![]() |
مِياهٌ بِها عَبث .
. . ( خُلوةُ جَنة ) . أَنامْ, ليس لِأنني أرغبُ بالراحَة, أَنام لأنسلِخ عَني وعن كُل الأرضِيات والحضيضّ والجهد, وأقترب من الله أَكثر وأنا في حالة اللاشعور, في الموتة الصُغرَى, في إختيار الله المُتجدد في أن يُعيدني إليّ أو يُبقيني لَديه. أُحِبُ إختفائي عَنْ كل شيء أعتدتهُ وأعتادني في تلك الساعات, أُحِب هذا الإعتناء الرَباني المُفعم بالحَنان الشاسع, أُحِبُ إنطفائي شبه التام. هذا الغَرق المُقنع يُغريني في كُل توسدٍ على الفراشّ أن أُحاكي الله بثقة مؤدبة وبنبرة جهورية : "إختبر روحي هَذه الليلة أيضاً وآمل أن أَنالَ رِضاكّ, وبقائي لديك يارَب " . لأنني أحَظى بِمقابلةِ الله بغيبية لذيذة فإنني أرغبُ أَنْ أنام لذلِك فقط, جميع الكائِنات تَنامْ من باب التعود الغريزي, من بعد سلسلة الإعياء والشتم والضحك والملل, إلايّ .. فإنني أَنام لأتحدث إلى الله من دون أتذكر تفاصيل هَذا اللقاءْ أو أي تفاصيل أُخرَى, أتحدث مع الرَب الكبير وأشعرُ بإنسانيتي أكثر في كُل إستيقاظ . - ( أترك فِيَّ رِسالَة ) . مَنْ أخبرهم بذلِك؟ أَرجوكُم لستُ بساعِية بريد, مُجرد صندوق بَريدٍ يَدويّ أملح يُترك في بطنه ويأخذ مِنه كُل أنواع الدُموعّ المُتفجرة, سرية التحديد المفاجَئ للمواعيد الغرامِية, البشائر التقليدية لقدوم مولودٍ جَديد, التَهديدات النارِيَة لكُل شيء, أوراق مَضيّ المُطلقة على موافقتها للطلاق. صندوق جاثِمْ على أَرض الجَفافّ .. أرض لاتُذكر سِوى في لَحظيات مَلأي وإفراغي بألسنتهم وفرقعات قلوبهِمْ. يالله ما أتعسّ المُقعدين عَنْ الحُرِيَة, المصلوبينْ بمشيئِة الظروفّ والذِكريات, المُنهارون تَحت غضب المَطر بلا مِظلات, بلا أذرعّ, بلا آباءٍ يزدحمون ويتعاركون ويضيعون في الضَباب للنهوضّ بهذا الإنهيار الدرامِيّ . - ( جَناحيّ الحقيقة ) . حَرِرّني لِأندَم أكثر مِنْ ذلك . عَيّنَيَ مَتاجِرَ حُرِبة خُدِعَت بزبائِن المَوت, عَيّنَيَ مَقاعِد قطارات لِقلوب المجروحين, قِطارات مقضومَة الوِجهَة, المُستقبلين, الرَبيع, قطارات ذَهابٍ مخذول بلا إيابٍ مُشتاق .. ما أقسَى الصبر المُقدد بإشمِئزاز, فكُل الطيورّ مُحملةٌ بعذاب, وبمتقلباتِ طَقسّ الإنتِظار . - ( حفلةُ يأس ) . مِنْ أيّنَ لَنا أن نتعاطَى الأمل؟ وأنتَ بلا أملٍ؟ وأنتِ بلا أملٍ؟ وخَديّ أُمي يتآكلهُن الأَرق؟ والعُمر مُفترقّ؟ - ( إِلَى الفناء ) . سَأنسَى الصِبا, اللؤم وإستياء مَدينَتي . سَأستعِدُ للرتابَة للمرة الأخيرَة, للدُنيا التي لاتَتجَدد, سَأفتعِلُ غضباً بارِد, وحُزنٌ فَتانّ وفَرحاً مُبهم . سَأستعيدَ ضعفي ضِعفَيَّ قوتي .. وسَأُراهِنْ الجَميع أن جَميع الحلول آتية بِلا مُشكِلات.. وأتحاشَى الجرح بعد ذلِك وأرددُ بوهنٍ : أيُّ كذبَةٍ وَفرتها لَنا الأُمنِيات ؟ - ( كليشيهات ) . 1. أنا حُرٌ منكِ . 2. إنكِ مُعتمِرةٌ فِيَّ . إختَر ماتشاءْ, في كِلا الحالتين سَتنطقُ بشيءٍ أمامَ وَجهي, ستفشل وستأتيني مُثرثراً . |
فإنني أَنام لأتحدث إلى الله من دون أتذكر تفاصيل هَذا اللقاءْ أو أي تفاصيل أُخرَى,
أتحدث مع الرَب الكبير وأشعرُ بإنسانيتي أكثر في كُل إستيقاظ . ما أجملَه هذا النومْ ! سأكون في أبهى تعبُّداتي قبَله، وراضيةً تماماً عندما استفيق . شكراً لمياهكِ -حلوة- العبث :2006102523424873: |
حصة العامر ي... حين تكتب فهي تنحت الجمال على هيئة فراشة .... تداعب الضوء بأجنحة الدهشة .. تمنحنا أكسجين الأدب ..! |
( خُلوةُ جَنة ) ... ... ( أترك فِيَّ رِسالَة ) ... ... ( جَناحيّ الحقيقة ) . ... ... ( حفلةُ يأس ) ... ... ( إِلَى الفناء ) ... ... ( كليشيهات ) . ... ... ليست مجرد عناويين انما در منثور لهُ بريق مختلف عن اي بريق حصة العامري...دمتي ايتها الاكسجين |
ارتشفت العمق هنا.. حتى تشبعت حناياي بحرف أخاذ.. لكِ الود بلا منتهى يـ حصة..!! |
الله أحب جداً أن اقرأ روحك يا حصّه , هذه المُتعبة التي تُشبه الفجْر والحنين والأشياء القديمة العالقة في الذاكرة بكثير من رائحة الصباح ! مُدهشة وأكثر والله . |
. . الله وَحدهُ مَنْ يجعل لي النَوم عبادة أُخرى تُقربني إليهِ أكثر . * الجميلة هلا العريفي حضوركِ كأنغام شَلال الجنة, والحُب وأجنحة اليَمامْ . كوني بربيع . |
تتحايلين على القارئ ياحصة , وأحب خداعكِ لي جداً .. أحب هذا الرمادي حين يصبح مكتنزاً وتنبثق منه أكمام طويلة وياقات عالية ويسرقني من البرد .. لو كان حقلاً حقيقياً لما أبقيت منه سنبلة , ولو كان نهراً لكان مصبه في صدري ومجراه بين عيني . |
الساعة الآن 12:05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.