كَبُرْتَ يا هذا!
كَبُرتَ يا هذا، ولستَ وحدكَ من يشعر بذلك أعلم؛ ولكنَّك لا تدري فيمَ كَبُرْتَ، فمسَّ التأمُّل منك جانباً من الحيرةِ وظللتَ على غير هدى!
أمَّا الزمنُ فما أخذَ منك لنفسه سوى عامٍ واحدٍ فَنَيَ قبل أن تشعرَ بِكِبَرِك. ولستَ بمن صعدَ درجةً في السلَّمِ الوظيفي أو المعيشي حتى تدرك صِغَرَ ما كُنتَ عليه أو ما كان حولك. وليس جديداً جِدَّةَ المُستقبلِ زواجكَ حتى تعتقد بأنَّكَ أتعبْتَ زَمَنَكَ عزوبيةً ومراهقة، كما أنَّه ليس قديماً قِدَمَ الحقِّ حتى تراك به دون ولدٍ وتلد! وما زلتَ تكبرُ يا هذا، وما زلتُ معكَ في معمعة الجهل في سببِ ذلك دون غيره، ولعلَّك حينما تبحثُ من تلقاءِ نفسِكَ بعد أن تكُفَّ عن النظرِ فيما سبقَ برويَّةٍ؛ تجدُ أن الانتقال ما بين طورينِ أحدهما كبير والآخرُ أكبر يأتي منطقياً إذا ما كان للتدرُّجِ معنىً ودلالةً فيه، وعليه فإنَّكَ لا يقِفُ عليه حِسُّكَ فجأةً، بل إنك لا تكاد تتذوَّقه إلا بعد مرحلةٍ تشيرُ لك على ما تغيَّر! أمَّا البغتة التي انكشفَ عليها حجاب حِسِّكَ، فلذلك أبعادٌ مركوزةٌ فيما وراء العقل، قد تجدُ الكثير منها ذا معنىً منطقيٍّ في أغوار نفسك ومكمن عاطفتك! وإن أكبرتَني في هذه، فلا تغتابُ وعيَكَ إن أنتَ ما استطعتَ أن تعزو ذلك الشعور إلى القصي من روحك، والبعيد من ذاتك فيك مما تعجزُ أن تطَّلعَ على الأطوار المنطقية لديه، فتدحضُ بها حُججَ عقلك فيما بدالك! وثم إنَّه ليس من شيءٍ ذا بالٍ في برزخٍ من أنَّكَ كَبُرْتَ سوى أن تشعرَ بذلك وتعتدَّ به أمام نفسك، أمَّا ما عداه فَكِبَرٌ على كِبَرِك تشيخُ به همًّا وفكرًا وعمرًا. أستودعُكَ الله!. أنت!. |
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
تراها حكم ومواعيد كتابيه |
اقتباس:
كوني بخير! |
مبارك الهاجري، ما شاء الله، اسم صار رمزا لأصالة اللغة، و ارتكازها على إسناد قوي، و بديع، و سيسان لا تهتز؛ إلا لتبرعم و تعلو للأعلى، و تعلو بنا معها، دهشة، أو إنتعاشات ظاميء للغة العربية الرصين. هذا ظني أينما سرى ركب هذا اليراع، أتكون هو أم ذا تشابه، ؟! لا بأس، في كل الأحوال، ربما شاخ فكر مهاجر بين ثنايا حرفك؛ ليقرأ كثيرا، و يلتقط كالعصفور بعض فهم، خشية أو رجاء.. لم أعي الموقف، و ربما الأجدر ألا أدعي فهمه، و أنا زائرة خاطفة، بقدر سريان العين على دهشات القلم، أجنحة تعلو بنا طائعين. لا نعلم ، غير أن عقل المسلم يبقى ينسج الآمال على الضدين في كل حال. بوركت و طاب الجني، أخي المكرم. حفظت و وقيت. تقبل فائق التقدير. لبعض ثراء لو تكرمت:
|
يا أبا تالا
لقد استودعته خير مودع ومن لا تضيع عنده الودائع ولكل كبر كبرياء ولكل كبر هرم وشيخوخة حرفك مليء بالشاعرية واللغة الجميلة الشفيفة كشخصك تقبل وافر التحية والتقدير :) |
كَبرُ وعلم انّ اليد الحانية لا زالت تمارس الحياة , ولا زالت بالعطف حاضرة مشرقة , كبر وأيقن تهالك نفسه إن هرب إلى آخر لا يُملي عليه غير حنق الأيام .
كبرنا معك في هذه اللغة الحرَّة واستعصى في أعيننا البيان الحكيم ... تقديري . |
رائع جدا
ومبدع جدا لا كلمات تفي روائع الحرف سلمت |
نَتعطَّشُ لِلُغَةٍ فَارِهة كِهَذِهِ تأخُذُنا من أدنَانَا لـ أقصَانَا فَنشعُرُ بِأنَّنا نعيشُها بِكُل مافِيها !
أهلاً كبِيرة بِعودتكَ يامبَارك وحَرفُكَ يَحتاجُ لِلكثِير مِن الغَرق والدَهشة والتأمُّل . أسعدك الله http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif |
الساعة الآن 12:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.