منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   ][ بـِــرْوَازٌ مـَـشــرُوْخٌ ][ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38650)

فهد سارح القرني 11-14-2017 08:37 PM

][ بـِــرْوَازٌ مـَـشــرُوْخٌ ][
 
][ بـِــرْوَازٌ مـَـشــرُوْخٌ ][
مقالة هذا الصباح لن أكتبها بشكل رتيب ، أو إعتيادي ، بل سأرمي نفسي على الورق
و أنفجر مليون قطعة ، و كلمة بسبب مشهد إلتقطته من رسالة وصلت لي عبر أثير البريد الإلكتروني على شاكلة
بريد وارد من المملكة العربية السعودية و بالتحديد مدينة جدة ، هذا المشهد لم يمهلني الكثير لممارسة طقوسي
الصباحية المعتادة ، تركت صندوق الجرائد ، و فنجان قهوة البندق ، و هاتفي النقال ، و أخذت أبلل عيني مرة ، ثم أخرى
بنص تلك الرسالة ، و أكرر التساؤل : متى تبدأ الإنسانية و متى تنتهي بالإنسان ؟!! .. و فكرت مرارا بين المتابعة ، أو
الإحجام ، و التراجع عن هذه المقالة ، أمل المحافظة على ضبط الإنفعالات العاطفية و الوجدانية تجاه مثل هذه القصة
الحقيقية ذات الأبظال الحقيقيين .
تعود القصة لأكثر من عامين قبل تأريخ إدراج الرسالة ، لفتاة عشرينية نشأت ، و ترعرت ، و فطمت بالساحل الغربي
للحالمة جدة ، تزوجت عن طريق خطبة تقليدية كما هو متعارف عليه بالشارع ، أو المجتمع السعودي ، شريك حياتها
الذهبي كان رجلا متعلما يبحث عن إكمال دراسته لدى جهة تعليمية مرموقة هناك في مانهاتن في البعد القاصي عن البلد
الأم للزوجين ، هذا لم يكن مشكلة فعواطف الفتاة حديثة السن كانت تشرع صدرها برحابة قبل الأفق نحو البقعة الدراسية
التي يقصدها فار أحلامها ، فكانت عواطفها حين تسيل ينبت النعناع ، و العسجد ، و تغرد الطيور ، الأمور ظلت طبيعية
حتى رزق الزوجين بابنهما الأول فكان يجعل للمكان معنى ، و مبنى ، و مغزى ، و للزمان رحيق ، بل كان ياسمينة
السكينة المغروسة فيه جباه الزوجين تقيهما شر طوفان الأيام .
كان هذا الحب ناضجا كالعشب ، كانت كلماتها في أذنه نسمة تربة الزهر ، و النرجس ، و عبق الخزامى ، بينما كان يحنو
عليها كنخلة تحنو على بحر ، و كانو معًا ورق الزيتون النقي ، فجأة و دونما سابق إنذار تحولت كل هذه اللوحة السريالية
إلى [ آلة حاسبة ] ، أو عقد إرتباط يساوم الطرف الأول فيه الطرف الثاني على ( ثمرة العلاقة ) و نتائج الإرتباط ( الطفل )
، كانت تتحدث بقلب ( مشروخ ) أطرته أسلاك النار ، بكلماتٍ موجزة كأنها [ تصاريح الدمع ] ، و ( جمل الإغماء ) .
و كأنها توجه إستفهامًا للحياة ، كيف للإنسان في مدة وجيزة كهاته ، و بلا أية مقدمات أو مسببات أن يتحول من
( نبتة تواضع ) ، إلى [ بيدر غرور ] ؟!! ، و هل الإنسان حقا يمتلك هذه القدرة الرهيبة الجبارة ، أن يغير من سلوكه
ليعامل زوجتته بـ ( فوقية ) تفوق قامته ، و يحدثها بصوت أقوى من حنجرته ، و ينتهي بذلك الأمر بالزوجة لأن تصبح
( مشكلة مدنية ) بعد أن كانت [ استثمارًا عائليًا ] ، و كيف تسقط مزهرية الحنان هكذا من على طاولة المحبة دون أي
أسباب تذكر ، ليتحول هذا الحب من إيقاع النافورة المائية ، إلى الشلال المندفع بأضرار تفوق المتوقع ، و المعقول ، نعم
إن أرادت القضاء فالمحاكم مفتوحة ، و العدالة قائمة ، و لكن كيف لها أن تواجه شخصًا لديه خريطة كاملة لكل الثقوب
الموجودة بها ، فبدلا من أن يرتقها بـ [ كبسولات المحبة و الثقة ] ، يشبعها بالرصاص ، و يتبل شقوقها بفصوص الثوم ،
و الملح ، و الخل ، و يرمي بها في ماء النار ، مما يجعلني أكرر التساؤل أبحث عن لثم من زعفران الجواب : متى تبدأ
الإنسانية ، و متى تنتهي بالإنسان
؟!! ، البعض يمد جسور الياسمين في القلب ، و آخرون يزرعون أشجارا معمرة من
الليمون لتحتل كامل القلب و لا تكتفي .
فهد القرني - 12 نوفمبر 2017

رشا عرابي 11-14-2017 11:24 PM

الإنسانية لا تُباع ولا يمكن أن تُشترى
ثمة سبب لكل ملمّات الدهر وحادثاته
مرّه مرٌّ وبالصبر قد يحلو وحلوُه حلوٌ وبالجزع قد يخبو


نعيش الحياة ولا نملك تلك الوتيرة التي ترضي أحلامنا
مقالك وجداني ويستنهض من غفل عن بذرة إنسانيته ليسقيها

وللحق أقول
مدهش أنت
نثراً ومقالاً

سيرين 11-15-2017 01:03 AM

عنوان امتلك تفاصيل الطرح وابعاده الانسانية كافة
قضية باتت تؤرقنا فعلا فقد امتلأت ساحات المحاكم بمثلها كثيراََ
وبات الغدر من كلا الطرفين علي حد سواء
بل يكثر هذا الموقف حاليا من المرأة وتهدم بيتها لمجرد اشياء في نفسها لا قبل لها بالزوج
الذي يتفاجأ ويتسائل لماذا وكيف اصبحت بتلك الوحشية والقسوة دون اي سبب منه
يرجع السبب كما ذكر كاتبنا الي انعدام الانسانية وايضا توغل الانانية
الجميع ينظر بعينه فقط وعلي مصلحته واهدافه الخفية ربما ..
ولذا نحتاج الي تأصيل القيم و الاخلاق الدينية من مودة ورحمة في نفوس الاجيال
منذ اللبنة الاولى في عمرهم
طرح رائع يقرع ناقوس اليقظة لهذا التفكك الاسري وما يقدمه من ابناء مشوهة نفسيا
وعلي العكس نجد الدول الاوربية والغربية
بدأت تهتم بالاسرة لانه الكيان السليم لتخريج اجيال سليمة للمجتمع
كل التحية كاتبنا المبدع \ فهد سارح القرني
وهذا الطرح الجميل باسلوب قلم ادبي مميز الابداع حد ابهرني بتعبيراته الادبية هنا
سلمت يمناك ولا تحرم المقال من هذا الرحيق السامي
مودتي والياسمين

\..:icon20:

نادرة عبدالحي 12-03-2017 01:32 AM

متى تبدأ
الإنسانية ، و متى تنتهي بالإنسان ؟!!

الإجابة يا سيدي عندما يريد الإنسان ذلك إي كل الأمر بيده
متى شاء سيتحلى بالإنسانية ويتذوق حلو ثمارها ومتى شاء هو تنتهي بهِ.
مقال إنساني إجتماعي يُبرز قضية هامة تبدأ بالزواج التقليدي ولتكتظ وتتوسع مساحة المشاكل
التي إن بدأت يحتاج للبيب ان يُحاصرها.
سلم الفكر النير ننتظر المزيد.


الساعة الآن 10:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.