منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد العام (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=27350)

صالح العرجان 05-27-2011 04:54 PM

الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم
 
*
*
*
*
*
*
*
*

تبهرني العقول المتفتحة التي تفسر لنا ما لا ندركه من كلام الخالق جل شأنه

*
*
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
البلاغة في القران والدقة في التعبير والبيان
سبحانك ياعظيم يامنان
متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون ؟

عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ، نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها ، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ..
فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها "امرأة" وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما ..

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" .
وقوله تعالى : "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَا مَا"

وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى : "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" .
وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم "أزواجاً" له ، في قوله تعالى : "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم"

فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى "امرأة" وليس "زوجاً"
قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط ، وهذا في قوله تعالى : "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا"
إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست "زوجاً" له ، وإنما هي "امرأة" تحته .


ولهذا الإعتبار قال القرآن : امرأة فرعون ، في قوله تعالى : "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ" . لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما ، فهي "امرأته" وليست "زوجه"

ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" و"امرأة" ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة .

عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة" ، قال تعالى على لسان زكريا : "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا" . وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى :
"قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء\"

وحكمة إطلاق كلمة "امرأة" على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ، رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية .

ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما ، كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف "النسلي" من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب ، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة .
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر ، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة"

وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ، وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة" ، وإنما أطلق عليها كلمة "زوج" ، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة . قال تعالى : "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَه"
والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة" زكريا في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج" وليست مجرّد امرأته .

وبهذا عرفنا الفرق الدقيق بين "زوج" و"امرأة" في التعبير القرآني العظيم ، وأنهما ليسا مترادفين


ود و ورد

نوف سعود 05-27-2011 06:56 PM




سبحآن الله العلي العظيم ..
وما أوتينا من العلم إلا القليل وسنبقى كذلك كل مده نكتشف شيئاً جديداً ..
كما أن الإعجاز العلمي يملأ المصحف الشريف ولا سيما أن القرآن من كلام ربّ العالمين ..!
جزاء الله من قام على هذا المبحث اللغوي خير الجزاء ..
كل الشكر الأخ القدير / صالح العرجان ..
بارك الله فيك واثابك الله عالإيراد النفيس ..
تقديري وأمتناني وتحيه ..



همس الحنين 05-27-2011 07:01 PM



اختيار ينم عن ذائقة مميزة
منذ الامس و انا استمع لشروحات الشيخ الدكتور / صالح المغامسي
هذا الانسان يدخل الرغبة بأعماقك لتستمع لحديثه
هدوءه
تفنيده للمعاني
خشيته
لطافته
حين تستمع إليه يدخل لأعماقك بكل أريحية
وخاصة تفسير لكتاب الله عز وجل
يشعرك بأنك ضئيل أمام غزارة علمه
شكراً لهكذا فكر نير باختيارك لهذا التفسير
ونظل في دوامة الجهل مهما وصلنا إليه من علم

تقديري

هيفاء الزامل 05-27-2011 07:21 PM






من غيرك ياصالح يأتي بالفائدة
شكرا وفيرة لسموك


:34:


.

سلمى الغانمي 05-27-2011 08:13 PM



,

سبحان الله

بليغة هذه الفائدة يا صالح
شكراً لك ,

سعيد الموسى 05-27-2011 08:41 PM

سبحان الله , فعلاً الفائدة في هذا المتصفح عظيمه
القرآن الكريم لو قرأناه بتدبّر وبحثنا فيِه جيّداً لأرتقينا بفوائده إلى أعلى القمم وأصبحنا خير الأمم
كما أنه أيضاً في هذه المعلومات ومضات للأزواج مهمة ويجب الوقوف عندها كثيراً إذ أننا ندرك في هذه المعلومات خصوصاً مدى أهميّة بناء عش الزوجيّة بالرحمة والرفق ومخافة الله حتى يصبح مكتملاً من كلا الطرفين .
شكراً ياصالح وكتب الله لك الأجر :34:

ماجد العيد 05-28-2011 10:48 AM


جميل و لا تحمل إلا الجميل يا صالح
و القراءة لهكذا مواضيع أمرٌ ممتع من ناحية استكشاف بعض الأمور
كل الشكر

صالح العرجان 05-28-2011 08:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجدولينا (المشاركة 726160)



سبحآن الله العلي العظيم ..
وما أوتينا من العلم إلا القليل وسنبقى كذلك كل مده نكتشف شيئاً جديداً ..
كما أن الإعجاز العلمي يملأ المصحف الشريف ولا سيما أن القرآن من كلام ربّ العالمين ..!
جزاء الله من قام على هذا المبحث اللغوي خير الجزاء ..
كل الشكر الأخ القدير / صالح العرجان ..
بارك الله فيك واثابك الله عالإيراد النفيس ..
تقديري وأمتناني وتحيه ..







مجدولينا

لحضورك الطيب
لا اجد الا ان أقول
رزقكِ الله صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم في جنات الفردوس

رد ود


الساعة الآن 10:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.