![]() |
غصة في حناجر الصمت !
؛
مِنْ عُمْقِ الوَجَعِ الغَائِر فِي أصْلابِ السِنِين فُضَّتْ بُكَارَةُ الآه بِـ قُبْحٍ وازدراء وثُقَبَتْ عُذرِية النُور مِنْ وَجْهِ السُكُون لِـ تَتَمَخض بِي حَنَاجِرُ الَّليلِ العَازِف عَلَى إيقَاعِ الرَحِيلِ وَ أغُصُ بِـ دَمْعَةٍ تَحَدَّرَ مِنْ سَقْفِهَا حُلْمٌ عَقِيم الوَجَعُ هُنَا يَتْشَبَثُ فِي تَلابِيبِ النَبْض وَ يَتْسَفَّدُ حَولَ أعْنَاقَ الأمَانِي الخائبة التِي تَاهَت المَسِير عَنْ حُلْمٍ مَنْشُود حِينَمَا استَيقَظَ الَّليل عَلَى صَوتِ الأنِين وَ أخَذَ يَقْضِمُ أصَابِع الصَمْت بِـ وَيلٍ وَ أسَى دُونَ انفكاك مَنْ أخْبَرَ الَّليل عَنْ مَآلاتِ الوَجد فِي أطْرَافِ السَكِينَة ؟ لِـ يَعْثُو بِـ رَتَابَةِ الهِدُوءْ ! مَنْ مَنَح الصَوتَ إطْبَاقِ الشِفَاه ؟ لِـ يَتْبَخَر فِي أحْدَاقِ المَسَاءِ ويَخْبُو ! مَنْ هَتَكَ سِتر الشَجَرْ ؟ لِـ يَبْكِي لحَاء الغُصْن ظِلاً ظَلِيلا ! كل الفُصُول أصْبَحَت تَشْكُو الذُبُول وَ أوْرَاق خَرِيفُهَا تَسْقِطُ وَاحِدَةً تِلْوَ الأُخْرَىَ كل شَيءٍ يَتْكَسَّر فِي صُمُودِي لِذَا لاتُطِيلُوا التَحْدِيق فِي أحْرُفٍ بَاهِتَة التوى فِي عُنْقِهَا انهزام الأمَلُ المَوبُوءُ بِي فَـ أصْبَحْتْ رَثَةُ القَول وَ بَالِيةُ المَعَانِي بِـ رَبُكُم كَيفَ لَهَا أنْ تَتَأنَق وَ مَخَالِبُ الوَقْت تَحْرُث وَجْهِ البراءة وَ تُعَرِي مَسَاوِىء الجَرْح فِي فَلَكِ السِنِين بَعْدَ أنْ صُلِبَتْ عَمْدًا عَلَى مَقَاصِل الوَهْم العَاتِي وَ شَاخَتْ فِي فَاهِ اليَأسِ أُمْنِيَاتٌ ذَاتَ أمَل تَخَفَّتْ فِي صَدرِ الشَكِ الضَيِق تُشِيرُ إلَى أضْرِحَةٍ مُعَبَّأةٍ بِـ بُكَاءٍ وَ عَوِيل وَ أزِيزُهَا يَتْعَمْلَقُ فِي شِفَاهِ الظَمَأ وَ يَفْتِكُ بِـ الحُلْمِ المُتَعَرْبِش فِي تَلاوِيحِ السَرَاب دَعُونِي أُقَارِع الغَسَق بِـ أنَّاتٍ حَارِقَة تُذِيبُ أصِيص الرُوح مِنْ جَسَدِ السمَاء وَ تَشْطُرنِي فَوقَ أرضٍ كَنَود لِـ يَسْتَعْمِرُنِي الجَفَاف وَ يَسِد ثَغْرِ النُور بِـ صِفَاقٍ سَمِين فَـ يَبُثُنِي الوَقْت فِي حَلَكِ الضَيَاع وَ يَزِفُنِي إلَى أرْخَبِيلٍ مِنْ يَحْمُوم تَحْتَشِدُ فِي أرْكَانِها جَحَافِل حُزْنٍ شَمَّرَتْ عَنْ سَاعِديهَا بُغْيَة العِدَاءْ وَ مَا عَلِمُوا بِـ أنِّي أعْلَنْتُ الانهزام وَ رَفَعْتُ عَنْ حُلْمِ الشَمْس أحَجِيةُ اللقَاء وَ عَنْدَلْتُ مِنْ فَاهِ النَآي حُزْنُ الرَحِيل لِذَا لا تُوقظُوا الدَمْع مِنْ التَشَرُّد دَعَوُهُ يَطِيشُ في أطْوَارِ النَحِيب وَ يَقْتَات مِنْ ارتجاف أنَامِلِي حِينَ الكتابة وَ يَمْضَغ عَجْزِي لِـ مُحَاكَاةِ الوَجَعِ الجَائِر لِـ تَتَحَشْرَج غُصَّةٍ تَسَلَّقَتْ حَنَاجِر الصَمْتِ وَ أذْوِي كَـ غُصْنٍ عَصَفَتْ بِهِ تَيَارَات السِنِينِ ذُبُولاً وَ اختناقا |
الشاعر تركي المعيني
هذا الذي حصل عندما أنهيتُ قراءة نصك تنفسسسسستُ عدة مرات لهذا النص عمق وغايات ومن خلاله أبحرتُ للمدن التي إنتظرت زمن الفتح ولم تمل .. هذه الصورة شاخت في فاه اليأس أُمنيات ذات أمل الأُمنيات عندما تشيخ في فاه اليإس وكأن اليأس ما هو إلا مخلوق مخيف مفترس له فاه يبتلع الأماني التي ولدت معنا وترعرعت في دمنا وفكرنا ولا أخفي عليك يا صاحب البوح بأني وقفتُ وحاولت تجسيد وجه الأماني التي شاخت مع أنها ذات أمل .... اقتباس:
أهلا بشاعر جعلني أتنفس هواء كنتُ أحتاج له وهذه الكلمات الثمينة ذكرتني بأنني أحتاج لهذا العنصر الغير مرئي. تحياتي لحضرتكَ |
يحقُّ لـ اليأس أن يَعتلِي مَراتِبَ الغُرُور ! ويَلبسُ الظَلام ديبَاجاً مِن نُور فَقد خضَعَ الألمُ هُنا لـ بَهاءٍ ليسَ لـ الثَناء عليهِ سُلطان . رائِع أذهلنِي هُنا الإبداع فهنِيئاً لـ مآقِي القارِئِين http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif |
يا لله كم أتقنت الشجن..!!
تراتيل على وثير أرق.. واجتلاب مرارة يأس حين تأخرت أوقات الإبتسام.. أخي تركي أبدعت وربي وحرفك لا يملّ قارئه نصك ناقوس يطلّ من شرفات الليل ليثبت أن الحزن أيضا له من الأناقة نصيب.. تحايا عطرة تليق بك |
يا تركي
أهلا ومرحبا حرف جميل وكلمات شاعرية ساحر حرفك :) |
تركي : أهلاً ومرحباً بهذا الإبداع الجميل
نصّ مميز ياتركي وعمق أدبي ملفت سلم اليراع |
اقتباس:
اقتباس:
؛ هالكٌ جسد المنى ومصلوب على خشبة الوقت الجائر يا نادرة لذا لا تثريب إن طأطأتُ رأسي وجعًا وبكيت جورًا ! هطولكِ الحاني في أرضي القاحلة ينبت الياسمين ويملؤني بكِ حبًا وشكرًا ! لكِ التحية والإجلال .!. |
اقتباس:
؛ جرعة الموت البطيء مرهقة بينما فجاءتها هلاكٌ محتّم وبين الانتظار والتقطير ؛ قلبٌ معلق ، ونفسٌ هالكة ! يا لهذا المطر الدافق في رحم الحروف يا بلقيس أهلاً بكِ ، وعميق شكرًا ! |
الساعة الآن 01:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.