منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   نفثة (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=29501)

بثينة محمد 02-17-2012 01:45 AM

نفثة
 
هذا النص يا أصدقاء.. نص غريب كصاحبته. ولا أعني بالغربة الاختلاف! و هو محبب إليّ جدا.. تأخرت في نشره إذ ظننت بحاجتي لتعديله. شعرت به يشدني و يكلمني و يشعرني بالبرد بشكل لا أعهده إلا في نصوص معينة ذات أثر في نفسي.. لا أعلم، لا أعلم. إنه غريب فقط.. كصاحبته!












سأسميه
ما لم نكتشفه بعد، لكننا ندركه..





أحبه، كما أحب الإنصات للريح
كما تشعر بي و تتوقف جانبي
تحتضنني..
كما أحب وحدتي جدا؛
أشعر بالبقاء يهتز.. إذا ما فقدته

كما يهز الموج أصدافه
يعيدها إلى الشاطئ إذا حاولت الهرب
كما أشعر بحاجتي للهدوء
و النوم على رمال الشاطئ لبرهة
إذا ما كانت السماء معقودة نجومها
أتوق إليه جدا..

أقف أمام شجرة،
و أتتبع أغصانها؛ متعانقة!
و يداي وحيدتان جدا
خاويتان جدا

أحيانا؛
أضعف.. أركض حتى توقفني رئتي فزعة
و أسمح لحنجرتي بإطلاق البكاء
حتى يبتل المساء
و يضمني القمر حانيا

لا أعرف حقا
إلى أي مدى أنا أحبه
أو إذا قد قام حبه بحفر مسافات جديدة
و اكتشاف كهوف في زوايا الروح
و خبأ علمه
لا أستطيع التفكير بتركيز
و كلما سألت قلبي
أجهش بالبكاء كالأطفال
حتى يخنق وعيي بالدموع
و يسلمني الدوار الى الهزال

أحاول أن أعد الكواكب حول الشمس
و أحصي الأقمار
فأراه في الشمس
و في الأقمار
و في سطح كل كوكب
و اسم كل منفى
فهل أهرب؟ هل أعود؟
لا قانون للحل
فبحزن أحتار

كلما لبست خاتما غنته أصابعي
و إذا ارتديت قرطا لحنت ذكراه أذناي
و كلما كان ثوبي أجمل
وجدته في مرآتي متبسما
هانئا بمرآي

قل لي
يا بحر
فقلبي لا يجيبني إلا بالشجن
كيف أنساه؟
و كيف أتتبع طرق السحب إلى دنياه؟
أيما تعرف؛ دلني..
يكاد يجعلني الوجد أسيرة بين الماء و الهواء
لا أموت فيبكي علي
ولا أعيش كما يعيش الناس
فلا قلب لي
و روحي هاجرت فرسا
ربما وجدته في الأنهار
أو الغابات و الأخشاب
لكنها تعتنق الحرية دربا إليه
و منذ سنين، لم تجده و لم تعد

فعلمني..
شيئا سحريا
كالإجابات..



الأحد، 18 – 11 – 1432

عبدالإله المالك 02-17-2012 02:52 AM

طُوبى للغرباء !
قد ننصتُ للريح وعلى قلقها نبقى في شدوها
ومن كان أسيرًا بين الماء والهواء حق له أن يسجي على البوح:

قطعة أدبية متفردة بحد ذاتها

أحييكِ يا بثينة محمد

عبدالرحيم فرغلي 02-17-2012 07:06 AM

لك صور يا بثينة تدهشني دوما في نصوصك ..
أحبه، كما أحب الإنصات للريح
لا قانون للحل
يكاد يجعلني الوجد أسيرة بين الماء و الهواء
فعلمني.. شيئا سحريا ..كالإجابات..

نص أراك صورت فيه حبك .. حيرتك .. كأجمل ما يكون ..
والخاتمة جاءت رائعة .. أوقفتني كثيراا عندها لأتعلم .

دمت بكل الخير والجمال

غنى طارق 02-17-2012 08:06 PM



الله يا بثينة
أجدتِ غرس مشاعركِ بأعماقنا
ما أجمل حبكِ ووصفكِ و ما أنقى قلبكِ
هنا
اقتباس:

كلما لبست خاتما غنته أصابعي
و إذا ارتديت قرطا لحنت ذكراه أذناي
و كلما كان ثوبي أجمل
وجدته في مرآتي متبسما
هانئا بمرآي


فالحب دائماً يغرقنا بالاحزان أكثر من الافراح
فهو كل الحياة يا بثينة..كل الحياة:icon20:

فاتن حسين 02-17-2012 09:32 PM



ثورة مشاعر تتدفق من شريان حرفك يـ بثينة..
فتجعلنا نلامس الشفق والشروق..


دمتِ مبدعة..!

فرحَة النجدي 02-24-2012 10:33 PM

اقتباس:

فبحزن أحتار
الحزن لوحده قادرٌ على جعلنا ننبذ الحياة و نهرب منها ،
فكيف به إن كان مصحوباً بِحيرة !


الصور جميلة جداً يا بثينة ،
شكرا لكِ كثيراً .

نادرة عبدالحي 02-25-2012 12:56 AM

وكنتِ كما أنتِ بثينة التي تغسل الليل بتأمل يحمل قضية ما
على أرض ما . اتدفق هنا معكِ بثينة فهي من الله عز وجل
المحبة التي نتدفقها بعنف

بثينة محمد 02-27-2012 06:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك (المشاركة 778357)
طُوبى للغرباء !
قد ننصتُ للريح وعلى قلقها نبقى في شدوها
ومن كان أسيرًا بين الماء والهواء حق له أن يسجي على البوح:

قطعة أدبية متفردة بحد ذاتها

أحييكِ يا بثينة محمد

للريح أصوات عديدة، و نبرات في الكلام.
شكرا جزيلا لك. سعيدة أن مقطوعتي الصغيرة حازت إعجابك.
تحياتي.


الساعة الآن 05:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.