ابتسمْ يا جرحُ واطربْ يا ألمْ
رنِّم الآهاتِ في أحلى نغم
وابعثِ الآمالَ من نارِ الأسى
همما تلمعُ شمسا تضْطرم
وارتسمْ في غَيهبِ اليأسِ سنا
أبيضَ الآمالِ وضاحَ الحُلُم
أيّهذا المشتكي من نفسِه
اخلعِ الشكوى وللدنيا ابتسم
عجبا للشمس يكويها اللظى
وسناها ضاحكُ الثغرِ أعَمّ
تعشقُ الدنيا وتبكيها! فمن
يرتضى حُبا على هم وغم؟
وترى الأمسَ فتبكي ندما
آهِ لو يُرْجعُ ما فاتَ ندم
انظرِ النملةَ وافهمْ درسَها
وارْنُ للبدرِ يُغني في الظُلم
واسرقِ البسمةَ من مِخْبئها
واجلبِ الآمالَ من بئرِ الألم
صفحةُ الأيامِ في أسطُرِها
أمنياتٌ تَتخطّى كقلم
ترمقُ الآتي وما خبأه
منْ جمالٍ خلفِ آفاقِ السَحَم
أيهذا لم يفُتْ شيءٌ ولمْ
يُدفنِ العالمُ في قبرِ العدم
هذه الأيامُ نادتكَ لكي
تتعالى بأمانيكَ فقم
وامتطِ العزمَ حصانا وانطلق
للمعالي ومع الصعبِ انسجم
لا تهبْ إن المعالي تنحني
للذي جدَّ وعانى وعزم
أيهذا المشتكي من دائه
إنما داؤك شكواك السقم
أيهذا المشتكي من فقره
لِمَ تخشى ومنَ اللهِ النعم
فارفعِ الرأسَ ولا تدمعْ فما
بطريقِ الدمعِ ترقى للقمم
تلكمُ أسطورةُ اليأسِ انطوت
وصراخُ الجرحِ بالشدو انكتم
والدياجيرُ بعينيكَ زهت
نيراتٍ بفوانيسِ الهمم
وصحاري الغدِ قد أخصبها
مطرُ العلم تهامى بالديم
ولهيبُ الخوفِ يُطفيه الرجا
بيقين في الحنايا يرتسم
هذه نفسك جرِّدْها وكن
في سماء العزِّ مرفوعَ العلم
كي أرى عمرَك يزهو بالرضا
وختامَ العمر بالمسك انختم