منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   راء (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=24564)

الأخضر بركة 07-13-2010 06:26 PM

راء
 
راء

ها أنتَ ذا..
جسدٌ كما سمِّيتَ،
منذ حكايةِِ الصلصالِ حتّى..
دُودةِ العفَنِ التي ستعيث فيك..
تحُيت أرضِ الآخرة
ما أفقر المرآة حين أظنّني سأراك فيها،
كلّما حاولت أن ألقاك حاصرني قطيع الوعْظِ،
أغلفةٌ من العاداتِ أنت كحبّةِ البصلِ/ النعوتُ..
مآزقُ المعنى،
يواظبُ طيفُكَ الطينيُّ في صدِّ احتمالاتِ الكلام
في غيهب اللغةِ اختبأتَ، اثّاقلتْ بالصمتِ غيماتُ الغريزةِ، وانهمرتَ على تراب الذنب تَوْبَاتٍ.
لباسُك ذاك أم حِيَلُ انفلاتكَ، قد تلامسُ بعضُ أشياءٍ حضوركَ، قد تفكّ مهارةُ القرّاءِ لي
سيمياءَ ما يَعْرُوكَ من تلف الوجود

*******************************
يمشي..
بيَ هذا الجسمُ على سكّين صراط الآن،
عجينُ ترابِ البدءِ، مكانُ استنباتِ همومِ العيشِ،
يراوغُ، يخفي..
خلف قماشِ الوقتِ فداحةَ جوهرهِ المعطوبِ،
يراوغُ..
ثمّةَ..حتّى آخر شعْرات الرأسِ..
حدائقُه طُعْم الرّغباتِ،
يفسّر بابُ النّومِ رسائلَ تهطلُ من غيْماتِ اللّيلِ عليه..
موائدُ أطعمةٍ،
وخمور..
عصيرُ فواكهِ غاباتِ الأرضِ جميعا
تعْبُرُهُ،
لا شيءَ يمتُّ إليه..
سوى ما ينبتُ أصلا في أتربة اللّحمِ:
سؤالُ الغيبِ الأزرقِ،
رعْشاتُ الوُحشة قُدّامَ البحرِ،
امرأة الضِّلْع الأيمنِ..
دودُ الوعي.
****************************************

ها أنت ذا....
من بسملاتٍ في الجهاتِ الستّةِ الملأى بلامرئيّة الكونين حتّى...
لحظةِ الخَوَرِ التي صاغتْكَ،
مندلقٌ إلى أرض امتحاناتِ السماء
لك ظلّك الموثوقُ بالقدمين يفضحُ ثِقْلَكَ المرئيَّ،
قدّامَ الخلائقِ،
تحت شمس الوقتِ،
محشوٌّ مخاوفَ،
تحتمي بمعادنٍ وتمائمِ،
بادٍ خرابُكَ في ادِّعَاءِ القوّةِ، اسْتَكْثِرْ،
كما شِئْتَ، المرايا،
قد رماكَ بقوسه الموقوتِ من قبل الولادةِ خادمُ الموتِ المطيع،
كالطريدة أنت، لا تنفكّ تخذلك الطبيعةُ والنفَسْ
يا ذا الثقوبِ،
من أيّما جهةٍ أتيتكَ لم أجدْكَ سوى هشاشاتٍ مُدرَّعةٍ بفولاذ المطايا،
كائناتٌ رخوةٌ شتّى تكون عليك مُشفقةً..
تراك تُعاركُ الجدوى
تشدّ حزام سروال الصباحِ مُهروْلاً نحو ارتزاقٍ،
تحتسيك شوارعُ،
يغتابك المقهى،
سواءٌ كنت مفتولا كآلهة البدائيين في المخيال أمْ..
كنت اتخذت متانة الإسمنت مأوى،
ناعما في خزّ عاداتٍ،.. تراكَ
تضاجعُ الأشباحَ مكتظّا عطورا،
مُتعبًا من فرْطِ ما استُهلِكْتَ في إنتاج لذّات الزوال،
محصّنا بالتكنلوجيا،
بالعقائد،
بالعقاقيرِ، اتّرعْتَ الآن.
ما أصفاكَ
حين يزورك المرََضُ المفاجئُ،
حين يمحو كِبْرَكَ الحمّامُ والغسّالُ،
حين تنامُ كالإسفنجِ في قيلولة النسيان،
أدري
أنّ وعْثَاءَ الكتابةِ أنتَ...أنّ الحبرَ شفّافٌُ كماءٍ
حين يحضرُه غيابُكَ،
يا انفلاتاً ،
يفلسُ المعنى ،
ويا فَضْحًا أغطّيهِ بغربالِ الكلام.
********************************************
يمشي
بِيَ هذا الاسْمُ على إسْفَلْتِ الحاضر،
صندوقُ سؤالٍ...تحمله قدمان،
مساحةُ إمكان طبيبٍ،
بقعةُ لحمٍ للوشم،
فضاء استحضار طقوس الشهوةِ،
إحداثيّاتُ صلاةٍ،
قاعدة استقبالِ خطابِ الغيبِ
لذائذ جلاّدِ نظامٍ شاذّ،
متنُ الجنّةِ،
متنُ النّارِ.

*************************************

يسافر ُ
مثل النيزكِ بي هذا الإسمٍُ ..
منذ امرأةٍ وَضَعَتْهُ..
حتّى..
لحظات ِسقوط الورقِ الأصفرِ في الماء،
ألفٌ
خاءٌ
ضادٌ
راء.

محمود عثمان 07-14-2010 08:58 AM

مرحباً بك

هذه قصيدة لشاعر حقاً

ولكن لم أدر لم يا أخي لم تستمر على وزنك الجميل الكامل في مقطوعتك النصفيه ؟ !


لك ودي

الأخضر بركة 07-14-2010 03:29 PM

أخي الشاعر محمود عثمان
شكرا لإطلالتك على النص
القصيدة مركبّة من صوتين اثنين. الأوّل بصوت المخاطب على تفعيلة الكامل في المقطع الأوّل والمقطع الثالث. والثاني بصوت المتكلّم على تفعيلة الخبب، في المقطع الثاني والمقطع الأخير.
مودّتي وتقديري

صهيب نبهان 07-15-2010 06:31 AM

..

أبدعتَ أيها الشاعر

أحييك وأشكرك

..

د.باسم القاسم 07-15-2010 03:36 PM

حسناً ..
هنا غواية لغوية حد الإيمان ...
وهاوية دهشة تسمو إلى ثريا القلق ..
من راء الأخضر إلى راء الرغبة ..وصولاً إلى راء الرؤيا
منذ زمن أيها الشاعر لم يضطرني نصٌ معاصر لقراءته ...بل لممارسته مراتٍ عديدة ...وهذا ماحدث مع (( راء ))
لي صوتٌ هنا ..هلا رصعتم صدر أبعاد الإبداع بهذا الوسام ..وضعوا الوزر على عاتقي يا آل ابعاد
الأخضر بركة .. شاعرٌ متألق ٌ بـرائه ..
دمت بعطاء ..

الأخضر بركة 07-16-2010 12:26 PM

الشاعر والناقد باسم بلقاسم
شكرا لكلماتك الجميلة، والتي فيها الكثير من بعد النظر، وعميق الدلالة.
ذائقتك الفائقة شهادة أعتزّ بها.
أسعدني كثيرا احتفاؤك المميّز بالنص.
شكرا لرأيك الذي قد أضاف للقصيدة وقد أضاء...
وهو ينبئ بخبرة بالغة في معرفة الكتابة الشعريّة
وروعة المقروء من روعة القارئ.
أرجو أن يدوم التواصل.
مودّتي وتقديري الكبير

ضياء شمس الأصيل 07-30-2010 09:24 PM

...

مساء الشعر ابن بلدي الجزائر البيضاء

تحيتي:34:

الأخضر بركة 08-05-2010 03:22 PM

مساء الشعر يا ضياء شمس الأصيل..................
سعدت بمرورك، وإن كان خاطفا كالبرق، فقد أحدث الفرق.
شكرا للتحيّة العطرة


الساعة الآن 03:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.