منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حَميمِيةٌ مُفْرَطَة ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=27018)

فرحَة النجدي 04-10-2011 11:09 PM

حَميمِيةٌ مُفْرَطَة !
 



حَميمِيةٌ مُفْرَطَة !



http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...f95469657e.jpg


إنْ كنتُ لا أُشبهك ، قلْ لي بِربك كيفَ لكَ أنْ تُشبهَني !



حينَما قررتُ يوماً أَن أُفسحَ في قَلبي لِحبك لم أَضعْ في حُسباني المَكاسب و الخَسائر التي قد أَجنيها مِن الحُب . قَبِلْتُك كـَ هِبةِ قدرٍ عظيمةٍ وَ أوصدتُ عليها أبوابَ قلبي ، و كنتُ فرحَةً بِكَ كـَ فرحةِ الأُمِ بِوليدها ، وَ لا يزالُ هذا الحبُ يتعاظمُ تعلقاً بقلبي يوماً بعد يومٍ حتى بعدَ أَنْ كُتبَ عَلينا الفِراق و كُسِرَتْ بِه أَقفالُ قَلبي . حَتى يومي هذا ، لا عِلمَ لي كيفَ يجيءُ الحنينُ وَ لا عَلى أَيِّ صورةٍ قَد يأتي ، لا زِلتُ لا أَعلمُ لهُ وَجهاً حَقيقياً ، فَفي كُلِ مَرةٍ يُباغِتُني بِوجهٍ لا أَعرفُهُ وَ لا سابِقَةَ لي بِه ، فَمرةً لهُ وجهُ مدينة ، وَ أُخرى ترنيمةٌ عذبةٌ أصيلة ، وَ مرةً لهُ دفءُ شمسُ الصَباحِ وَ أُخرى لهَ رائحةُ المَطرِ وَ بردِه .
إنَّ الحُب الذي أُكنه لكَ في صَدري يا بدْري ليسَ كَحبِ الأَساطيرِ وَ لا كَحُبِ أَيامِنا هذِه , فَلا حُب الأَساطيرِ عَفيف وَ لا حُب هذهِ الأَيام يتسمُ بِالطُهر و النزاهة . حُبي لكَ شفافٌ لم يَكْتسب لوناً بَعْدُ وَ لم يترتب فيَّ بعد . حُبي لكَ أنتَ لا يزالُ كما هو بذرةً أُخبِؤها في تُربةِ قَلبي بانتظارِ أن تجيء إليَّ منْ جديدٍ وَ تسقيها وَ تأْخُذ بيدِها نُمواً نَحو النور . كُنت أَستطيعُ إنباتَها فيَّ نباتاً حسناً نعم و جعلها تبلغُ من الكبرِ عِتياً كَأَنا وَ لكِنها حَتما لنْ تَبقى حَسنةً حَتى تَجيء ، لذا آثرتُ أَنْ أُبقيها حَتى مجيئكَ لتحيلها بنفسكَ لحياةٍ أُخرى تستمدُ بقاءَها من ديمومةِ بقائكَ إِلى جانبها . إنَّ بذرةَ الحُب التي لا تزالُ مَخبوءةً لكَ في صَدري لا تزالُ هُلاميةٍ في داخلي بِلا شكلٍ كما تركتَها و لكِنها حتماً لا مُكون لها حَتى الآن سِوى السُمو و لا شيءَ آخر !
هلْ قُلت قبلاً له وجهُ مدينة .؟!! آهٍ منكِ يا مدينة ، تحرضينَ القلبَ على الثورةِ حنيناً و اشتياقاً و دموعاً .. أنتِ يا مدينة تثيرينَ الرُعب في نفسي بِالقدر الذي تصوبينَ بهِ قلبي بسهامِ حميميتك المُفرطة !
يا ربْ ! تقاربُ الأبنية و عِتقها ، انسجامُ الأرصفةِ و الشوارعِ المُهترئَة ، إِلتصاقُ الأَتربةِ بأرجلِ العابرين عليها ، رائحةُ الريحانِ الذي تعبقُ بهِ المدينة ، أشجارُ النخيلِ الشامِخة ، و المنازلُ و المرافق المُشيدةِ على المرتفعاتِ التي تُشعرني و كَأني لستُ في وَطني البَحْرين ! وَ قلعةُ سلمان بن أحمد الفاتح ، هذهِ القلعَة التي لم أطأ أرضَها مُذ كُنتُ في السادِسةِ مِن عُمري و ها أَنا أَراها من جديدٍ بعدَ الترميم ، لِمَ لَمْ أَشعُر بشيءٍ حينما رأيتها ؟ تُرى هل الإنسانُ بطبعهِ يفقدُ الحميميةَ تجاهَ الأشياءش التي يُجَمَلُ وجهها و تُقَنْعُ بما لا يناسبها ؟! أَفَقَدْتُ الحميميةَ تجاهَها حقاً .؟! لطالما حكتْ هذهِ القلاعُ في وطني تاريخَ شعبٍ مُناضلٍ حرٍ بطل ! وِطني الأِبي ، المَزيجُ من كلِّ الألوانِ التي تعكسِ بياضهُ و بياضَ قلوبِ أَهله . و مِقْبرة الحنينية ! تِلك الأرضُ التي ضمتْ رُفات راشد ، تلك التي همستُ لها باكيةً أنْ احتضنيهِ بِحبٍ يوم أَن أَودَعْنا راشد الأرضَ و حثونا عليهِ التُراب . أنتِ يا مدينة ، أشعرتِني بِالدفءِ و القربِ و لربما كانَ راشد هو الرابطُ الذي غَرسَ في نفسي حميمية ًمُفرطة تجاهكِ فرأيتُكِ عَروساً بِتضاريسَ جميلةٍ و وجهٍ متوردٍ و إن كنتِ شاحِبة !


لا تأمنوا جانبَ الحَنين ، و لا تركنوا لَه ، فالحنينُ يجيءُ بغتةً و لا يُغادِرُنا إِلَا وَ قَد إستلَ شيئاً من شِغَّافِ القَلبِ مَعَه !


قابلٌ للنقد حتماً :34: !

صالح الحريري 04-10-2011 11:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحَة النجدي (المشاركة 715908)



لا تأمنوا جانبَ الحَنين ، و لا تركنوا لَه ، فالحنينُ يجيءُ بغتةً و لا يُغادِرُنا إِلَا وَ قَد إستلَ شيئاً من شِغَّافِ القَلبِ مَعَه !



[/align]


لن نلوم إلا بخل صوامع حرفكِ يا فرحة ...
فالحنين هنا لا يشبه إلا حصاد تحمله قافلة تتجه نحو الفرح ...!


دمت مشرقة كما أنتِ ..:)

بَين 04-11-2011 10:24 PM

أن تتواطأ المدن ضدنا في نوبات الحنين المباغته ذلك مالا يقدر القلب والروح على مقاومة سطوته ..
لأننا حينها ندرك أننا أصبحنا من العابرين الأموات على هذه الحياة ..




هنا اِبتلت عروقي بكم هائل من الحنين / وعشقت قلمك يا فرحة ..!

حياه 04-11-2011 11:48 PM

..

يا فرح ، صوتك يملؤه المَاء
وبكفك ماء وبالأخرى أيضا ماء
وفي فمك مخاض يملؤه ايمان يا مفرطة بالجمال ..
نصك جميل وترابك الطاهر الذي حضن راشد
ينبت وفاء كابنة مثلك لن يـكون .
رائـعة الجمال وغدقة كما عهدتك ،
أحبك .

راكان العنزي 04-12-2011 12:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحَة النجدي (المشاركة 715908)

حَتى يومي هذا ، لا عِلمَ لي كيفَ يجيءُ الحنينُ وَ لا عَلى أَيِّ صورةٍ قَد يأتي ، لا زِلتُ لا أَعلمُ لهُ وَجهاً حَقيقياً ،

[/align]



ولا أنا ي فرحة ,
ولذا , نحن ننتظر الصباح دوما ,
لعل حنينا تصاحبه ابتسامة يستيقظ مرة , ونأخذ بيده حيث لا نعود ..


شكرا كثيرا

إغفاءة حلم 04-12-2011 02:50 AM


الأرواح التي تسكننا هي من تجعل حفنة التراب وطناً
هي من تجعل البيوت حقلاً ينبت فيه الحب
وتجعل الأوقات ماءاً يهرب من بين أصابع عمرنا دون أن نشعر به
فيقتلنا الحنين عطشاً لهم إذا ماعاد الوطن بعدهم حفنة تراب
والمنازل قطع طوب والاوقات عقارب تلسع

جميلة يافرحة
وقريبة من القلب في كل حرفٍ تزرعيه في أعيننا :icon20:

عائشه المعمري 04-12-2011 11:28 AM



أهلا بكِ يا فرحة وبما تكتبين ,,
كم أشتاق إلى أن أتواجد في نصوصكِ بعمق ..

دائماً ما تكون نصوصك شفيفة ، قريبة من روح القارىء التي تشغف لنهاية ما
قد تكون مُشرعة على كثير من الحنين والأماني والأحلام ..


لغة نصكِ : بسيطة ، قد تُغيب الحس النثري في مقاطع ،
لربما استرسالك في الكتابة ما يدعو لذلك ،

لا أقول بأن ما تكتبين يحتاج إلى تكثيف ، ولكن
يحتاج إلى إضفاء التماعات تجعل النص يبرق في ذهن القارىء ،
ويصبغه بالكثير من الدهشة ..

أما بالنسبة لـ وحدة الفكرة وإرتباطها بالعنوان ،
أجد أن العنوان يقترب إلى كل الأفكار التي طُرحت في ثنايا النص
ولكن تشبعت الأفكار إلى أن أخذت منحى أخر
قد يغيب الفكرة الأولى التي افتتح النص بها .


اعذري لي هذه الثرثرة ..
ولأنني أحبكِ ، وأحب قلمكِ ، وجدتني قريبة إليه كثيراً ..

شُكراً لأنكِ هُنا


دلال الماجد 04-13-2011 09:05 PM

..




صديقتي ..

هاهنا كنت كما أعرفك ..
سطع دفء قلبك وبياض سريرتك على حرفك فأنار النص بضوء الجمال ..


سلمت تلك البنان ..


الساعة الآن 01:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.