![]() |
مَطَرْ !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...1d91624756.jpg - كُلما نضجتُ أكثر كُلما أَحسستُ بِمعنى الفقدِ أَكثر ، وَ هكذا حَتى أَذوي فَأموتُ فقْداً ! كَكلِ الأشياءِ الجميلةِ في حياتي هو المَطر ، و رائحةُ الطينِ المتكونِ بعد سقوطِه ! لثلاثةِ أعوامٍ خلت ، لم أفرح بالمطر ، كنتُ لا أفرح به برغم تلهفي عليه ، و لا أعلمُ كيفَ أمكنني جمعُ نقيضين ! إلّا هذا العام ، كان الأمر مختلفاً تماما . فقلبي خالٍ من أمنياتٍ مُعاقة ! حاولتُ بدأ مراسمِ الفرح بابتسامة ، فباغَتني الحزن فجأة ! أخبرتُكم من ذي قبل ، أنا أشكُ بأن بيني و بينَ الحزنِ صلةُ رحمٍ لذا لا ينفكُ عن وصلي بكل إخلاصٍ و مَودة ! كان المطرُ يهطل مذ ساعاتِ الفجرِ الأولى ، و ما شعرتُ بهِ حتى اشتد ! و كان أولُ شيءٍ تذكرته و أنا أحاول إزاحة آثار النومِ عن عيني هو : راشد ! حدثتُني ، أن تربة قبره الآن تُبَلل ! فأردفت أن يا ربِ اغسله بالماء و الثلج و البرد ! أردت أن أشعرَ به و المطر ، فتناولت عِطره و أسبغتُ منه عليّ ، ثم مددتُ يدي خارجَ نافذتي ، فتبللت ، و انزلقت عنها حبيباتُ المطرِ مُنحدرة منها إلى الأسفل ! تذكرتُ وجنتا أبي يوم أن بكـاه ، تذكرتُني و أنا لأول مرةٍ في حياتي أبكي بمرارة ! يا الله ! إنني لأتذكرُ و طعم الدُموع المُرة تغسل فمي ! عام جديد هاه ، و ابتدأ بالمطر ،! على عكس الأعوامِ التي مضت . إنَّ عاماً إفتُتح بمطر لهو حقيقٌ بأن نتفاءل به ! و مع ذلك وجدتُني أبكي ، فالأعوام التي تذهب تفصلني و تُبعدني عن راشد كثيراً ، و لا أرى أن رؤيا أمي تحققت ، و لا أراني إلّا مُتمسكة بجلبابِ الذكرى كلما كبرتُ و تقدم بي العمر أكثر ! لامتزاج الدُموع بالمطر ، لذةٌ لا مُتناهية . و لا أعلمُ بالضبط كيمياءَ هذه اللذة . حسنٌ تستطيعون القول بأنني أجهل وصف و سبب كثيرٍ مما أشعر به ، لا سيما ما يتزامن من مشاعري و المطر ! كلا صدقوني ، أنا لستُ حَزينة . أنا فقط أُحاول أن أرسمَ الصباحَ الماطِر على تربةِ الفقدِ في داخلي ، عسى أَن ترويه فيُزهر يوماً ما بما أحبُ و أشاء ! - و اللهِ لا زِلتُ مؤمنة بأن ما لم يجلبه لي المطر لا خير فيه أبداً .! قابل للنقد حتماً ! |
مصافحة .. ولي عودة ..
أحببت أن يضمني أول الوبل .. .. |
وأي مطر معشوشب بالحزن والمزن في سماء الذات المحملة بطين الوله وحنين أروح ليست مهملة ، فأتى هذا النص متكئا على " المطر " كثيمة رئيسة تتحرك بها محاور النص ودلالاته ، إذ أن التكرار هنا هو تكرار كلمة " مطر " التي وردت في النص (12) مرة ابتدأ من العنوان الذي أسس للقارئ فضاءه الخاص به ، كما أن النص يتكئ من جهة أخرى على تقنية الفلاش باك / الذاكرة الماضوية ، في سرد نثري ، متضمخ قطرات المطر برمل الذاكرة التي لا تهدأ ، كما أن هناك محاولة لإشراك القارئ في تفاعلية تبادلية بين دلالة المطر ودلالة الحزن ومدى تنمية المحور الدرامي في عملية بناء النص السردي في قولها :
(حسنٌ تستطيعون القول بأنني ) (كلا صدقوني ، أنا لستُ حَزينة .) وما ينقص هذا النص في نظري افتقاده للصورة الفنية التي تعتبر أهم عناصر النص ، وباعتباره عنصر رئيس لشحذ ذهن المتلقي وتعبيرا عن مدى نضج التجربة الأدبية عموما ، عدا في بعض المواضع مثل (بجلبابِ الذكرى / تربةِ الفقدِ في داخلي) وحتما سنجد في النص القادم مثل تلك الصور الفنية التي تعتمد على التشخيص و التجسيد والتجسيم في رسمها ، وأنتِ بالطبع ملمة بهذه الأدوات ولكن يجب تفعيلها أكثر ، ليثمر النص بالوحة مكتنزة بالإبداع والنعناع .. القديرة ... فرحة النجدي حضوركِ حبور ومدادكِ مطر .. فمزيدا من الهطول لترتوي الذائقة .. دمتِ باسقة وارفة . |
(( أتعلمين أيّ حزن يبعث المطر ؟ ))
هذا أول ما دار بذهني حين بدأت بقراءة سطورك يا فرحة .. أفهم أنّ الإنسان قد يستطيع الحديث عن أحزان سابقة ، دون أن يستحضر ذات الشعور بالحزن هو يذكر كيف كان ! وكيف أحسّ ! و كيف أحسّ من حوله .. لكنّه لا يعاود خوض أحاسيسه مرّة أخرى .. هو فقط : يتأمّل حاله .. ويُغرق في الحنين .. يحنّ لنفسه .. لقلبه .. حتى لأحزانه ! هل يفتقد المرء أحزانه ؟ نعم ، إنّه يفتقد كلّ ما يجعله حيّا ، ولا شيء يُحيي إنسانية الإنسان أكثر من الحزن !! نصّ قريبٌ من النفس يا صديقة الألمين ؛ الحزن والتعب !! |
- كُلما نضجتُ أكثر كُلما أَحسستُ بِمعنى الفقدِ أَكثر ، وَ هكذا حَتى أَذوي فَأموتُ فقْداً ! ولعمري ي فرحة , لقد اختصرتي الكثيرَ الكثيرَ هُنا , وهو الإجابة التي عجزتُ أن أكتبها لسؤال أحدِ أهمِّ المارين بحرفي هذا اليوم , كلما مرّ يومٌ اتسعَ الثُّقب داخلَ الصّدر , المطرُ والحُزن , ورائحةُ عطرِ راشد رحمهُ الله , ودموعُ الوالد وابنته , ورؤيا السيدة الفاضلة , ولذةُ الأشياءِ والمصدرُ المجهولُ لها , كلُّها لا تعبرُ يَ فرحة , والأن : يدانِ تُرفعان ولسانٌ يلهجُ وأبوابُ سماءٍ سَ تُفتحُ ولا ريب |
يقولون إنّ المطر يغسلُ كلّ شيء!!!
لن يغسل الذاكرةَ ممّا فيها قطعا!! لكنّهُ سيغسلُها لتكون ذاكرةً بيضاء، تُحيي النبضَ من جديد وإن كانَ برفقةِ الحزن! كلّ الودّ لقلبك الدافئ |
إنَّ عاماً إفتُتح بمطر لهو حقيقٌ بأن نتفاءل به !
و مع ذلك وجدتُني أبكي ، فالأعوام التي تذهب تفصلني و تُبعدني عن راشد كثيراً ، و لا أرى أن رؤيا أمي تحققت ، و لا أراني إلّا مُتمسكة بجلبابِ الذكرى كلما كبرتُ و تقدم بي العمر أكثر ! التمتمات اللاواعية لا تنفَك من عقولنا في المطر الغاسل وغيره ،، وجلباب الذاكرة لا يقينا من مطر الحلم .. ،، .. |
"~جذوة والله هي جذوة لا تنطفيء و إن تسلل الفرح رغماً عنها ~ " فرحة أنت نبض بإختلاف مودتي |
الساعة الآن 01:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.