![]() |
عُذرًا رافِعي هذه ِأحزاني
ذات بَوح وجدّتني أريدُ نَشرَ رسائلي التي لم تُولد بَعد ! رَسائِلي التي دوّنتها ، تَحَتَ الرّصاص ، وأخْفَيتُها في صندوق جَدّتي في قَبو مُظلمٍ ، ليَتَوّهم مَنْ يُداهم بَيتنا ، أنّها من إرث الجدّة وَأن كُل مافيها عبارة عَن خُرافة ! سأكتبُ رَسائلي ، يتقدّمها اعتذاري ، لقامَةٍ كــ : الرّافعي . أنا هُنا ، لاأقلّده ؛ وللنّقادِ أن يَروا في شَمّاء كاتِبة ، َصغيرة ، ُمتمرّدَة ، وَجَريئة تَطاولتْ عَلى اسم " الرافعي " ووضعته في موضوعها ! لَهمْ هذا ، وَلها أن تَقول : إنّها لمْ تَفْعل شَيئًا يَمسه ، هي فَقط تَكتبُ حُزنها ، كما هو كَتَبَ حُزنه ! ، وَلكمُ أن تُصادِروا حُزنها ، كما صادروا – هُم – فَرَحها ، وَحَكايا شَمّاء لن يُدْركها الّصباح وَلنْ تسكت عَن الكلام الممنوع ! فلاشَهريار يُهدّدُها ، وَلا الفجر يُصارعُ بَوحها ! انتظِروهـــا . |
لا يمكن لأحد أن يُقارن بالرافعي فهو جوهرة الزمن
وهو إعجوبة لم تتكرر بعد ولكن لنا أن نقتدي به قدر المستطاع و أحثّك يا شمّاء على المتابعة نِعم القدوة الحسنة يا شماء أنتظرك |
بديعه يا شماء
ونحن في ترقب كوني بخير |
مذاق الرد الأول ، يشبه وقع أمطار تشرين على القلب ! شكرًا إيمان ، لمتابعتك ِ ولمقعدكِ الأول . أواصل إن شاء الله . |
اقتباس:
أهلًا سارة سعدت بهطولكِ هُنا ! محبتي . |
رسائلي ستكون إليكم ... أوصيكم بأن تضعوها في زجاجة وترموها في عرض البحر ، وتمحوا من الخارطة اسم البحر ، وعنوانه ، حتى لاتصدموا وأصّدم، ذات يوم بأن رسائلي وصلت ولم تجد صدى ، وأنكم أخفقتم بإيصالها ، لأجنبكم الخجل وأجنب نفسي ، ذاك الشعور المقيت ، المسمى " خيبة أمل " ! بعض الرسائل عَن صبيّة وِئدَتْ قَبل أن يَنبض قَلبها ، وَالأخرى عن قَصِيدة اجتاحتها مَوّجة إعصار فتناثرتْ حُروفها بين أمْواج بَحرٍ لمْ يَحمل سُفن إنقاذ لِمن سَيغرق في نَظرة عَين أو بَسمة خَجولة ! بين هَذهِ وَتلك أجدني سَأكتبُ عن ساكِني البعيد ، . سأكتبُ عن طفلٍ ، كانت أقصى أحلامه ، لُعبَة مُحطّمة يَمنحها لهم ، جارهم الغنيّ ، وحين اشتد القصف ذات يَوم ، رَحَل الطّفل وهو لايَعلم أنّه سَيلتقي يومًا بحبيبة ، يُسكنها فؤاده ، ثم يَسلبها الظّلم مِنه في لحظةِ خذلان ، وتسافر إلى السماء ! أظنّه شَعَر بِهذا ، فَفضل أن يَسبِقُها إلى هُناك ، بل هيَّ إرادة الله ، اختارتْ أن يَجّتمعا ، حيثُ يليق بِطهرهما المكان ! سأكتبُ عن حُلم اشتد تَحَت الرّصاص فطوّقته أيد أمينة ، انتظارًا لأصحابهِ ، لكن للغدر ألف عَين تَتَربّص خَلفَ الجدار ، فَسَلبته في ليلة ظلماء ، ووهبته لمِن يَدفع أكثر ، في سوق الضّمير الرّخيص !. إن كان الرافعي كتب عن حبيبة واحدة ، فإني سأكتب عن قلوب أنهكها الظلم ، وجعلها تقرر الرحيل ، دون حب رحلت وتركته للمترفين ، وللجالسين على مقاعد البوح ، يختلسون نظرة ، من هنا ، وهناك لينظموا عنها قصيدة .. وتموت في أهلي القصائد ، وتحيا الآهات مادامت الحياة فيهم ! سأكتب عنّها وعنّه ، وعن الخارجين على قانون الاستبداد ، وعن بسمات الشيوخ التي لوثتها دمعة الذل ، وأدّماها وجع الخذلان ، سأكتب عنّه ! حتّما سأكتب ، لكن ... إن شاء الله لي ذلك . |
ليتني هُناك الآن ، لأنقل لكم صُورة مباشرة تتمثل : بأرض مخضّبة بالدماء ، يحيط بها أطفال يلّهون ، وَيظّنون أن اللون الأحمر هو ، عِشقهم المُنتظر ، وهدايا عيد الحب المزّعوم! ، وعلى تلك الأرض تشمخ شَجَرَة ، صامتة طوال الوقت ، تَرمي رطبًا على من تهزّها بصدّق ، وتهب فيئها مجّانًا ، للهاربين من سَطوة الشّمس ، بجانبها يقّطن فلاح فقير، يّنتظر نِهاية العام ، لجني المحصول ، حتى إن حان موعد قِطافه ، قدّمه هديّة لشيخ القريّة المتسلط ! وخلف كوخه ، تختبيء فتاة حسّناء ، تَنتظر فارسها الموعود ، ليخلّصها من جند فِرعون الذين أتوا ، ليسبوا كل فتاة ، تولد جميلة ، ويقدّمونها لعينيه قربانا ، وأمام الكوخ يجّري نهر صغير ، يَحمل الكثير من القوارب الورقيّة التي يسيّرها هواة الأحلام ِ، من اختاروا العيش ،تحت سقفه ، هربًا من واقع لايرحم . هذا مااستطعت نقّله من لوحة ، أدّمت عدستي رؤيتها ! |
مصطفى صادق الرافعي
أسطورة اﻷدب. . وطوبى لمن سلك الدرب صعوداً بارتقاء ليصافح ذوائقا سكنها أدب الرافعي رقيا ورويا. . يا حبيبة..كل له أحزانه والضاد ليس حكراً على نسق أطلقي عنان اليراع فحسب.. لعلك تكوني رافعية. . من يدري.. سأطل بين حين وحين لأسترق السمع لا بأذني بل بروحي محبتي العميقة وجورية ندية أنيقة |
الساعة الآن 06:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.