منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أوراقٌ مائيّه ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=28353)

سعيد الموسى 09-18-2011 02:25 AM

أوراقٌ مائيّه !
 

[ ورقة 1 ]

لم أكن يوماً أرضاً ولاساحلاً ولاحتّى منديلاً !
كان جسدي سماءاً !
وكان وجهي سحاباً !
وكانت يداي َ ماءاً !
ولازالت روحي : تشبه المطر تماماً !
أستطيع أن أسقط فـــــ أزرع الإبتسامه !
وأستطيع أن أنهض فـــ أنشرُ الراحه !
فـــــ علاقتي مع المطر , علاقة ً قزحيّه !
*
الريف !
ماهو الريف ياأبناء الإبادة والقِتاده ! ؟
الريف : هو جدّي !
جدّتي : هي التُربه !
التُربة ُ : هي وطني !
.
ماهو وطني ؟
وطني ليس ككل البلدان !
بلدي لايشبه الحيطان !
والحيطان : لاتشبه شبابيك ُ السماء !
في بلدي : أنا قلم رصاص !
وقلم الرصاص قابلٌ للصمت !
والصمت جريمة ٌ عفيفة , ويكافئ عليها ظِفري !
بلدي : أخضرٌ جداً وأزرق ٌ جداً جداً ولكنّه ذو قعرٍ أسود وأحمد !
من هو أحمد ؟
لاأعلم !
.
ــــ
.
[ ورقة ٌ 2 ]


أشعر أن الحديث ثرثرة !
كلغة الحوار الصامت , كلعنة الإشارات , كصفعة الأرصفة , كبلورة الضوء في عتمة القناديل !
أشعر أن الحديث مِقطره !
كغمامة النسيان , كترديد الأطفال لنشيد الوطن المفقود , كإيماء الشيخ الهرم بتفاصيل ذاكرته , ككحل السماء وأبتسامة الأغنياء !
أشعر أن الحديث أرصفه !
ككل الأشياء التي لاتنتهي بنقطة . ولايتوسطّها فاصلة ٌ صفراء ! , .
أشعر أن الحديث مسافه !
كلون الماء ! , كنفث الريح بالريح , كسقم الأطمئنان من الأمان النائم في جلباب الأروقه والأورده !
أشعر أن الحديث حمامه !
وأشعر أن القلم فاه , وممحاه , وفرشاه , ومسطره !
بماذا أشعر أيها السطر ؟
لاشيئ أبداً ... آه !
من قال : آه ؟
.
ــــــ
.
[ نِصف ورقه 3 ]
.
.

أشعرُ أنك ِ قصيدة !
وأشعرُ أن حُبك ِ فكِره !
وأشعرُ أن غرورك ِ ’’ ألفاظاً نزاريّه !
أشعرُ أن صمتك ِ : ثورة أحمد مطر !
وأشعرُ أن شَعرُك ِ : بهائك ِ , جمالك ِ : صورة ٌ غيميّة ٌ مكتملة صاعدة ٌ للسقوط !
أشعرُ أنك ِ ... أنتي !
كــــ قصيدة شعريّة !
لاأعلم ومن أخرج المطر من رِحم الغيم .. بماذا أشعر !
سأحاول فهِم نفسي , إذ أنكِ نفسي !
أشعرُ أنك ِ وطني !
ولكن بلا نشيد ولاأطفال مشرّدين , ولانساء مساء , ولا شوارع سوداء !
فارغة ٌ ... فارعه !
صامدة ٌ ... مناضله !
ضاحكة ٌ ... مستبشره !
أشعرُ أن وطني ذو حضنٍ قاسي !
أحتاج إلى وطنٍ رحيم !
كوني وطني
......كوني أمي
كوني صديقتي
كوني كل شيئٍ جميل !
وأنا النشيد !
*
.
.
ـــــــ
.
.
[ ورقة ٌ يانعة ٌ 4 ]
.
.
فِي يَدِي مَاءْ !
فِي فَمِي سَمَاءْ !
فِي عَقْلِي غَيْمَه !
مَابَيْن أَصَابِعِي خُيُوط ٌ بَيْضَاء !
وَفِي رَاحَة يَدَي أَمْطَارٌ وَصَهِيْل !
وَفِي جَيْبِي الْكَثِيْر مِن الْحَكَايَا !
هَلَّا وَهَبْتَنِي الْقَلْيْل مِن الْدُّهُور حَتَّى أَتُحَدَّث ؟
فِي قَدَمَي طَبْشُورَةٌ مِن تَارِيْخ !
مَابَيْن شَفَتَاي حَضَارَات الشِعرْ !
عَظَمَتِه , سَذَاجَتِه , وَالَكَثِيِر مِن قَوْس قَزَّحَه الْصَّحْرَاوِي الْشَّاحِب !
هَلَّا وَهَبْتَنِي الْقَلْيْل مِن الْدُّهُور حَتَّى أَتُحَدَّث ؟
هَل عَرَفْتِنِي ؟
أَنَا الْقَصِيْدَة !
.
.
.
ــــــ
.
.
[ ورقة ٌ زيتيّة ٌ 5 ]
.
.
أشعر أن السماء : يدٌ ممدودة !
وبأن السحاب : ماء !
وبأن الغيم : قُبلةٌ بريئة !
وبأن المطر : طفلٌ صغير يبحث ُ عن حضن ٍ دافئ !
*
أشعر أن الأرض : أمٌ متقلّبة !
تارة ً حنونه , وتارة ً قاسيه !
أشعر أن الطبيعة , حضنها الدافئ الحنون !
وأشعر أن الصحراء , غضبها الحالك القاسي !
*
ماذا تفعل ؟
أكتب ُ شجره !
ماذا ترسم ؟
أرسم غصناً لها !
ماذا بعد ؟
لم أجد الثمر !
لماذا ؟
لأن اللون الأزرق نفذ من قلمي قبل أن أرسم ُ .. مطراً يسقيها !
هل جننت ؟
لا ولكن كل مافي الأمر أنني كنت أمارس رياضة الرسم !
الرسمُ رياضة ؟ !
نعم , فيه تمد ُ يدك إلى المستحيل
وتقطفُ توتاً من النخيل !
وتبحرُ إلى كل الأزمان بلا قنديل !
ياصديقي...
ماذا أقول ؟
قل يارب ... وأرسُم معي وطناً يُشبهُ قلبيْ !
*
*
.
ـــــ
.
[ ورقة ٌ بيضاء ]
*
-
*
من أخبركِ أن المطر .. مطراً ؟ !
من أخبرك ِ أن الشجرُ .. شجراً ؟ !
من أومئ لك ِ أن الليل ُ ... ليلاً ؟ !
من أخبرك ِ أن الريح ُ .. ريحاً ؟ !
المطر : يديك ِ
الشجرُ : وفائك ِ المثمر الباسق !
الليلُ : عينيك ِ بفتنتهما وصخبهما وأسرارهما !
الريح ُ : أنفاسك ِ الريفيّة ُ العطرِة !
-
ـــ
-
ألم أخبرك ِ الناس ُ لايَصدِقون , إذ أنهم لو كانوا كذلِك لنحتوا لك ِ قنديلاً من كوكب !
ورسمة ً من سماء !
وطيفاً من إغريق !
وقُبسْاً من ورق !
ــ
*
صدقيني أنا لست شاعراً عظيماً !
ولست ُ رجلاً ثرثاراً !
ولست ُ ِكتاباً ناضجاً !
ولستُ : ضوءاً مبيناً !
*
ــ

أنا : أنشودة المطر !
وأنتِ: غيمه !
.
.
[ ومضه ]
تقبّلوها كما هي , بعفويتها , وشكراً على القراءة


:34:

عبدالله الجودي 09-18-2011 11:37 PM

لم أكن يوماً أرضاً ولاساحلاً ولاحتّى منديلاً !
كان جسدي سماءاً !
وكان وجهي سحاباً !
وكانت يداي َ ماءاً !

الرائع سعيد موسى
لك أجمل تحيه للمتعه التي تروينا بها
هكذا انت عالي الى حد السماء
كريم كالسحاب استمتعت برذاذ حرفك
دمت سااااااالم

عبدالرحيم فرغلي 09-19-2011 08:24 AM

تعجبت حين قرأت أن عدد مشاركاتك عال .. وقلت في نفسي هذه المشاركات ولم أقرأ للرائع
إلا هذه المرة ، لابد وأنك في القسم الشعري .. ولا تكرمنا بجمال حرفك إلا نادرا .
قرأتها بالأمس .. نكهتها ورائحة الجمال التي فيها جعلتني أوجل التعليق لليوم .. فقط لأني
وعدت نفسي بقراءة هذا الجمال مرة أخرى ..

لك كل تقديري لقلمك ولشخصك الكريم

نوف سعود 09-20-2011 03:37 PM





أوراقك خضراء تسرّ الناظرين ..!!

اقتباس:

وأشعرُ أن غرورك ِ ’’ ألفاظاً نزاريّه !
أشعرُ أن صمتك ِ : ثورة أحمد مطر!




كآن إبداعك جلياً الأخ القدير / سعيد موسى ..
طآب حرفك وبوحك الباهر .. ~
تقديري وتحيه .. + http://ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/...g/rating_5.gif






إبراهيم بن نزّال 09-21-2011 02:52 PM



مررت , ولن أكتفِ بقراءة واحدة ,
فـ ( أنشودة المطر ) له مع النثر وقفات تؤنس ذائقتي ,
سأعود ,
تحياتي

فاتن حسين 09-21-2011 11:17 PM


اوراقك مكتظة بابجدية طاغية ..
للحرف والبيان.. لتمنح الصباحات العقيمة كثافة بحجم النور..

سعيد / حرفك مملوء رونق..:34:

فرحَة النجدي 09-23-2011 02:21 PM



يا الله يا سعيد !

استجمعت أرواحنا في غيمة
و أهطلتها علينا مطراً
فكستنا من الخضرة حللاً مبهجة !!

أوراقك المائية ،
غدت بها ذائقتنا مروية !

جميل جداً جداً،
تقديري و شكري

غنى طارق 09-29-2011 12:46 PM




،*

أنشودة المطر .. و غَيمتُك التيِ أمطرتْ على أرواحنا السَحر
فأخضرت براعمُ الحرفْ و أنتشت الإبجدية لهكذا ترَف ..
كُلُ ورقةٍ تتكَلم ناطَقة بعمقْ إحساسكْ و كُل نبضٍ خفقَ بعمقنا

مَاذا اقول ............. لو بيدي لقَلدتكَ بوساماً يهزُ عرش الأبداع

:) :2006102523424873:


الساعة الآن 04:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.