وطنٌ لايملكهُ أحد!
خرَابٌ ينبُتُ في كفِّي ، وأنا لا شيء في عينِ السَّماء ، سوى هفوَّة حطَّت على أيدي الحَيَاة فملأتها خَرَابَا,,,,! أتساءلُ؛ كم جلاداً في رحم الحياة يقترف إثم الصمت دُون جَلَبةٍ، على أن لايُخرج منها مُكبا على حصادِ حرفهِ؟! أُعزفْ ياصديقي فوق صدري، وترفَّق ! لك أوردتي أوتاراً لمُوسيقى الليَّل الحزين، شفاهي أغنيةٌ للُفقراء الذين يَهِبُون آذانهُم قَرابِيناً للجُوع من الأحلام، عيّنايّ نافذتانِ مُشرَّعتان للريحِ التي تنتقمُ في هجْعَةِ الظلام من هاجسِ خوف اليتامى ، أن تصحُوا الشَّمس وهُم عرايا إلاَّ من صدقةِ مُرائِي! رتِّبْ أبجديّةِ الحياة في عيني ، أعدْنِي إليّ، أعدْنِي إليّ ، أعدْنِيّ إليّ .. ! فما أنا سوى فاكهة تبرّأ منها الغُصن قبل أن تنضُج. فسقطت بمُحاذاة ظلِ الشَجرة ، ترنوا أن تتسلَّق جذعها كيّ يكتمل نصيبها من النُضج! عدِّلْ موضِع الصُّورة المائلة لوجهِي العتيق، ذلكَ المُعلق على حائطِ الكتمان ، بمقدارِ زاوية من الخيبة ، وألفٍ من النسيان، وأنتبه ألا يميل وجهكَ معي! انتشلنِي من هذه الفوضى التي علِقْتُ بها منذ زمنٍ أغبَرْ ، زمنٌ تشابهت فيه الألوان بأشباهها من الكلماتِ المُزركشة ، أختلطَتْ الحَقائِقُ بالأكاذيب المُغربلة ، زمنٌ تُرتدى فيه الأقنِعة كما يرتدِي أحدهُم جوربه! ثم يتساقط القِناع تلو الآخر كما تسقطُ الجوارب العَفِنة من فوق حبل غسيلٍ /كذبٍ مُهْتَرِئ بعد أن بصقتها الشمس وشردتها الريح! هذه الغُربةُ ياصديقي تتدلَّى من عينيّ كقنديلٍ مهجُور، تعرّفْ عليها دَعْهَا تمتزجُ وغُربتكَ، ربما أسِير وإيَّاك في منفَى تتَحِدُّ فيه مشاعرُ الغُرباء فيكوِّنوا وطناً صلداً أغرّ، لا يهتَّز تحتَ وطأة الكراسي وثرثرة الألسُن! وطنٌ طَاهرٌ لاتُدنسَّة الثروات ، وطنٌ ثروة بحد ذاته ، لايخَافُنَا لكنَّنَا نَهابَهٌ ، نغدو و نجِيء إليه دُون أن نُقدِّم له هويّة أسمَاءِنا ، تلك التي لم نخْتَارهَا أصلاً، أسماءٌ لا نقِرُّ بها، بقدر ماهي مُلتصقةٌ بنا ، فصَارتْ تُشبهنا أو نُشبهها .. لا أدري من منَّا في الحقيقة يُشبه الآخر..نحنُ أم أسماءنا؟!! نحن أم أوطاننا؟! نحنُ أم ثوراتنا؟! نحنُ أم ثراواتنا؟! وطنٌ يبكِي لأجلنا حين نفتِقر لإبتسامة تمنحُنا صكاً للحياة بعِزّة . يُقيم على شرفِ أوجاعنا ثوراتٌ لا تطأها أقدام الغَجرْ من شاربِي الدِّماء، وطنُ لا يتآمر علينا في الخَفَاء، ولايخلطُ دمائنا بالماء فيستهينُ بسفْكِها ، وطنٌ يُهذِّبنا فيُعلمنا أن للجارِ حُرمة، فلا يُرمي جاره بالطُوب كيّ يحمي دم القبيلة من العار!! وطنٌ لا أخجل من ذكره ، ولايتبرَّأ من عقيدِتي، وطنٌ اهتِف بإسم يتَّصِف به، لا بمَالكِيه! وطنٌ لايملكَهُ أحدْ لكنهُ يملِكُ الجَمِيع !! لآل أبعاد كل المودة .:34: . |
وما الحيلة في قلب هو بحساب الواقع واحدا ويليه التعداد لكنه بالحساب القلبي واحدا لا آخر بعده إذ لا آخر له..وتلك الأوطان وهوية الإغتراب بعد آخر وغصة كبرى..
كالندى حرفك ولا يمل.. زكية تقبلي خالص ودي.. |
أوطاننا يبدو أنها بحاجة إلى الخلاص التام من البيان رقم 1
لربما من الأفضل إلغاء ما يسمى بالجيش والعسكر فما الفائدة المرتجاة منهم سوى .. وسوى رائع جدا هذا البوح يا زكية رغم الألم رغم السحل رغم القتل أعاود النص الأدبي هذا رائع |
وهنا وقفت طويلا أمام هذا المشهد سقوط الثمرة وانها ترنو لمكانها لعلها تنضج .
تعبير جميل ... ولكني في الكثير من الاماكن كنت ارى الطيور تتغذى عليها تلك الثمرة التي حاولت التمسك وسقطت اقتباس:
|
زكية سلمان
اتسم هذا النص بلغة رائعة وانسيابية مذهلة، لا ملل ولا مطبات لغوية، ويبدو أن النص يليق بعنوانه فجاء بحجم وطن، أما الوطن الذي رسمه النص فهو القريب البعيد، إذ نرى كافة مقوماته ولبنات بنائه، لكن لا يوجد بنّائين مخلصين له، حتى يتسع للجميع، وإن تقبلتك أنا لا تتقبليني أنتِ، فأنت دائماً على صح بنظركِ وأنا دائما صح بنظري، ولا يوجد منطقة مشتركة نلتقي بها، لو فكرنا قليلا وأنشأنا حديقة تتسع لكلينا وفضاء لا يضيق برأيينا لكانت كل الأوطان تتسع للجميع زكية سلمان شكرا لجودة المداد والطرح لك أطيب المنى |
اقتباس:
الإغتراب ظل لا يبتعد عنك وإن كنت بجوار وطنك وأرضك! بنت المها أضأتِ المتصفح..شكراً لمروركِ العطر |
الزكية,
أحيانا الوعي يفسد الرؤية لكن في الجفوة هاجس لا يهجع و أنامل الحدس ترسم ولا يرى رسمك سواك تجدل فألاً على رأس النحس فتصون النفس في ضائق الدروب ومع ذاك, بعض الهواء يجلي و بعضه يعكر فأين النهار لنمتلئ بجنته ... في وطن لا يملكه أحد سيدتي, متعة للروح لا تبارحنا هنا مودة |
اقتباس:
أوطاننا بحاجة إلى بيانات تُذيّل بالحُريه! عبدالإله المالك ممتنة لإطلالتك الثريّة ..شكراً لك |
الساعة الآن 08:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.