منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   أين الخطأ ؟ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31157)

إيمان إبراهيم 09-07-2012 02:25 AM

أين الخطأ ؟
 
زخــــــــــــــــــــــــات

في الزمن القديم كان التعليم محرم على المرأة بالرغم من أن الإسلام قد حلله، ولكن العادات والتقاليد جاءت لتحرم الكثير مما حلله الله تعالى، فقلبت موازين كثيرة، وبنت حواجز عسيرة ليس لها أي هدف ولا رؤية إلا إلحاق الأذى والقهر فالقلوب القوية والضعيفة. كانت الفتاة قديماً تلعب وتلهو، وبمجرد تحولها إلى امرأة، تُحبس عن العيون، وتعاون في أعمال المنزل، لا هدف لها غير انتظار العريس... يبدأ الخطاب بالتقدم لها بداية من سن الثانية عشر، وتًقدم قرباناً لمن يكبرها بأربعين أو خمسين سنة أو حتى أكثر إلا من رحم الله تعالى... لم يكن للفتاة رأي آن ذاك، فهي قليلة الحيلة مكسورة الجناح، غير متعلمة ولا تملك سلاحاً يقيها غدر الزمان... فيكون اختيار الأهل هو الأخير لها لمعرفتهم الموهومة بالغيب. وهكذا تبحر سفينة الحياة بالإثنين وتمر بأمواج وإعصار، ولكن الطلاق نادراً مايعرف طريقه إلى ألسنتهما أو حتى إلى قلوبهما، فهو عيب على الرجل وتقليل من شأنه أمام القبائل، فزوجته قدره، قد لصقت به حتى آخر نفس فالحياة، ولا بد في النهاية من أن تحط السفينة في المرسى. آن ذاك كان الرجل جلد وخشن، ذو حكمة،عصرته الحياة وأطعمته من الصبر ما شبع، ومهما تفاقمت الأمور فالمياه تعود إلى مجاريها وواقع ارتباطهما أبدي، لا يعتريه تغيير إلا ماندر.
أما المرأة إذا ما لقت الظلم من زوجها وشربت العلقم من تصرفاته، فهي لا بد من أن تخنع وتطأطئ رأسها أمام الألم، وتستسلم لقدرها الذي إن طلبت الطلاق منه فستعود ذليلة إلى بيت أهلها، غير سالمة من العيون الفضولية والألسنة السامة، فلا علم يسندها ولا مستقبل مشرق ينتظرها، فتفضل العيش في نار بيت زوجها...
أما في هذا القرن فقد تغير الحال، وعرفت التوعية طريقها لعقول جمة، وأصبح من الضروري تعليم الفتاة، وتحول العمل في حياتها إلى شيء أساسي... أصبحت المرأة مصدر رزق لنفسها، فهي بذلك ليست بحاجة إلى رجل يلبي طلباتها، ويقوم بأمورها، ويمسك بخناقها... فتعلمت كيف تكون ذات كلمة مسموعة، وصوت يملأ السموات السبع... وأصبح الزواج لها كما تقول بعضهن: "إكسسوار أتزين به" أو "تلبية لحاجة فطرية" والأكثر: "نريد طفلاً ثم الطلاق والحرية" ... آراء مختلفة والسبب واحد وهو أن المرأة لم تعد بحاجة إلى الرجل البنك...
تحولت الحياة بينهما في الأغلب إلى ساحة معركة، وترفرف تغريدة الطلاق في كل زاوية من زوايا البيت القابل للانهدام... فكثير من الفتيات أصبحن ذات سطحية، وعقول صغيرة تجري وراء الجديد، مستخفة بكل شيء حولها، لا تعي لحجم المسؤولية، ولا تدير بالاً للعواقب الوخيمة... تخلت عنها الحكمة وهجرها الصبر، فلم تعد تتحمل كلمة أو تصرف إلا وهددت بالخلع.
وكذلك الرجال أصبح بعضهم لا يخافون الله تعالى في العرض، ولا يسترون العيب، فتتجلجل الفضايح في قاعات المحاكم والمجالس، غير آبهين لسمعة أو شرف.... وهكذا، غدت الحياة مستحيلة، تأبى الاستمرارية...
والمصيبة الأعظم، أن يكون الرجل ذو عيب في الأخلاق، أو متعلق بهوى من لا يرضى الأهل أن تكون زوجة له، فالحل في نظر الأهل هو تزويجه من أي فتاة على حسب مزاجهم، ثم تقع الطامة على حياة الاثنين!
نحتاج إلى التوعية منذ الصغر، وحرية الاختيار الذي فرضها الإسلام، وتوعية بعض الأهل الذين يظنون أن رمي الرجل بعيوبه على عاتق فتاة لا ذنب لها فعلاً خيراً... فلا يفيد بعد طلاقهما ندم ولا عض الأصابع...
فالحل في الوسطية وأخذ إيجابيات القديم والحديث، والرجوع إلى قصص الرسول والصحابة، والتعلم من مؤسس الإسلام حسن التعامل والتصرف في أشرف علاقة على وجه الأرض... فقد اكتفينا من دمار الأسر وتشتت الأطفال وموت الضمير.
إيمان إبراهيم

علي آل علي 09-07-2012 03:59 AM

إن التحكم في حرية الاختيار للرجال والنساء سبب في انتشار فساد نحن في غنى عنه ، وكثيرون هم أولئك من انتهى بهم المطاف إلى حياة روتينية لا معنى للحياة فيها ولا التربية لأبناء تربية سليمة ، إن معاني الارتباط الأسري تكمن في الألفة والمحبة والتوافق بنسبة كبيرة حتى يتجسد لتلك الأسرة كيانًا مثاليًا يشار إليه من قبل المجتمع ويحترمه ويشيد به ..

ولا يكون ذلك إلا بتأسيس سليم في حرية اختيار المرء لزوجه من يرى فيها تكميلًا له وأيضا حال ذلك حال المرأة والتي ترى في زوجها الفكر المناسب والعقل المدبر الذي يكفل لها حياة راقية بكل معنى ...

تحية وتقدير لك يا أيمان على هذا الحضور الأول والذي يشار إليه كقلم راقي ومهذب جدًا ..
ودمت بكل خير

إيمان إبراهيم 09-07-2012 02:28 PM

السلام عليكم،
بالضيط أخوي هذا ما أنادي به حرية الاختيار التي منحنا إياها الله تعالى في اختيار شريك الحياة..والتخلص من ضغط العادات والتقاليد في التحكم باختياراتنا...للحد من ظلم الطرف الآخر والطلاق الذي لايذهب ضحيته إلا الصغار...
وشكرا على الرد..

عبدالإله المالك 09-08-2012 02:07 AM

الفاضلة إيمان


أولا حييت أهلا وسهلا

ومرحبا بهتان مطرك

وفي الأخير . .

جنحت _ باللغة إيما تجنيح

والمرأة نصف الرجل

وكذلك

الرجل نصف المرأة


كلاهما نصف مكمل للآخر . .


تقبلي ودي

إيمان إبراهيم 09-08-2012 02:13 AM

تسلم أخوي عبد الإله على المرور والرد ... وبالتأكيد كلاهما يكمل الآخر...

سيرين 07-09-2021 12:54 PM

مقال راااااائع
كما لو كان استبصارا من عشر سنوات لم وصلنا اليه اليوم من ازدياد حالات الطلاق التي قاربت 50 فالميه
نعم
تخلت عنها الحكمة وهجرها الصبر، فلم تعد تتحمل كلمة أو تصرف إلا وهددت بالخلع.
نعم
لم يعد للزواج قدسيته ولا الاختيار السليم بل اصبح كما قالت كاتبتنا مجرد هروب من لقب عانس او لتحظى بالامومه ثم تطلب الخلع
وكان الحل الامثل كما ذكرت كاتبتنا وهو الدمج بين القديم والحديث وان يكون لنا الاقتداء في رسولنا صلوات الله علية
شكرا مبدعتنا ايمان ابراهيم ودام فكرك المنير لروحك الود والسلام

\..:34:

عبدالله عليان 08-09-2021 10:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان إبراهيم (المشاركة 819336)
زخــــــــــــــــــــــــات

في الزمن القديم كان التعليم محرم على المرأة بالرغم من أن الإسلام قد حلله، ولكن العادات والتقاليد جاءت لتحرم الكثير مما حلله الله تعالى، فقلبت موازين كثيرة، وبنت حواجز عسيرة ليس لها أي هدف ولا رؤية إلا إلحاق الأذى والقهر فالقلوب القوية والضعيفة. كانت الفتاة قديماً تلعب وتلهو، وبمجرد تحولها إلى امرأة، تُحبس عن العيون، وتعاون في أعمال المنزل، لا هدف لها غير انتظار العريس... يبدأ الخطاب بالتقدم لها بداية من سن الثانية عشر، وتًقدم قرباناً لمن يكبرها بأربعين أو خمسين سنة أو حتى أكثر إلا من رحم الله تعالى... لم يكن للفتاة رأي آن ذاك، فهي قليلة الحيلة مكسورة الجناح، غير متعلمة ولا تملك سلاحاً يقيها غدر الزمان... فيكون اختيار الأهل هو الأخير لها لمعرفتهم الموهومة بالغيب. وهكذا تبحر سفينة الحياة بالإثنين وتمر بأمواج وإعصار، ولكن الطلاق نادراً مايعرف طريقه إلى ألسنتهما أو حتى إلى قلوبهما، فهو عيب على الرجل وتقليل من شأنه أمام القبائل، فزوجته قدره، قد لصقت به حتى آخر نفس فالحياة، ولا بد في النهاية من أن تحط السفينة في المرسى. آن ذاك كان الرجل جلد وخشن، ذو حكمة،عصرته الحياة وأطعمته من الصبر ما شبع، ومهما تفاقمت الأمور فالمياه تعود إلى مجاريها وواقع ارتباطهما أبدي، لا يعتريه تغيير إلا ماندر.
أما المرأة إذا ما لقت الظلم من زوجها وشربت العلقم من تصرفاته، فهي لا بد من أن تخنع وتطأطئ رأسها أمام الألم، وتستسلم لقدرها الذي إن طلبت الطلاق منه فستعود ذليلة إلى بيت أهلها، غير سالمة من العيون الفضولية والألسنة السامة، فلا علم يسندها ولا مستقبل مشرق ينتظرها، فتفضل العيش في نار بيت زوجها...
أما في هذا القرن فقد تغير الحال، وعرفت التوعية طريقها لعقول جمة، وأصبح من الضروري تعليم الفتاة، وتحول العمل في حياتها إلى شيء أساسي... أصبحت المرأة مصدر رزق لنفسها، فهي بذلك ليست بحاجة إلى رجل يلبي طلباتها، ويقوم بأمورها، ويمسك بخناقها... فتعلمت كيف تكون ذات كلمة مسموعة، وصوت يملأ السموات السبع... وأصبح الزواج لها كما تقول بعضهن: "إكسسوار أتزين به" أو "تلبية لحاجة فطرية" والأكثر: "نريد طفلاً ثم الطلاق والحرية" ... آراء مختلفة والسبب واحد وهو أن المرأة لم تعد بحاجة إلى الرجل البنك...
تحولت الحياة بينهما في الأغلب إلى ساحة معركة، وترفرف تغريدة الطلاق في كل زاوية من زوايا البيت القابل للانهدام... فكثير من الفتيات أصبحن ذات سطحية، وعقول صغيرة تجري وراء الجديد، مستخفة بكل شيء حولها، لا تعي لحجم المسؤولية، ولا تدير بالاً للعواقب الوخيمة... تخلت عنها الحكمة وهجرها الصبر، فلم تعد تتحمل كلمة أو تصرف إلا وهددت بالخلع.
وكذلك الرجال أصبح بعضهم لا يخافون الله تعالى في العرض، ولا يسترون العيب، فتتجلجل الفضايح في قاعات المحاكم والمجالس، غير آبهين لسمعة أو شرف.... وهكذا، غدت الحياة مستحيلة، تأبى الاستمرارية...
والمصيبة الأعظم، أن يكون الرجل ذو عيب في الأخلاق، أو متعلق بهوى من لا يرضى الأهل أن تكون زوجة له، فالحل في نظر الأهل هو تزويجه من أي فتاة على حسب مزاجهم، ثم تقع الطامة على حياة الاثنين!
نحتاج إلى التوعية منذ الصغر، وحرية الاختيار الذي فرضها الإسلام، وتوعية بعض الأهل الذين يظنون أن رمي الرجل بعيوبه على عاتق فتاة لا ذنب لها فعلاً خيراً... فلا يفيد بعد طلاقهما ندم ولا عض الأصابع...
فالحل في الوسطية وأخذ إيجابيات القديم والحديث، والرجوع إلى قصص الرسول والصحابة، والتعلم من مؤسس الإسلام حسن التعامل والتصرف في أشرف علاقة على وجه الأرض... فقد اكتفينا من دمار الأسر وتشتت الأطفال وموت الضمير.
إيمان إبراهيم

.
سؤال عميق جدا وكبير
ومقال جدا آسر وروحاني
شكرا أ. إيمان لهذه الزخات العاطرة والماطرة غيرة وحيرة
الله عليك



الساعة الآن 06:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.