منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   و في البُكاءِ لذة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=36868)

محمد بن هاشم 06-07-2016 05:31 AM

و في البُكاءِ لذة
 
ابجدية الوجع (2)

::
ليسَ كل الظّن إثم بضعهُ سخفٌ و بعضهُ وهم
و أنا ظننتُ أني كُلما سَكبتُ مِنْ مآقي الشوق دميْ حبراً متخثراً ،
أفضُ بتعرجاتهِ بكارة ورقةٍ عذراء ملوثاً بياض حائطها ،
سأفرغُ من دويّ هذا الحنين المتكدس فوق بعضهِ كـ أكوام من حديدٍ أصم
تشبث بهم مغناطيس الاحتياح برعونةٍ وجهل ،
فـ إذا بي أمتلئ أكثر،
وخاب حسن ظني بي .

حقاً أن للعشقِ تعاويذُ سحر حتى إنّا نفتنُ بأوجاعهِ
؛
جحظتْ عيونُ التوقِ الثلاث مترعةً بالنشيج
و شَنفَ القلبُ اذنيهِ مصغياً لشخشخةِ بشارةٍ
بعدَ أن شمّرَ الحلمُ عنْ ساعديهِ باحثاً عن نتفِ قشرةٍ من أمل
ممسكاً بتلابيبِ أمنيةٍ جوفاء محدبة .

صرخةُ استغاثة ...
يا لجوع مساءاتِ الفقدِ الباردةِ وهمجيتهِ يقفُ للسكينةِ بالمرصاد
مضغن الوجهِ من التجهم ، ممتطياً شبحَ الماضي
يجوس بحوافره داهساً دون رأفةٍ زغاليل الطمأنينةِ ،
متوشحاً سيفَ الانتقام مدججاً بدرعِ الاستفزاز ملوحاً بهزيمةٍ جديدة ،
غير مكترث بضعفِ جسدٍ أوهنهُ العشق و رعشة روح تلبسها الفزعُ
، يضربُ رأس الاحساس بكل ما أوتي من بشاعةٍ
دون رمشةٍ من رحمة او همسةٍ من ندم .

وفي مُنْتصف النصفِ الأولِ مِنَ البُكاء ...
حفر شعورٌ عميقٌ بالتوترِ تجاويفَ الروحِ بتجاسرٍ من الخوفِ
مخلفاً لوثةً في العقلِ تكشفُها التصرفات
و كأنّما العقلَ غادرَ مكانهِ مستقيلاً من منصبه
تاركاً للفكر مهمة الخروجِ من هذهِ الدوامةِ اللانهائية من العالم الافتراضي .

الرجالُ لا تبْكي !!!
تطايرت من قاعِ الذاكراة كلمات الأمِ العجوزِ ،
مرتديةً جلباب الشجبِ مضمخةًٌ برائحة العجبِ
يشعُ من قلادةِ صدرها بريق الاستنكار .
اِنتفظتُ قائماً قائلاً :
مَنْ الأحمقُ كثير الغباء فائض البرودة فارغُ الاحساس الذي قال هذا ؟
أما يعلم أنَّ بعضَ الانقسام
أفضعُ من شعورِ ارملةٍ خلفَ لها زوجها حفنةً طرية من نُون النسوةِ
يتجاوزنَ العشرةَ بواحدة
لا تدري أيهما أشد وطأة اِنسلاخ نصفها الاخر
أم تربص الفاقة والحرمان بـ الافواة المفتوحةِ على مصرعيها ،
و أنكى فتكاً من جدري الماء العائثُ فساداً على سطحِ جسدٍ هزيل .

اليس البُكاء نعمةٌ ؟!

على النكران القبول ...
اِنكري ما شئتِ فعلتكِ الشنعاء بقلبي ،
و اطمسي كل شاهد عدلٍ باِرتكاب الجريمة
لا تثريبَ عليكِ قد غفرتُ لكِ ما تقدمَ من تعبٍ وما تأخرَ من وَصَبٍ ،
لكِ دسمُ العشق و فواكه جنونهِ و لي رهبانية المشاعر وثواب الجوع
اليسَ هذا عدلاً ؟!


فـ كل ما نحتاجهُ نحن معشر السذج من ابناء الملوك
هو " الموتُ بسلام "
عليكِ الرضى والكثير من الكتمان

15/2/2016

رشا عرابي 06-07-2016 09:53 AM

وفي البُكاءات هنا دهشة
صيّرت كل النّقاط والفواصِل " دموع " تزدان بِها أحداقُ الحرف

البُكاء وسادة من حنوّ تُسعِفُ الروح متى ما أنهَكَها حِملُها
فَـ تخفّف منه ببعضِ رواءٍ من ماء
أيُّ رأفةٍ كهذه !!

السامق محد بن هاشم
تعتلي غيمة وتُمطِرُ منها الكَلِم مُترعٌ بِـ كمٍّ من التّوصيف يجبُّ السكون في ذوائِقنا
فلا نمرُّ الحرف وإلّا وقد اغترفنا منه الحصّة الأكبر ممّا أودعتَ فيه

لله أنت !!

بُكاء الرجال " رحمة "
ومُكابدة الدمع بِـ نازعة الألم أوفى حالات الإنسانيّة

لك التّحايا من وريد العِطر جوري

http://www.7c7.com/vb/images/smilies/h27.gif

عبدالإله المالك 06-09-2016 04:11 AM

أبجديات الوجع
وأحرف الألم

بوح متميزين ين هاشم محمد

لك التحية

نادية المرزوقي 06-09-2016 08:56 AM

يبكي الرجل على نفسه حين يبكي
حين ظن يوما كما وعدوه أنه لن يبكي

و ما أجمل عيناه تلك الرحيمة السخية على نفسه و الآخرين ودا و رحمات،
دمعات حانيات كشفت الذات ضعفا و حنوا، أبعدت عنه رداء الكبرياء الزائف في قوته الموروثة وهما،
و قربته إلى الاحتياج لنفسه و الآخر، فارتد بعد الدمع أكثر حنوا و تواضعا..كما يجب أن يكون الرجل الحق دوما،

تلك الدموع مدرسة تقول الكثير الكثير للرجل الإنسان..ضعيف متعب أنت، فهون عليك،
و ادن جمالا، رحمة بك و بالآخرين،فما خلقت لتقسو على نفسك بحجب دموعك،
و لم تخلق لتكذب مرارا على شجونك، و تنكر الاحتياج و الضعف..!
لم تخلق إلا لتجمل الحياة؛فتطيب بك، فاخلع عنك أثواب الظلم، و
لا ترضى بما ألبسوك؛فحرموك جمالك و أنداء تلك العيون الرحيمة البراقة صدقا،
و احتياج اقتران بكل ما حولك.

:
الكاتب المبدع،

انتثر القلم هنا جمالا في مساحة أبهى من لدن لغة بديعة،
و فكر ينادي: أنا مثلك يا أنثى في الدمع سيان،في الروح سيان،
في المشاعر سيان،
فلا تظلميني..
استنكار جميل من رجل يطلب التغيير، و يفتح
صدره لصادق حياة أجمل.

دمتم بخير و سعادة.

سيرين 06-09-2016 11:23 PM

هكذا أبناء الملوك يمتطون جياد الحزن بفروسية النبلاء
قلوبهم واجفة بالطهر شموخاً وإن شاب نبضها لذة البكاء
مبدعنا الرائع " محمد بن هاشم "
هنيئاً لنا حرف اثملنا بعطره الذي تموسق بلون الماء
وداً وامتنان يمطركَ عناقيد الفرح


\..:icon20:

رشاد العسال 06-10-2016 11:06 AM

الرائع / إبن الكرام

المرأة من نار
مصدر الدفء، والضوء، والحريق.
هن الفاعلات ذوات العويل
هن الكاويات حتى،
وإن كنت فارسا من قوم كرام.

طاب يومك، ورمضان كريم.

نادرة عبدالحي 06-10-2016 02:16 PM

الكاتب محمد بن هاشم تتمدد فصول الحديث هنا
تتنفس المدن الصائمة عن الكره في زوايا القلائد الباكية حبا لأجل الحب .
بلا شك هو نعمة خلقها الله بداخلنا كالشعور بالفرح فلولا صرختنا الاولى لما تنفسنا الحياة عند ولادتنا.
فهذه الماسات التي تتركم بداخلنا ان لم تخرج بإرادتنا حتما ستؤذي حاملها .
اقتباس:

اليس البُكاء نعمةٌ ؟!
دمتَ بالف خير شاعرنا الفاضل .

بلقيس الرشيدي 06-13-2016 08:54 PM

وهُو صَوتُ الوَجع وأنِينُ الشَوق وذَاكرةٌ لاتودُّ نِسيَانهُم !
لأنَّهُم إكتمالُنا تركُو لَنا مدامِعنا تبكِي أرواحُنا حينَ سرقُوهَا منَّا وفارقُو أوطانهُم .

بَينَ سطُوركَ لذَّةُ الوجَع وإغفاءَةُ جفنٍ لايودُّ الشعُور بشيء
أسعدك الله وأرضاك

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif


الساعة الآن 11:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.