منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   بعثرة مُرتّبة . (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38772)

سُقيا 01-06-2018 01:38 AM

بعثرة مُرتّبة .
 
من عنيدةٍ تَعتَاد عناق صَفحاتِ اكتِفائِها المؤهّل لـِ جعلها
أَقرَب كلما أدارَت عَنك الحياة المنتَظَره ظهرها وأسلَفتَ
صَعقاتِ اغترابكَ ناسياً أن المدينة التي أبرَقَت في عينيكَ حُباً
لِفتاتكَ يُمجّدها المنتصِرونَ بِراياتِ عُمرهم فِداها وَ هِيَ قانِطة من
رسالةٍ تعيدُ احتواء الحُب لأدراجِه لِتُصبِح نظرة الاكتواء فيها :
" أن كُل شَيء قابل للانتهاء " .

فهمتُ أنّ الغُربة قدّمت الكثير من اغراءاتها لِتخلع عن عينيكَ شَهوة البقاء و
تغلب دمعتي شَهقة يتناولها حُضن أمي سَاردة لهُ حَكايا الأمكنة التي تعتّقت
بِبحّة التمني المُجبول على فكرة المُحال ، وكما تعلم يا عزيزي انقدَّت الضحكاتُ من أفواهِ
الرِّفاقِ وَ غدَت تهلهل لحظاتِ انكِسارها في هذا الفراغ العابِث بِها .

لا أعرِف كيف تُفسّر نداءاتي في غابات حرمانكَ فَمَن يُسيّر رغبته في حرائِش الغوايَة
ويُشعِل فتيلَ القُربِ ليحرِق لَعنة فاحشتهُ ويَستغل أجسَاداً اغتصبها الحُب عنوة
فَهُو يفعل كبائِرَ حُبهِ ثمّ ينحني لِقهرٍ يُعيد شَهوتهُ لِسابق عهدها ( طفولته ) .
وإذ بِشيطانكَ يَفتِي لكَ عذراً تُبرهنهُ لِكي لا يُخَدش احساس القُرب بِأظافر التمادِي في حقّكَ
وحق من وشوشَكَ كَذِباً أن هذا انتِصاركَ الأول . .

لا بأس ، أدْركتُ أخيراً أن مَشاريع انتمائك بُنيت على أساس غريزة التملّك
فَوالله سَأربطُ بها شظايا قَرارٍ ملتهِبة تبرئَ الأوطان التي لُذتَ إليها عداي
وأوثّقهُ ببصمَةِ الوداع حتى ولو كنتُ أعلم أن جوعي سَيُؤثِمني بِسرقة رغيفٍ محشو بالأمان
كلما وضعتهُ بمقدّمة فَمي تذكّرت أنّ هنالكَ ذئاب ضالة تنهَش من أطراف ضحاياها
حينها لَن يسمح لي كبريائِي أن أقول : أني كنتُ إحداها .

الحياةُ جميلة رغم كل هذه البعثرة المرتبة بعدما نظرتُ إلى
الساعة فََوَجَْدت عَقَاربها تَكنُس أرْضِيّتها على مدار السّنة دونَ تَعَب أو كَلل
فَاصْطَدَمت بِالتوقِيت فِكرةٌ جهنّمية تَختَبيء خَلف العقرَب الصغير تطمِس هوية بَوحي
لكن سَأقطِف رأسهُ الحانِي قَبل أن يَلدغ لِسانَ كتابتي وأعرِضها مختومة بابتسامة متلهّفة
لِعناق حبيبٍ تصدّى نصيبهُ المُجرم في حقّ قلبه الوحيد ..
أنا أعتَذِر لأنني اعتديتُ على ملامحكَ المؤرّخة في صرخاتِ حلمي وَ لأنكَ أثرتَني
على نفسكَ ، فثمّة اعتداء لا زال يلبِسني إثمهُ وانطلت عليّ كذبة الصمت المتوافقة
مع حُزنك ، بعدها تعقّلت أهوائِي لكن حفظتُ حقوق جنوني اللذيذ الذي لا أخلطه
بِتبرّج العفوية يا عزيزي . .

ساره عبدالمنعم 01-07-2018 01:20 AM

لذيذه حروفك رغم حزنها
دمت بخير

نادر عتيق 01-07-2018 11:56 AM

بعثرة مرتبة
هنا ضعنا في الجمال
وتبعثرنا

شكرا لجمالك

جليله ماجد 01-07-2018 03:34 PM



غريب حرفك !
تبدئين نصك بتعميم كلي ...
حتى تخصصين أرواحا نكاد نقسم بها .. !
مع كل ضجة لحروفك أيقن ..
سبحان من أعطاك هذا البيان ...
جميلة كانفلاق الصبح .. :)

رشا عرابي 01-07-2018 05:39 PM

من الغربة وتوصيف مرارتها
إلى الشتات المُنسلخ عن ماهيّة التّشبث
إلى الفوضى الـ تمسك بـ تلابيب الأشياء وتنزع عنها طمأنينتها
إلى الحياة وزخرفها وبهرج البقاء المقيت
إلى القفلة التي أربكت تأويلي بلسع العقرب الصغير من حُمّى المضيّ

زُبدة السُّلاف
رُواءٌ يا سقيا

:icon20:

سُقيا 01-07-2018 10:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره عبدالمنعم (المشاركة 1035169)
لذيذه حروفك رغم حزنها
دمت بخير


مرحباً بكِ كثيراً يا ألق .

سيرين 01-08-2018 12:10 AM

وهل الاقمار تحتاج الي غيرها لتضيء ؟
يا لها من بعثرة اعادت ترتيب فوضى الروح بما يليق بشموخها
ويا له من حرف اتسع به الضوء وسلب من الذائقة دهشتها
رااائعة وجدا مبدعتنا الغالية \ سقيا
دمتِ كلغة المطر غيث لا يفل
عام سعيد .. ود وياسمين

\..:icon20:

نادرة عبدالحي 01-09-2018 01:23 AM


كل شئ قابل للإنتهاء مقولة مؤلمة حد العمق .مؤلمة في واقعيتها وضربتها
هُناك امور كثير لا تستحق أن تنتهي ,
اقتباس:

" أن كُل شَيء قابل للانتهاء "
الغربة .إغرائتها. البقاء. سلسلة تُصيب الأعزاء بأسهم دامية
فالغربة قدمت امور كثيرة لصاحبها لكي يبقى بعيدا عن أحبابه ووطنه .وهذا ما أل إليه حال الشباب العربي.
يرون في الغربة العصا السحرية لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم .
اقتباس:

فهمتُ أنّ الغُربة قدّمت الكثير من اغراءاتها لِتخلع عن عينيكَ شَهوة البقاء
أرى هُنا قرارا حازما لنفسا جريحة يبتدأ بقسم .أرى أنثى تُداوي جُرحها بنفسها وتكمل المسير
لا أدري حدسي صائب ام لا لكنني أحسستُ بمركز قوة في هذه الجملة .وكبرياء جميل الوقع .
اقتباس:

فَوالله سَأربطُ بها شظايا قَرارٍ ملتهِبة تبرئَ الأوطان التي لُذتَ إليها عداي
وأوثّقهُ ببصمَةِ الوداع حتى ولو كنتُ أعلم أن جوعي سَيُؤثِمني بِسرقة رغيفٍ محشو بالأمان


الساعة الآن 07:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.