منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مَطَرْ ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=28858)

فرحَة النجدي 11-27-2011 12:38 AM

مَطَرْ !
 




http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...1d91624756.jpg


- كُلما نضجتُ أكثر كُلما أَحسستُ بِمعنى الفقدِ أَكثر ،
وَ هكذا حَتى أَذوي فَأموتُ فقْداً !





كَكلِ الأشياءِ الجميلةِ في حياتي هو المَطر ،
و رائحةُ الطينِ المتكونِ بعد سقوطِه !
لثلاثةِ أعوامٍ خلت ، لم أفرح بالمطر ،
كنتُ لا أفرح به برغم تلهفي عليه ،
و لا أعلمُ كيفَ أمكنني جمعُ نقيضين !
إلّا هذا العام ، كان الأمر مختلفاً تماما .
فقلبي خالٍ من أمنياتٍ مُعاقة !
حاولتُ بدأ مراسمِ الفرح بابتسامة ،
فباغَتني الحزن فجأة !
أخبرتُكم من ذي قبل ،
أنا أشكُ بأن بيني و بينَ الحزنِ صلةُ رحمٍ
لذا لا ينفكُ عن وصلي بكل إخلاصٍ و مَودة !
كان المطرُ يهطل مذ ساعاتِ الفجرِ الأولى ،
و ما شعرتُ بهِ حتى اشتد !
و كان أولُ شيءٍ تذكرته و أنا أحاول إزاحة آثار النومِ عن عيني هو :
راشد !
حدثتُني ، أن تربة قبره الآن تُبَلل !
فأردفت أن يا ربِ اغسله بالماء و الثلج و البرد !
أردت أن أشعرَ به و المطر ،
فتناولت عِطره و أسبغتُ منه عليّ ،
ثم مددتُ يدي خارجَ نافذتي ، فتبللت ،
و انزلقت عنها حبيباتُ المطرِ مُنحدرة منها إلى الأسفل !
تذكرتُ وجنتا أبي يوم أن بكـاه ،
تذكرتُني و أنا لأول مرةٍ في حياتي أبكي بمرارة !
يا الله !
إنني لأتذكرُ و طعم الدُموع المُرة تغسل فمي !


عام جديد هاه ، و ابتدأ بالمطر ،!
على عكس الأعوامِ التي مضت .
إنَّ عاماً إفتُتح بمطر لهو حقيقٌ بأن نتفاءل به !
و مع ذلك وجدتُني أبكي ،
فالأعوام التي تذهب تفصلني و تُبعدني عن راشد كثيراً ،
و لا أرى أن رؤيا أمي تحققت ،
و لا أراني إلّا مُتمسكة بجلبابِ الذكرى كلما كبرتُ
و تقدم بي العمر أكثر !


لامتزاج الدُموع بالمطر ، لذةٌ لا مُتناهية .
و لا أعلمُ بالضبط كيمياءَ هذه اللذة .
حسنٌ تستطيعون القول بأنني
أجهل وصف و سبب كثيرٍ مما أشعر به ،
لا سيما ما يتزامن من مشاعري و المطر !


كلا صدقوني ، أنا لستُ حَزينة .
أنا فقط أُحاول أن أرسمَ الصباحَ الماطِر على تربةِ الفقدِ في داخلي ،
عسى أَن ترويه فيُزهر يوماً ما بما أحبُ و أشاء !


- و اللهِ لا زِلتُ مؤمنة بأن ما لم يجلبه لي المطر لا خير فيه أبداً .!





قابل للنقد حتماً !

يحيى الحكمي 11-27-2011 01:38 AM

مصافحة .. ولي عودة ..

أحببت أن يضمني أول الوبل

..












..

إبراهيم الشتوي 11-27-2011 09:08 AM

وأي مطر معشوشب بالحزن والمزن في سماء الذات المحملة بطين الوله وحنين أروح ليست مهملة ، فأتى هذا النص متكئا على " المطر " كثيمة رئيسة تتحرك بها محاور النص ودلالاته ، إذ أن التكرار هنا هو تكرار كلمة " مطر " التي وردت في النص (12) مرة ابتدأ من العنوان الذي أسس للقارئ فضاءه الخاص به ، كما أن النص يتكئ من جهة أخرى على تقنية الفلاش باك / الذاكرة الماضوية ، في سرد نثري ، متضمخ قطرات المطر برمل الذاكرة التي لا تهدأ ، كما أن هناك محاولة لإشراك القارئ في تفاعلية تبادلية بين دلالة المطر ودلالة الحزن ومدى تنمية المحور الدرامي في عملية بناء النص السردي في قولها :

(حسنٌ تستطيعون القول بأنني )
(كلا صدقوني ، أنا لستُ حَزينة .)
وما ينقص هذا النص في نظري افتقاده للصورة الفنية التي تعتبر أهم عناصر النص ، وباعتباره عنصر رئيس لشحذ ذهن المتلقي وتعبيرا عن مدى نضج التجربة الأدبية عموما ، عدا في بعض المواضع مثل (بجلبابِ الذكرى / تربةِ الفقدِ في داخلي) وحتما سنجد في النص القادم مثل تلك الصور الفنية التي تعتمد على التشخيص و التجسيد والتجسيم في رسمها ، وأنتِ بالطبع ملمة بهذه الأدوات ولكن يجب تفعيلها أكثر ، ليثمر النص بالوحة مكتنزة بالإبداع والنعناع ..

القديرة ... فرحة النجدي
حضوركِ حبور ومدادكِ مطر ..
فمزيدا من الهطول لترتوي الذائقة ..
دمتِ باسقة وارفة .

رُوح 11-27-2011 04:24 PM

(( أتعلمين أيّ حزن يبعث المطر ؟ ))

هذا أول ما دار بذهني حين بدأت بقراءة سطورك يا فرحة ..

أفهم أنّ الإنسان قد يستطيع الحديث عن أحزان سابقة ، دون أن يستحضر ذات الشعور بالحزن
هو يذكر كيف كان ! وكيف أحسّ ! و كيف أحسّ من حوله ..
لكنّه لا يعاود خوض أحاسيسه مرّة أخرى ..

هو فقط : يتأمّل حاله .. ويُغرق في الحنين ..
يحنّ لنفسه .. لقلبه .. حتى لأحزانه !
هل يفتقد المرء أحزانه ؟
نعم ، إنّه يفتقد كلّ ما يجعله حيّا ،
ولا شيء يُحيي إنسانية الإنسان أكثر من الحزن !!

نصّ قريبٌ من النفس يا صديقة الألمين ؛ الحزن والتعب !!

راكان العنزي 11-28-2011 12:33 AM








- كُلما نضجتُ أكثر كُلما أَحسستُ بِمعنى الفقدِ أَكثر ،
وَ هكذا حَتى أَذوي فَأموتُ فقْداً !




ولعمري ي فرحة ,
لقد اختصرتي الكثيرَ الكثيرَ هُنا ,
وهو الإجابة التي عجزتُ أن أكتبها لسؤال أحدِ أهمِّ المارين بحرفي هذا اليوم , كلما مرّ يومٌ اتسعَ الثُّقب داخلَ الصّدر ,



المطرُ والحُزن , ورائحةُ عطرِ راشد رحمهُ الله , ودموعُ الوالد وابنته , ورؤيا السيدة الفاضلة , ولذةُ الأشياءِ والمصدرُ المجهولُ لها , كلُّها لا تعبرُ يَ فرحة ,



والأن : يدانِ تُرفعان ولسانٌ يلهجُ وأبوابُ سماءٍ سَ تُفتحُ ولا ريب

عُلا 11-28-2011 05:47 PM

يقولون إنّ المطر يغسلُ كلّ شيء!!!
لن يغسل الذاكرةَ ممّا فيها قطعا!!
لكنّهُ سيغسلُها لتكون ذاكرةً بيضاء، تُحيي النبضَ من جديد
وإن كانَ برفقةِ الحزن!


كلّ الودّ لقلبك الدافئ

يحيى الحكمي 11-30-2011 03:50 PM

إنَّ عاماً إفتُتح بمطر لهو حقيقٌ بأن نتفاءل به !
و مع ذلك وجدتُني أبكي ،
فالأعوام التي تذهب تفصلني و تُبعدني عن راشد كثيراً ،
و لا أرى أن رؤيا أمي تحققت ،
و لا أراني إلّا مُتمسكة بجلبابِ الذكرى كلما كبرتُ
و تقدم بي العمر أكثر !




التمتمات اللاواعية لا تنفَك من عقولنا

في المطر الغاسل وغيره ،،

وجلباب الذاكرة لا يقينا من مطر الحلم ..

،،





..

همس الحنين 12-01-2011 08:53 PM



"~جذوة والله هي جذوة لا تنطفيء و إن تسلل الفرح
رغماً عنها ~ "

فرحة

أنت نبض بإختلاف


مودتي


الساعة الآن 01:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.