مساءٌ ثمل !!
: : ثَمِلَ المَسَاءُ على كفِّي في سوق السِّيف ! في أقصى مقهى النجار ! ثملتْ أشجاني ليلةَ هذا الشوق الجارف ! وبكت عبرتَها شمسُ البوح ، على صدر الليل المهموم ! حُشَاشَةُ نفسٍ تذوي ، وتحاصرها الآلام ! تحتضر بها أنفاسُ العشق المؤود .. بغبار الصمت وأتربة الغربة ! ورأنِّي ثلاثُ بناتٍ متكئاً .. فجلسن بجنبي !! يتضحاكن بهمس عابث ! ويُسارقن النظراتِ كلصٍ في البيت ففاجأه ربُّه ! ويبدِّلن أماكنهنّ.. من أجل أراهنَّ .. فيحظيْن بنظرات خجلى مني بتكلف ! فألتفتُ يمينا وشمالا ، لأرى واحدة ترمقني ، وتمزق حجبي من قوة نظرتها ! لَكَأنِّي بنتُ شعيب ! لم يرني ربي برهانه ! أتستغرب رفضي ! أن أبادل إحداهنَّ النظرات ؟! لا ديناً مني لله ، ولا أملاً في ظل العرش ! لكني وبكل أمانه ، مختلفٌ جدا ! أكتم آهاتي في القلب ليبكي ؛ كالطفل على أمه ! وأظهر شيئا مختلفا .. عما في قلبي !! أُشعر من حولي أني لا أكترثُ ولا آبَهْ ..! لكني أقتات بقلبي ثمنَ الصمت ! وبمكابرتي ضريبة هيبه ! لا تخلف ظني وقت الشدّه ! قلبي قلبٌ شاعر ! لكن القلبَ الشاعرَ سيده رأس رجل ! مساء مختلفٌ في سوق السِّيف ! إناثٌ يعبثن بوقت الله ! يحلمنْ بنظراتٍ جائعة من رجلٍ عابر ! وأنا أنتظر السينما .. اقبع في ركن المقهى .. كاسة شاي ساخنةٍ من أيدي حسام .. وزيادة سكر .. من أيدي جاسي ! ودخانٌ أنفثُه ، كي أرقب صورة قلبي حين خروجه من رئتي ! ليرسم أوردتي ألوانا باهتة ً .. أغلق مقهايَ بوجهي أبوابه ، وفات علي العرض ! لأعود ألملم أوراقي ، وأنهنه عين الدمع لأشواقي ، بيد ! تغزل من سُكرِ مسائي لوحة فلقٍ لم يصح صباحُه .. إلا بسجود الشمس ؛ بين قرون الشيطان ، وظلال العرش ! وفِصَالُ الرغبةِ ترمض في كشكول ! ،لأصلي بين رفوف المكتبة الوطنية ! أتلو الإنجيل بصوت يسمعه الضابط في الجمرك ، دون الإنكار بروايات واهية أُشربناها دون تحقق ! ( ولكن صودرت الكتب) !! أعطر التحايا ! |
مالك احمد العنزي :
لنصك شفافية النسيم في اعتلال ذات صبح جميل هذا البوح أخ مالك لا تحرمنا من هذا الغيث دمت بود |
اقتباس:
أنت الأجمل بغيث حرفك ، وعطر مرورك .. لك الشكر والمودة و التقدير |
الساعة الآن 03:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.