آه لو تعلم الفراشات
===========
الشعر ليس زهرة نشكها في عروة سترتنا ؛ ولكنه صليب من المتاعب نحمله على أكتافنا . إنه مشي مستمر على سطح من الكبريت الساخن . نزار قباني
------------------------------------------------------------------------
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============

ايُّهذي المساءات خبريني
لماذا لا تؤمُ الفراشاتُ
قناديل الشعر
في أندية المدينة ؟

أَتُراها
تحسبُ الشِعرَ شيطانا
لأن مِن قائليهِ
من ينصبُ الفخَّ للفضيلة ؟

يَقُدُ قميص الكلمات
مِن دُبِرٍ
يهتِكُ عذريةَ الحرفِ
فيئنُ الحياءُ
لافظا أنفاسَهُ الأخيرة .

أم تُرَاها
تحسَبُ الشِعرَ
فقد الدفءَ والسِحْرَ
والنبوءةِ
ويبدو غريبا
طالت به الأسفارُ
وضلَّ سَبِيلَهُ

كَعُلْبَةٍ فارغة
تلهو بها الريحُ
على الشواطئ البعيدة ؟

آهٍ
لو تعلمُ الفراشاتُ
أنَّ الشاعر
بين جوانحهِ حريقٌ
ومِن بقايا الرمادِ
تولدُ القصيدةُ
ويمضي المسكينُ
حاملا قلبَه
على جسد القصيدة

ينتفضُ
مِن وطأة الحريق
والجرحِ
أو الأشواقِ الدفينة

بينما القصيدةُ
لا يَرِفُ لها جفن
خوف القطيعة .

آه
لو تعلمُ الفراشاتُ
أنَّ إكسير المحاياةِ
هو قراءةُ القصيدة

لتوضأتْ
بندى الورد
في الرياض الخُضر
أو في الخميلة

وصلَّت
في محراب الجمالِ
ليتولى الشعر
زِمامَ الحياة والخليقةِ

يبني المدائن
من عقيق الحرف
ولؤلؤ التفعيلة

يهدهِدُ الأرواحَ الحزينةِ
يُخَثِرُ الجِراحَ
فتتجافى الجوارِحَ
عن وحلِ الخطيئة

وتنمو للقلوب أجنِحَةٌ
من نورِ مِشكاة
وزيتونةٍ

وتغنى
حُيِّيتَ ياوطن الشعر
يامهبط الجمالِ
وفراشاتِ الفضيلة .