الفكر مابين الضمير والدين .
 

هناك من الناس مرتفع الضمير ع الرغم من تقصيره ، أو تخلخله في الدين فحتى لو ارتكب محرما فهو يرى أنه حرام وربما تمنى داخل نفسه أن يرجع عنه على الرغم من ضعف نفسه ، مثل هذا يُرتجي فيه خيرا وعودته لله تحتاج دفعة واستمرار ، ولكن المصيبة كل المصيبة ذلك الذي يفعل محرما ويحلله لنفسه بل يشكك في ركائز الدين نفسه ، ومصادر التشريع ، وتفسير الآيات ، ويجعل هناك تفسير باطن ، أو تنزيل غير صحيح ، أو أن زمن القرآن انتهى بانتهاء نزول الوحي أو جعل الدين داخل المسجد ، وتعليقه بخلق الإرهاب والإرهابيين لذا أوجَب عزل الدين ثم الخلط المتقصد بين سوء تطبيق الإسلام ، واستغلال ذلك ، وبين الإسلام الصحيح الممكن تطبيقه ، ثم تجد كل الأشياء لديه حلال ، ومباحة ، وحرية شخصية حتى يفعل مايريد دون وازع ، أو تأنيب ضمير ، فيبقى لديه فقط مايراه هو عيبا ، أو مايراه هو أمر مسموح به ، ليكون هو الشرع والشرع هو . الأخير عينة من التطرف يقابله من يحرم كل شيء ، ويؤل النصوص لتحريم الحلال إلا مايقوم به ، فيجعل مايقوم به ومن مثله من جماعته هو الشرع والشرع هم ، وكل شيء حرام ، وكل فكر ضلال ، وكل فرح ممنوع ، وكل مباح بدعة ، وهذا تطرف ع الجهة الأخرى .
كلا العقلان متشابهان لهما نفس طريقة التفكير والمنهج ، ولو وُضع أحدهما في مكان الآخر لتبنى نفس الأفكار ، وهذا أسوأ مايواجه الأمة (التطرف).

حياك الله أختي نادية

أرى أن الإسلام بطبيعته من عقيدة وتشريع وإلى غير ذلك هو دين لاتطرف فيه ولا إرهاب ، ولكن الفكر الذي يقرأ الدين أو يسمع عنه أو يقرأ لآخرين عنه هو من يوصف بالمتطرف باتجاه اليمين أو اليسار ، وهناك فكر متوسط بينهما .

الصاق الدين الإسلامي بالتطبيقات البشرية الخاطئة المتمسحة بالإسلام هو خطأ ، كما أن التعميم الذي يذهب إليه البعض سواء ممايجعل كل شيء محرم أو محلل هو أيضا خطأ ، ولكن السؤال : مالذي أوجد مثل هذا الفكر ومن أوجه ولماذا ؟ حتى يصبح النفور من الدين يتتالى عند البعض ويكثر أتباع هذا المنهج في مقابل ماذا فعل من يسمون أنفسهم بالتنويريين أو النخبة في المجتمع العربي ليعالجوا هذا الفكر دون النيل من الإسلام أو تسطيحه .
شاكر ومقدر على هذه الإضافة وهذا التداخل المثري .

نعم اسوء ما يواجه امتنا هو التطرف في التحليل او التحريم
بما يؤدي الي تفصيل و تفسير الايات طبقا مع ما يتمشى من هواهم
واكثرهم غيبوبة من يفعل الاثم ويبرره دون اعتراف والتوبة عن الذنب
هدانا الله جميعا الي مرضاته وحسن عبادته ووقانا من فتنة هذا الزمن
شكرا عظيمة الود كاتبنا الالق \ إبراهيم عبده آل معدّي
تحية وتقدير

\..:icon20:

صدقتي أختي الكريمة سيرين .
والمشكلة أن البعض يجعل مثل هؤلاء هم الدين لذلك نرى الابتعاد عن الدين من البعض لأنه عرف الدين بالرجال ، وإن كان عليه أن يعرف الرجال بالدين ، فكل شخص يمثل نفسه وتدينه ليس بالضرورة هو الدين ، إنما هي أخلاقه ونمط تفكيره المتطرف في أحد الاتجاهين .
الإسلام دين عظيم يخدم نفسه بإرادة الله وعظمته ، مهما اتخذه البعض مبررا لفكره أو أهوائه .

أختي سيرين أشكر لك هذه المشاركة الضافية

اخي العزيز ابراهيم ..
في البداية اود تحيتك علي طرحك الرائع .. موضوع قيم و هام جدا
و يشير الي ان التطرف يمكنه ان يكون يساري كما هو يميني و ان السلامة تكمن في الوسطية
و لكن اذا اردت الحق لا يمكننا القاء اللوم على اي من المتطرفين في كلا الاتجاهين
ف التقصير قادم من رجال الدين انفسهم .. الذين اغلقوا ابواب الاجتهاد و التفكير في وجوه العامة
و تركوهم يتعلمون دينهم ممن هم ليسوا اهلا لذلك .. فصارت العامة تصتدم بآراء غير انسانية
تجعلهم ينقسمون ما بين ملحد بدينه او متطرف يتبنى هذه الآراء الهمجية ..
نحن بحاجة ماسة لخطاب ديني متجدد يتواكب مع عصرنا و يتماشى مع روح الاسلام الوسطية
السمحة .. تحياتي لك اخي الكريم و لفكرك النير

الله يحييك يا د/ فريد إبراهيم .
أنا معك في بعض النقاط ذكرتها ولكن بطريقة مختلفة قليلا ، فاللوم على العلماء أو شيوخ الدين لأنهم لم ينزلوا إلى الشباب اليافع ويتركوا أبراجهم العاجية ، ولكن أيضا يجب أن نعرف أن القنوات الشهيرة تستجلب المتحدثين عن الدين بطريقة جديدة ليس ذلك فقط ولكن بطريقة خاطئة مليئة بالظن والاعتقاد لاترتكز على العلم ، وكأن كل شخص منهم أراد أن يبني لنفسه علمه الخاص دون سند علمي حقيقي معتمدين في ذلك على معطيات سياسية جديدة وإرادة الانتزاع من المقدس للامقدس دون المرور على غربلة الأمور وتنوير الناس كأمانة علمية ، آتين بأمور لم يسبق أن استمع إليها المتابع متكئين على عنصد الدهشة في زلزلة السائدة ، وإعادة صياغة اللغة بمختلف علومها لتناسب ظنياتهم ، وهذا ما أعجب القنوات الشهيرة ففتحت لهم أبوابها لغرض سياسي وغرض تجاري تجلب منه أكبر قدر من الإعلانات التجارية بسبب المشاهدة الكثيرة .
وهذا مايزرع من حهة أخرى تطرف آخر مقابل للتطرف الأول في معركة تصفية الحسابات على رأس الإنسان العربي المغلوب على أمره الذي في كثير منه يعتبر ضعيف القراءة جدا فيما يخص الكتب الثقافية المحركة للعقل والتفكير والتحليل والمحاكمة ، يقابل ذلك مجموعة من القارئين لكتب القصص والروايات التي تبني العاطفة والخيال وتزيد المفردات وتشعر بالإمتاع ، ولكنها لاتبني فكرا ناقدا على أساس متين .
ومن هنا نجد العربي مابين المطرقة والسندان ، ومابين جمود كثير من مشائخ الدين الذين توكوا الشباب للتطرف والإلحاد واللادين ، وكذلك تركوهم للمغالطات الفظيعة من بعض المتمشيخين الجدد مدعي المعرفة بالدين نجوم القنوات التلفزيونية ، والذي نجد في كثير منهم يهمه مدى شعبيته مقارنة بقرنائه .

الموضوع يادكتور فريد طويل وله تفرعاته لو أردنا أن نفصل فيه ونبين أسباب وجود التطرف وآثار ذلك التاريخية التي ربما تمتد لما قبل الإسلام في طريقة حياة العربية والتأثرات الاجتماعية والثقافية والدينية والحضارية والسياسية التي مرت به ، وردود فعله اتجاهها .

أمتعني جدا ماتفضلت به يادكتور فريد ولك تحياتي