![]() |
رجُلٌ بطعم الماء
رجُلٌ بطعم الماء
سلسبيلاً كا لماء يغدق حياة ونماء وحب ... يجرحه الهواء كلما مر به يتثاءب على أطلال الوقت يلف حول عنق الزمان شال بلا لون يذرع المسافات بلا زمن يستهل أيامه بشيء من ذكريات طعم الماء والعدم ... للبيات تحت ظل عرائش النوارس طقوس لا يجيدها الماء وللمكوث في جوف الأنهار طقوس لا يجيدها الليل وللمواعيد المتسربة بين كفيه وشفتيه طقوس تشبه البكاء وبين الليل والنهار ... يجف الصوت ويختنق النداء يمدد جسده النحيل على كتف غابة يضطجع فوق سفح تلة بيضاء يبلل منديله الأصفر في عين يمامة يضم إلى صدره سدرةً يانعة يغفو هنيهة ثم يستيقظ الحلم مفزوعاً من وجع الرقاد لا يفتأ النعاس يداعب أجفانه يتمسك بكاحل الوقت حتى يأزف الرحيل يتطهر من صديد آلامه ولكن الماء لا يغسله ولا ينقي آثامه لا يفتأ الليل ينوح على أبوابه يطعن صدرالصخر رجل بطعم الماء فمن يطهر آثامه رجل بطعم الماء ... يلوكه الهواء ... يمضغه الصمت تضج في عينيه حيرة السؤال ولُجة الفرار من الفرار مكبلٌ بزمام المواسم التي لا تنجب المطر مسكون بتفاصيل السفر يقطع المسافات يستدني السفر فالقرب من الموت أكثر أماناً من الحذر حتى وإن تغشَاه عند الفجر شيء من الخدر وقذفه الناس بألف حجر رجلٌ بطعم الماء ... أو هو الماء يتكيء على نصف رابية ونصف ممتد من الأرض إلى بياض السماء تلتقي في عينيه حيرة الأسئلة تُرى من يطهَر هذا اليم من آثامه ومن يغسل النهر من أدرانه ومن يحفر له خندقاً ليلم فيه أكفانه أيموت هو ... !؟ أنه رجل بطعم الماء تغرقه وسوسات أيامه وتبكي نجمة الفضة على موعد تسربل وراح يركض صوب مآلات السقوط رجل الماء ... رجلٌ آيلٌ للسقوط "البستاني" |
رجلٌ بطعم الماء ...
أو هو الماء يتكيء على نصف رابية ونصف ممتد من الأرض إلى بياض السماء مساءاً أتيتُ أجرُّ خُطى كآبتي .. لاشيء يلوح في الأفق سوى عيونٌ بطعم الحسرة وأجسادٌ بلون الدم ... وهُنامكثتُ و فنجان قهوتي... شكراً لحرفك / العزف تقديري |
[quote=نازك;844400]رجلٌ بطعم الماء ...
أو هو الماء يتكيء على نصف رابية ونصف ممتد من الأرض إلى بياض السماء مساءاً أتيتُ أجرُّ خُطى كآبتي .. لاشيء يلوح في الأفق سوى عيونٌ بطعم الحسرة وأجسادٌ بلون الدم ... وهُنامكثتُ و فنجان قهوتي... شكراً لحرفك / العزف جاء في سياق النص يا سيدتي (القرب من الموت ... أكثر أماناً من الحذر) وأنا أؤمن إيمناً مطلق بأن الإقتراب من النهايات أكثر أماناً وأكثر إحساساً بمذاق الحياة صباحك الحياة سيدتي |
رجُلٌ بطعم الماء
؟؟؟ مع أن الرجولة إقترنت بالشجاعة والبطولة والشدة والقسوة القصيدة تحوي الكثير من الأوصاف العميقة التي تحتاج لكثير من التأمل والتفكير ........ اقتباس:
فذهن القارئ ليس فقط متذوق للكلمات إنما هناك صور يقدمها الشاعر او الكاتب لقرائه تبقى عالقة في الذهن الذي تمعن في الوصف ... اقتباس:
مع أن الماء السبب الرئيسي لبقاء الحياة ولكن شاعرنا إقترن بين الماء والرجولة لذا وضع نظريته ... سلمت يداكَ يالشاعر الكريم بوح راق لذهني المتمرد |
اقتباس:
ولكنها لا تأتي إلا لرجل واحد . والمؤسف في الأمر يا نادرة أننا نكتب كلاماً ونظن أن الآخرين يشاطروننا نشوة الكلام ولكن الحقيقة تبدو أن لا أحد يقرأ الكلام كما لا أحد يهتم للكلام حتى تصيبنا حالة من القلق والتفكير في العزوف عن مواصلة الركض خلف الكلام شكرأ سيدتي " |
رجل بطعم الماء ، بل هو الماء.أي جمال و روعة في هذا النص بل إنني ارى خلف كل كلمة نصوص أخرى ..حقاً لقد ابدعت أيها البستاني..
تحياتي أصيلةُ.... |
يلف حول عنق الزمان شال بلا لون للبيات تحت ظل عرائش النوارس طقوس لا يجيدها الماء يبلل منديله الأصفر في عين يمامة يتمسك بكاحل الوقت حتى يأزف الرحيل ، بهذا النص كاملا، وبهذه الجمل النثرية أعلاهـ، لا أملك إلا أن أقول أنني هنا وجدت البوح الحقيقي، الحقيقي جدا، بهذا التألق السامق في جمل البوح، وفي تراكيبه، صوره وتشبيهاته. . الرائع جدا / محمد الخضري، شكرا لك إرواء ذوائقنا. تحياتي |
اقتباس:
مودتي |
الساعة الآن 12:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.