(دع عنك لومي فإن اللوم)*: إسكاتي
.. يضيق عن صرختي رحب الفضاءاتِ

دمعي عصيٌّ و أحداقي لكم حبست
.. في خنقةِ الصمتِ أمطار التياعاتي

تقشر الصبح عن وجهي و أفحمني
.. ليلي الطويل، فلا ماضٍ و لا آت

و طوقتني غصون اليأس، تجلدني
.. كهدهدٍ هدَّه جَلدُ المسافاتِ

لم يبق متسعٌّ حتى أضم به
.. جرحاً قصياً ضنياً في حشاشاتي!

تغيب عني و حزن الكون يغمرها
.. يا بسمتي لا تغيبي عن مداءاتي

حتام يغتال مني الظلُّ أروقتي؟!
.. حتامَ يجتاح سمُّ الصبر ساعاتي؟!

أنا المسجى على أنقاض ذاكرتي
.. أعيد تكوين نفسي خلف مرآتي

تخضرُّ ذكراكِ في أركان مقبرتي
.. فينطق اليوم: دع عنك السذاجاتِ

و نور طيفكِ لا أنفك ألثمه
.. فأستفيق على شوك الحسافات

كم عاشقٍ أضرم الأحلام فارتعشت
.. عصفورة القلب من برد النهايات

أنا الذي قصَّ للأطفال قصته
.. ناموا و ظل سجيناً للحكايات

و طرزَ الليلَ في أحشاء دمعته
.. و أودع الدمع في سِفر المعاناة

قامرتُ دهري على قلبي، فألجمني
.. و شق صدري، و أردى بي نبوءاتي

أرتل الحزن وحدي، أحتسي دمه
.. علّي أواري أمام الناس مأساتي

لم يبق لي وطنٌ إلا انغرستُ به
.. أوقدتُ في ليله اللجيِّ مشكاتي

واحسرتاه... غريبٌ حيثما هربت
.. مني البلاد فلا بحرٌ لمرساتي

لا الريح تحمل عني عبء ما حملت
.. كواهلي من جنى هذي المساءات

يا عمرُ أورِق قليلاً، ربما أنسى
.. أن الفصول اكتست لون الشتاءات

يا عمر أزهر، لعل العطر يفقدني
.. نفسي، فنفسي غدت من بعض سوءاتي

و ضُمَّ كوني لعل الصبح يلطف بي
.. لعل شمساً تلمُّ اليوم أشتاتي

أحمد تحسين الأخرس