منذ زمن فائت كانت هناك طفلة تعيش مع جدها في بيت صغير يقع في مكان

ذو بيئة خضراء تكثر فيها المراعي، كانت الطفلة تُطيع جدها وتُعاونه،

في أحد الأيام خرجت معه ليجمعا الحطب ولما أنهيا مهمتهما،

قال الجد لحفيدته: حنجي الحبل كي لا يسقط الحطب،

وأثناء شدها للحبل سمعت خريراً بالجوار، وإذا بماء أسود ينبع

من الأرض المجاورة للنهر، مدت الطفلة يدها وإذا بجدها يصرخ قائلاً إياكِ

أن تلمسيه يا ابنتي، دعينا نعود أدراجنا كي نتدفأ من هذا البرد القارس،

ولما وصلا إلى المنزل خرج الجد ليتقصى عن الأمر، فقيل له هذا ذهب أسود،

وهذا الماء سبب الثراء المفاجئ لبعض أعيان القرى المجاورة كما أنه سبب الصراع

الحاصل بتلك القرى، أنصحك بإبلاغ المسؤولين عما وجدت قبل أن يجده شخص آخر،

وعلى الفور توجه الجد إلى مركز البلدة، وقال للمسؤول: لقد وجدت ماءً أسوداً بالقرب

من منزلي فهلَّا أرسلت الخبراء معي، فقال المسؤول: حسناً يا عم وأنا أيضاً سأتي معكم،

تم إكتشاف بئر للنفط يمتد إلى مزرعة الشيخ، فكافئه المسؤول بالمال الوفير وطلب منه

مغادرة القرية، رجع الجد إلى بيته وقال لحفيدته: إحزمي الأمتعة يا ابنتي

واستعدي للسفر في الصباح الباكر،

رحل الشيخ وعيناه ممتلئة بالدموع ولم يخفف حزنه إلا حلمه بتأمين مستقبل حفيدته

حقق الجد أمنيته وجعل حفيدته تتمتع بالعيش الرغيد،

وبرغم ثراءه لم يستطع نسيان حياة الفقر البسيطة

مات الشيخ وبعد عدة سنوات من موته إستعادت الفتاة أملاك جدها

تنفيذاً للوصية التي كتبها حيث قال: أعيدي إرثك يا ابنتي

سبق نشر القصة بهذا الإسم > " نظير العشق "