![]() |
عندما حدّثتني النخلة
عندما حدّثتني النخلة التقيتها في إحدى شوارع بلادي التي هجرتها منذ شهور طويلة، استوقفتني قامتها واستحال مروري بجانبها إلى وقفةٍ محتومة.. حدّثتني نخلة "سنابس".. عن شوقها لما كانت تراه، وحنينها لما كانت تسمعه، وعن عذابها لما آل عليه حالها: حال من حولها منذ سنتين انصرمتا، وما زال عذابها قائما... حدّثتني فقالت: "كانوا يمرحون حولي وهم صغار، وكانت أحاديثهم وأهازيجهم بل وحتى تعابير وجوههم حبلى بآمالٍ وطموحات كنت أفخر بوجودي بينها ليل نهار... كانوا يتعلمون ويمرحون معاً، وكانوا أصدقاء بل إخوة.. جمعتهم ظروف الحياة وصعوبتها ولم يفرقهم إلا سفر أو موت.. كانوا وكانوا.. وكنت أكبر بين ما كانوا عليه.. " ثم صمتت سارحة. فسألتها .. ماذا بعد؟ فردت دامعة: "تألموا.. فآلموا.. وخُدعوا بمن أبطن السوء فأجرموا !" وسالت دموعها دماً طرّى جروحي وعرّاها.. فقلت: وماذا رأيتِ؟ فقالت: إخوةً خانوا إخوتهم، ورجالاً حموا بلادهم فاستبيحت دماؤهم، وشعباً تكالبت عليه المؤامرات فدفع صغاره الثمن، نعم: دهسوا رجال أمنهم.. واستباحوا إنسانية إخوتهم.. وأنا هنا أراقب دون حيلة .. ولا أدري: هل أدعو لهم أم أدعو عليهم.. ولكني موقنة بأنني ما زلت هنا.. حتى يزول الألم. منار عبدالعزيز – القمرا ديسمبر 2012 |
وشهد شاهد من أهلها ..
منار / القمرا بوح يليق بي التوقف عنده . طابت أيامك . |
النخلة .. عبق التأريخ .. وجغرافيا الزمن
في قامتها تصغر القمم وتعلو الهمم وفي سعفها وصل للمجرة ودوران في الأفلاك شاهد الزمن واقف علينا يحكي ويتحدث عن الماضين وأخبارهم والحاضرين وشموخهم وانكسارهم! لكِ صلاة من صلوات النخيل يا منارُ |
حوار ما بين نخلة وإنسان
نخلة تُعاني من ألم المَ في البشرية للنخلة حديث هرم حكيم عاش وعايش أجيال ولصمتها جروح طرية ... منار إلتفتُ لنخلة تقطن حينااا فوجدتُ لها من العيون والمشاعر كالتي نمتلكها .. منار لا تطيلي الغياب فالكلمة صاحبة الرائ الرشيد نتوق إليها |
لايجيد مخاطبة النّخلة إلا من كان ذا شموخ كقامتها
منار ..قرآءة مختلفة لي هذا المساء سلاماتي |
اقتباس:
أخي محمد فرج لستُ من أهل النخلة كقاطنة.. ولكني من أهلها كبحرينية :) لقد وقفت تلك النخلة بالذات ومن بجوارها على أحداثٍ تشيب الرأس.. وفي حالتها: تجفف السعف! شاكرة لك هذا الوقوف الطيب.. دمت بخير |
اقتباس:
أخي عبدالإله.. فعلا، هي كذلك.. أحيانا يترائى لي بأنها تحفر الذكريات في جذعها المليء بالحفر والتجويفات التي تذكرني بوجه جدي رحمه الله.. دمت بأفضل حال |
اقتباس:
غاليتي نادرة.. شهادة تشرفني جدا بل وتدفعني للعودة إلى الكتابة الفصحى من جديد.. فجراحنا المتعلقة بالوطن ما زالت تعاني الإهمال والتشويه... للأسف الشديد.. ما زلنا نكافح لننسى ونعاني لنتكيف مع الحياة اليومية بروحٍ كالتي كانت في الماضي، قبل فبراير 2011..! لك خالص الود :34: |
الساعة الآن 12:21 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.