![]() |
توأم الحرمين
توأم الحرمين د. طاهر عبد المجيد منذُ التقيتكِ صورةً بخيالي وفرحتِ بي وسأَلتِ عن أحوالي ما عُدتُ أعرفُ كيف أمسك أدمعي وأرتبُ الكلمات في أقوالي ما عُدتُ أعرفُ ما أُريدُ وما الذي لا أستطيع وما عليَّ ومَالي وشعرتُ أنِّي لم أعدْ من يومها وحدي أنا المسؤولُ عن أفعالي وكأنَّني قلمٌ تُحركهُ يدٌ مغلولةٌ بتذَّكرِ الأغلالِ أَتُرى الزمان أعادني لطفولةٍ ما عشتُها من قبل كالأطفالِ؟ أم أنَّ طيفَ الحبِّ أشعلَ ثورة في داخلي كي ينجز استقلالي؟ منذُ التقيتكِ لم تغادرْ مُقلتي قسماتُ وجهِ الشمسِ في الآصالِ إنِّي أراها نمتُ أم أنا لمْ أنمْ وخطرتِ أمْ لمْ تخطري في بالي وكأنَّما نُقِشَتْ لوجهكِ صورةٌ في مُقْلَتِي كالنَّقشِ في الصلصالِ يا توأمَ الحَرَمينِ كيف سنلتقي والموتُ ينصبُ خيمةً بِحِيَالي كم من طريقٍ عنكِ حين سألتهُ لمْ يكترثْ وأجابني بسؤالِ وأبى الزمانُ بأن يجيب مبرراً عدم الجواب بكثرة الأشغالِ من يومها وأنا أُفكر ما الذي في وسعهمْ أن يفعلوا أمثالي فَلْتَعذريني لو أخذتُ لمرةٍ بنصيحةِ الشهداءِ والأبطالِ لمْ تترك الأيام لي من فرصةٍ إلا ركوب الموت والأهوالِ هي طلقة ٌفي القلب تفصلُ بيننا وستنتهي آمالنا بوصالِ أنا ملءُ قلبي يا بلادي عاشقٌ والعشقُ حتى الموت بعض خصالي فتزيَّني بالياسمين وبالندى وتهيئي يا قدسُ لاستقبالي هذي نجوم الليل تطرحُ نفسها في راحتيك جواهراً ولآلي والشَّمس ترمُقها بمقلةِ حاسدٍ وتقول: آهٍ لو تقولُ تعالي لا تظلميها إن أشرتِ لها ولمْ تُسرعْ إليكِ مُجيبةً في الحالِ هي هكذا الأنثى تُغلِّفُ حبَّها ومُرادها بتمنُّعٍ ودلالِ ولْتَزرعيها وردةً محظوظةً في شَعْركِ المنسابِ كالشَّلالِ أو فامنحيها نظرةً تسعى بها بين الشُّموس بعزةٍ وجَلالِ أنتِ الجمالُ جميعه فتبرَّعي بالنِّصف للحُسَّادِ والعُذَّالِ ولْتَجعليه على الجمال ضريبةً سنويةً كضريبة الأموالِ ما ضِيْمَ يوسف في غياهبِ سجنهِ لو لمْ يكنْ ذا عِفِّةٍ وجمالِ *** لكِ يا شغافَ الروح أن تتخيَّلي كمْ بيننا من أبحرٍ وجبالِ وكم انتظرتُ على رؤوسِ أصابعي كمُعَلَّقٍ من رأسه بحبالِ حيناً أقولُ لعلَّ قصةَ حبِّنا كُتبتْ لشمسٍ في السَّما وهلالِ وأقولُ حيناً: لا سيضحك حظُّنا يوماً لنا أو في الصباح التالي وأرى الزَّمان وقد أتى بجنودهِ ليذوِّبَ الأبعاد تحت نِعالي حتى سئمتُ الانتظار وعاد لي أملي الوحيد ممزق الأسَمَالِ وبدأتُ أبحثُ عن خيارٍ آخرٍ فوجدتهُ يشكو من الإهمالِ فَلْتَمنحيني الآن آخرَ فرصةٍ لأراجع التاريخ بِضْعَ ليالِ ولأجعلنَّ اليأسَ ييأسُ قَبْلَنا ويموتُ منتحراً بغير قتالِ ولأجعلنَّ الخوف يخشى ظلَّهُ ويذوقُ طعم الخوف والإذلالِ ولأجعلنَّ الصبرَ يفقدُ صبرهُ فينا ولا يدعو إلى استمهالي مهما تمادى المستحيلُ سنلتقي في هذه الدنيا ولو كظلالِ إنْ شاءَ لي هدم الجبال هدمتُها ونقلتُ ماء البحر بالغربالِ أو شاءَ لي جمع النجوم جمعتُها متسلقاً ظلاً لحبلٍ بالِ أنا لا أريدُ سوى اللقاء وبعدهُ فليأخذوا عمري فلستُ أُبالي وستعرفُ الأيامُ بعد لقائنا أنِّي بهذا القول لستُ أُغالي أنا لستُ ممن يخذلون وعودهم ويُمرِّغونَ القول في الأوحالِ في موكب الشهداء جئتكِ راكباً شوق المحبِّ إلى الحبيب الغالي فإذا وصلتُ فعانقيني ساعةً حتى تدبَّ الروحُ في أوصالي ويكون في وسعي الوصولُ بقبلةٍ ليديكِ يا ذاتَ الجَبينِ العالي آتٍ إليكِ على أكفِّ أَحبَّتي كسحابةٍ تعبتْ من التِّرحالِ آتٍ بقلبٍ ما ذُكرتِ أمامهُ إلا انتشى واهتزَّ كالزِّلزالِ يا قدسُ يا وجع القلوبِ ونبضِها يا مُلتقى الأرواح والآمالِ سيلومكِ الشهداء إنْ لم تنسجي من هذه الأرواح أجمل شالِ لكِ أنتِ أن تتخيري بإشارةٍ مَنْ شئتِ مِنَّا قبل كلِّ نزالِ ولكِ القلوبُ قلائداً وأساوراً ولكِ العيونُ تَصِلُّ في خلخالِ هيا البَسِيها كي تُضيفَ لحُسنها حُسناً وتُصْبِحَ مَضْرِبَ الأمثالِ ما السِّرُ فيكِ وفي هواكِ فكلُّ من يهواكِ يغشى الموت باستبسالِ وأراه يُنهي في هواكِ حياته بيديهِ قبل نهاية الآجالِ وكأنَّ هذا الموتَ فيكِ وسيلةٌ كي تلتقي الأجيالُ بالأجيالِ هذا زمانُ المعجزاتِ فحاولي أن تُنجزي ما شئتِ من أعمالِ زمنٌ بوسعكِ أن تنالي قلبهُ بالعزمِ أو بالعلمِ أو بالمالِ فتخيَّري ما شئتِ من أدواتهِ ثُمَّ ابحثي عن ساحةٍ لنضالِ «فإذا هي اجتمعتْ لنفسٍ حرةٍ» لمْ يبق شيء يُشتهى بِمُحالِ |
يا قدسُ يا وجع القلوبِ ونبضِها
يا مُلتقى الأرواح والآمالِ سيلومكِ الشهداء إنْ لم تنسجي من هذه الأرواح أجمل شالِ تبارك الله وتلك الملحمة التي تليق بتوأم الحرمين المجد لها وهنيئا لشهدائها وقد اعتلوا طهر المقامات عزة واجلالا لك الله .. وسلام علي من تقدست بها العزة شموخا سلمت يمناك شاعرنا المبدع وهذا الغدق الذي أتمم حق الضوء مودتي والياسمين \..:35: |
يا توأمَ الحَرَمينِ كيف سنلتقي
والموتُ ينصبُ خيمةً بِحِيَالي كم من طريقٍ عنكِ حين سألتهُ لمْ يكترثْ وأجابني بسؤالِ يالله ما هذه الملحمة العظيمة وماهذا الإحساس العالي تستحقّ القدس هذا الجلال و الإجلال ليست مجرد قصيدة هنا رسالة و إقرار تسليم و استسلام تكليف و تنفيذ هذه اللوحة التي نُسجت يلهيب الروح تدمي القلوب و تشحذ الهمم رائعة يا ابن النور سلمت أناملك |
من أروع القصاىد وأجملها قصيدة الدكتور طاهر عبد المجيد !! قصيدة فيها من جمال السبك و قوة التأثيرالشيء الكثير وخصوصا البيتين اللذين اقتبستهما الأخت الكاتبه سيرين. ىاقدس يا وجع القلوب ونبضها ! ما أعجب من إعجابي!! إلا عدم تثبيتها من قبل الأخت مشرفة الشعر الفصيح الأديبه والشاعره إيمان طهماز فلتبادر بذلك وفقها الله ... ورمضان مبارك على الجميع ونسأل الله فيه المغفره . |
أختي الكاتبة العزيزة سيرين:
أشكرك على هذا التعليق الجميل الذي اعتدت عليه ولا أستطيع أن أجاريه كما سبق وأن قلت. فما تكتبينه تعليقاً على ما ينشر من شعر في هذا المنتدى الراقي يضيف جمالاً إلى الجمال الذي تحاولين أن تلقي الضوء عليه في النصوص الشعرية. سلمت يداك. وكل عام وأنت بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. مع خالص تحياتي. |
الشاعرة المتألقة دائماً إيمان طهماز:
أشكرك من أعماق قلبي على هذا الإطراء الذي لا أستحقه. أعرف أن القصيدة طويلة وربما أرهقت القراء ولكن موضوع القصيدة هو القدس والقدس جرح كبير في جسد الأمة العربية حاولت أن أحيط به شعراً فلم أستطع. وحسبي أن أخدش بقصيدتي هذه الضمائر النائمة عسى أن تستفيق وتصغي إلى صرخات القدس التي تحولت إلى أنين خافت بعد أن يئست ممن استجارت بهم ولم تجد فيهم نخوة المعتصم. أتمنى لقصيدتي هذه أن تشحذ الهمم كما قلت وعبرت عنه بطريقتك الفريدة في التعبير, أشكرك مرة أُخرى مع خالص تحياتي وتهنئتي لك برمضان المبارك. |
أخي الشاعر عبد الرحمن الماضي:
أشكرك على رأيك بقصيدتي الطويلة نسبياً وأقدر لك اقتراحك هذا الذي أسعدني لا لشيء وإنما لأن موضوع القصيدة يتعلق بالقدس التي تتعرض لانتهاك جديد لحرمتها بنقل السفارة الأمريكية إليها كما تتعرض لطعنات متكررة تأتيها من هنا وهناك مصدرها الصمت العربي والإسلامي. وتثبيت القصيدة يمنحها الفرصة لمزيد من القراءة عسى أن تترك أثراً ما في أكبر عدد ممكن من القراء. أسعدني رأيك في القصيدة وخصوصاً وأنه رأي شاعر يعرف ما هو الشعر. مع خالص تحياتي. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. |
اقتباس:
الذي تزامنت به مع اقرار السفارة الأميريكية في القدس ستنال حظها في التثبيت شكرا لك أخي الطيّب |
الساعة الآن 12:08 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.