وهي تلعبُ دورَ الأم ُ فيه ! ماأن لبثت هذهِ الحوريةُ البشريةُ حتى أخفضت رأسها ! فتدحرجت هذه القطرةُ المسكينةُ إلى العشبُ وسقطت ! وكأنها تروي لهُ حِكايةُ سندريلاَ ! http://www13.0zz0.com/2009/11/09/02/961916560.jpg |
. . يفيق العشب من سباته العميق بفجاءة صاخبة ! ليخفض رأسه للأعلى ! ويجد هذه الحورية الصغيرة ! وكأنه الآن فقط علِم بصدق تلك القطرة الصغيرة التي سقطت لتفيقه من سباته وتشتكي له هذه الطفلة التي زجت بها دون إدراك ! وبكل هدوء ! يحرك جسسسده وكأنه الموج ! ويحتضنها ! فتتمايل خصلات الورود ! وتتراقص على سيمفونية الغيم ! وكأن السماء تغني لهم [ أنشودة المطر ] ! و يسقط المطر ! http://absba3.absba.org/teamwork6/179706/rain_final.gif |
ويُقبّلُ شَفتيِهَا الصغيرتين !
وكأنه يجزم أن شفتيها كوكبان من عسلٍِ لذة ً للشاربين ! ثم يمرر قطراته إلى أسفل خديّها ! وكأنه يُقسِمُ أن خديّها شاطئين من نور ! فيتوقف خجلاً أن تسقطُ قطراتُه على أخرىَ ! وكأنهُ يروي لَهاَ [ حَكايَا الغيمْ ] لتنام بكل هدوء وتسهرُ كل فراشات الطُهرعلى ضوئها وكأنها حوريةٌ دُريّهْ ! |
الساعة الآن 09:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.