منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   إبراهيم السمحان .. [الموت بجذور النهر]..!!؟ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=24427)

إبراهيم الشتوي 06-30-2010 09:01 AM

إبراهيم السمحان .. [الموت بجذور النهر]..!!؟
 
في هذه الرؤية نحاول أن نتتبع مسارب الضوء المنبثقة من المنجز الشعري للشاعر إبراهيم السمحان؛ وما يحمله من قيمة فنية وجمالية، فهو يقربنا دائماً لفضاءاته الأكثر شفافية وتفاصيل وما تختزنه مفردته من مضمون عميق، فلديه رغبة جادة لكتابة نصوص شعرية يأخذنا السمحان من خلالها إلى مناطق شعرية جديدة، لينقلنا لتضاريس ذاته ومدارات روحه وكل ما يختلج في نفسه من المعاني والأفكار والأحاسيس والمشاعر، فنجد تلك النصوص تنأى عن التقريرية والتقليدية السائدة التي تنطوي شكلاً ومضموناً على العديد من الأساليب الشعرية الجديدة، ومن خلال تلك المشاهد الشعرية أجده يجنح لتكثيف الجملة الشعرية وترميزها، بعيدة كل البعد عن التعقيد والتعسف في البناء والتركيب، مثل في قوله :
الموت بجذور النهر، حلم دفعني ودفعك
لمغامرات شجعت جلد العطش ينثر قطيع
فلنتأمل هذه الصورة الشعرية (الموت بجذور النهر )، كذلك (لمغامرات شجعت جلد العطش ينثر قطيع )، فأتى التشخيص هنا بصورة عميقة لحالة نفسية غائرة في إيماءات وإيحاءات لها دلالات حسية ومعنوية في ذات الشاعر.
ومن نص آخر يقول:
ودق أول جرس.. والعاشق الطارش لفى
والريح بالشارع تسوط البرد والليل المخيف
فنجده يتكئ في بناء الجملة على بعدها الانزياحي على مستوى المجاز والاستعارة والتشبيه، كذلك الصورة الشعرية التي تجنح نحو التخيل المتصل في تفاصيل حياتيه عميقة كما في قوله: (والريح بالشارع تسوط البرد والليل المخيف)وعبر تقنية اللون يقول (يصفرّ ليمون الشّره) في قوله:
مشت: يصفرّ ليمون الشّره.. تهتز موجاتي
تفجر بي براكين السؤال.. اسمع: صرير قفول
فالعلاقة مع المكان والشخوص عند إبراهيم السمحان هي علاقة شعرية منفتحة على الآخر، بمعنى أن البؤرة المكانية تتحول إلى ذاكرة شجن وحنين عبر تجربة حياتية - زمانية، مكثفة بالحالة النفسية ورؤيته الخاصة اتجاه الوجود ليغادر مع أسراب همه ويسافر في فضاءات الجرح وأتون ذاكرة لا تهدى يقول إبراهيم السمحان:
خلي شجر مسراك ينفض ظلاله
على الطريق اللي من الشمس عرقان
والريح خليها تفك الرسالة
اقري ولا ترسي على شط الألوان
مدي سحاب الروح وارقي جباله
شدي بي الغيمة على كتل الاركان
فنرى أن الشاعر ابراهيم السمحان جعل الطبيعة - المكان هي الثيمة التي تنطلق منها الرؤيا الداخلية للنص، الذي يعكس ما في الذات الشعرية من إحساس متصل بالطبيعة فلنتأمل (شجر، الطريق، الشمس، الريح، سحاب، جباله، شط، الغيمة) وكيف تم ربطها بفعل الأمر على سبيل التفاعل المستمر مع الآخر كصيرورة الحدث وديمومة للحديث.
ونجد أن الشاعر إبراهيم السمحان ينأى عن الأساليب الشعرية التي تدور في فلك السائد والتقليدي، وإن كانت نصوصه تندلق من الوهلة الأولى بنوعاً من الإبهام والمفارقة والمغامرة التي يجدها المتلقي إلا أنها ذات صلة بالشاعر وفي البناء الفني التي تعبر بالطبع عن موقف الشاعر إزاء اللغة الشعرية والحياة الداخلية لذاته ،والتي ترى العالم بحس وحدس آخر، مما يجعلها منفتحة على أفق المعنى بتقنية إيحائية مقنعة، كما أنها تنأى أيضاً عن الإحالات الرمزية غير المبررة، التي لا تخدم الفكرة المراد إيصالها للمتلقي بشكل أو بآخر، وهذه سمة أسلوبية يتمتع بها الشاعر إبراهيم السمحان مثل في قوله :
انا ديك ترجع والنوافذ مغلّقه
واشوفك على كف الوهم تعقد رهانك
لي الصورة اللي في ضميري معلقه
لو إنك تبي تشبع بها جوع حيطانك
كذلك في قوله:
قل عن دوار المنضدة عن شهقة الدفتر
قولك لو أنه يفترش طلح اللسان غلاف
كما استطاع الشاعر إبراهيم السمحان من خلال تكثيف نصوصه بتفريغ شحنة القلق التي يحملها بتكثيف الدلالة، وتعميق الإيحاء الذي يقول عنه النفري « كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤيا « فأتت نصوصه توافق صيرورة الشعر وتقف داخل سياقاته التركيبية والنفسية والتخيلية والرؤية للعالم، ومن خلال الانزياح والانحراف اللغوي الذي يمثل تحولا عميقا في تجربته الشعرية على مستوى البناء الدلالي والنصي وعلى مستوى تصوره للكتابة الشعرية الجادة والمجدية، والذي نجاح الشاعر إبراهيم السمحان في رسم تلك الصور الشعرية الجميلة :
لو تصغي الغابة لتوقيعة العود
كان اعتبرتك بالخيال اندلعتي
لكن.. وحتى طلح الآفاق مخضود
ما ضمخ العصفور قش جمعتي
ومثل هذه الصورة الشعرية التي رسمها لنا بحسه العميق وحدسه الدقيق :
يرتعش عصفور ينشأ على الصفحة سحاب
يزدحم مينا الأصابع حروف وزلزلة
وفي نص آخر يقول:
وهذي ساعة الحايط.. تدور وتندب اوقاتي
تثاوب والثواني بارده صمت وكسل.. وخمول
وكذلك قوله:
سقتي بعشب الروح والقيظ ممدود
واستشرفت لك ضيقتي واندفعتي
وأخيراً أترككم مع هذا النص الروحي، وتلك المناجاة الصادقة التي تتجلى فيها شاعرية إبراهيم السمحان وتفردها، وما تحمله تلك الصور من طاقة شعريّة ودهشة إيحائية في تناول جديد وفريد فكرة وأسلوباً :
يا ربي الليل وحشه والذنوب أوقفن
قدام عين المسافر مع دروب السنين
جلد الضمير إشتعل بي والجروح إنزفن
نظرت خلفي وزاد الركض.. والركض وين !
فرّيت لك منك وأيامي تلوح بكفن
الموت اشوفه يخاتلني شمال ويمين
جيت اعترف وانكسر.. جيت ارتمي واندفن
في رمل شاطيك.. جيت يشدني لك حنين
تعاظمت بي ذنوبي - هاجسي.. وعصفن
باللي بقى من ثباتي.. عونتك يا معين
إن سيطر الخوف فجبال الضلوع رجفن
وان لاح طيف الرجاوي : تونا ريّضين !

خالد صالح الحربي 06-30-2010 10:18 AM

:
ابراهيم السمحان
هذا الشاعر من أخطر شعراء الجيل الذهبي ، لم يأخُذ حقّهُ الاعلامي حتّى وإن أخذه .
قرأت لهُ نصوصاً هنا وهناك وكلّها فاتنة وساحرة تتقافز منها الأيائل و الظِّبَا .
شُكراً يا إبراهيم لأنّك توقّفت عند هذا الشاعر وأشرت إلى مثل هذا الشعر .

شاعر البدر 06-30-2010 01:19 PM

قبْلِ الْكلامْ مِن الله السًلام
خَالِد الْحَرْبي تُرْجُمان يسْرِق حتًى القصْد والمَقْصَد!
يَعْنِي: قَال مَا كُنْت اقُولَه فِي نَفْسِي قَبْل ارى ردًه!
ابْراهِيم الشتيوي: كَلِمة يُراد بِها الْحَق!
قِراءتِك وكِتابَاتِك بِكل دِقًة الوَحِيدة الًتي اجِدها القَرِيبَة مِن الْعَقِل
سَواء فِي نِت / او ورَق اصْفَر
كثِيرا اقول لَك :دُون سَمْع "شُكرا ابراهيم"

*
*
مَن كتَبْت عَنه اعتَقِد الْحربي"العرًاب" اوْجَز كُل شَرح
شَاعِر "ذهبي" مظْلوم" " رائِع"
وكَفَى

عبدالله العويمر 06-30-2010 01:34 PM

إبراهيم السمحان
شَاعِر يكتُب الصّورة بِإتْقَان جَمِيْل ورَائِع
لَم يجِد حقّه من الضّوء ، للأسَف الشّديد!


إبراهيم الشتوي
مَاكَتَبْتُه أنْت لَفْتَة ٌ جمِيْلَة ، تُقَدّر الجَمَال وتُهْديْه لمَن يُحبّه

أشْكُرك يَارَائِع

إبراهيم الشتوي 07-06-2010 09:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صالح الحربي (المشاركة 655293)
:


ابراهيم السمحان
هذا الشاعر من أخطر شعراء الجيل الذهبي ، لم يأخُذ حقّهُ الاعلامي حتّى وإن أخذه .
قرأت لهُ نصوصاً هنا وهناك وكلّها فاتنة وساحرة تتقافز منها الأيائل و الظِّبَا .

شُكراً يا إبراهيم لأنّك توقّفت عند هذا الشاعر وأشرت إلى مثل هذا الشعر .

الـ خالد بالقلب ... خالد صالح الحربي
محاولة متواضعة لإنصاف هذا الشاعر الباهر الماهر الذي لقي من الإجحاف الإعلامي ما لقي..
فهوحق مستحق وأنت محق بالضوء الذي سكبته هنا ..
شاكراً لك أيها الصديق الأنيق هذا الحضور والحبور والنور الذي تركته لي هنا ..
دمت بالقلب وبالقرب .

علي السعد 07-06-2010 04:57 PM

جلد الضمير إشتعل بـي والجـروح إنزفـن
................... نظرت خلفي وزاد الركض .. والركض وين !


ابراهيم الشتوي :
رغم قلة اطلاعي على الشعر الشعبي عموما , الا ما كان منه غنائيا
وشعر السمحان خاصة , باعتباره يمثل لغة جديده من لغات الشعر
الحديث الشعبي منه والعربي الا ان هذا الشاعر هو من القلائل الذين
اجد انه ينبغي التوقف عند تجربته لجمالها وخصوصيتها .
واجد ان السمحان قد صلب نفسه كذبيحة فادية على صليب التجديد
وغامر بجعل نفسه اول من ينطق امام سياط الموروث البالي في
الوقت الذي تنازل من هم في جيله وغيره عن الخوض في تجربته
اشفاقا من نتائجها عليهم فكان احد الفاتحين الذين خاضوا في لجة
بحر لايعرف قراره , وكان لا بد لهذا المستكشف الشجاع ان يدفع
ضريبة اقدامه اهمالا وتغييبا , فمن عدم فهم مراميه الى الخشيه من
عدم اصابة كبد المعاني تنازل الجميع عن اشباع ذائقتهم من جديده
وارتضوا منه باوسط ما كتب مما جعله احد النخبويين المستعصي
التذوق على من هم متوسطي الذائقه .
شكرا يا ابراهيم

إبراهيم الشتوي 08-21-2010 07:46 AM

الودق صاحب الفكر المتقد ...شاعر البدر
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
ولأحرفك المبتلة بالضوء رائحة الوعي المنبثقة من تجربة أشم مداها ونداها في لحظة حبور دائمة ..
ولعل ما كتبته من رؤية مختصرة عن الشاعر إبراهيم السمحان تعيد للمشهد الشعري بعضاً من سيرة العشب اليانعة شعراً وشعوراً ..
شاكراً لك متابعتك ومقدراً مسارب ضوءك المشرقة والمغدقة أيها الكريم ..
دمت بالقرب وبالقلب ..
تقديري .

سعيد الموسى 08-28-2010 09:18 PM

.
.
السلام عليك ياإبراهيم ...
والسلام على هذا الوعي وهذا الشاعر المليئ بالشعر .
لجهل ٍ مني أو لمتابعتي السيئة والله لساحة الشعر المليئة بالغثّ والسمين ماندر منه لم أقرء لإبراهيم الآخر
قبل أن أكون قد حضرت ُ بناءاً على توصية ٌ منك لقراءة مايرتكبه هذا الشاعر
قبل كل شئ وأي شئ ياإبراهيم ... الفرق مابين الشاعر والمستشعر كالفرق
بين الببغاء وصاحبه !
فليسامحني الله لو تبجّحت أن الأغلب كالتشبية المدون أعلاه .
ماأعجبني في هذا الشاعر : السمحان أنّه : إبراهيم السمحان دون زيادة أو نقص !
أذهلني بطريقته الشعريه في إيصال مايريد إيصاله دون ثرثرة أقنعة من كان قبله !
كحال المستشعرين ... أسهل مالديه قراءة ديوان ثم إختلاق بعض المفردات القليلة
والبحر نفس البحر .... والفكرة ذات الفكرة ... وربما حتى القافية ذات القافية !
اللهم : تحريك بعض المفردات ... نفض بعض الأشطر !
والمرور على لسان العرب ... وماشابه ذلك !
وضع بعض الديكورات الشعرية من هنا ومن هناك !
وترى ألف شاعر سيئ ومتذوق أحمق يمجدونه ويعظموّنه !
ويصبح صاحب الشعر العريق ... مع قليل من الإبهارات التطبيلية !
ولأن إبراهيم السمحان ليس هكذا ولأنه غير مكرر ولنقل لإنه شاعر في زمن التكرار الفاضح !
طبيعي جداً أن لاأعرفه ولايعرفه غيري ... ولايهتم به الإعلام وسخافة الإعلام الشرطية !
وطبيعي جداً أن لايتم تسليط الضوء عليه لإنه إبراهيم السمحان مثلاً وليس فهد عافت أو بدر عبدالمحسن
أو فايق عبدالجليل أو [ ........ ضع نقطة ] .
.
.

ولكن والله العظيم أن مايعشمّ إبراهيم وغير إبراهيم من الشعراء المهملين والجيدين والمبدعين
أن قلمك ياإبراهيم الشتوي منصف ويبحث عن اللؤلؤ والمحار في أعماق ِ البِحار !
شكراً ياأباخالد ... لإنك تسلط الضوء على الشعر في زمن اللاشعر .
وشكراً ياإبراهيم السمحان ...لإنك تكتب الشعر وتعيّ أنه شعر .
وقُبْلَهْ:34: :34:


الساعة الآن 12:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.