![]() |
نعم آتون
إلى فلسطين الحبيبة وبمناسبة يوم الأرض (30 آذار) أهدي هذه القصيدة. نعم آتون شعر: د. طاهر عبد المجيد __________________ لِمَنْ أَشكو هُمومي واغْتِرَابِي عن الوطنِ المُسَيَّجِ بالحِرابِ وعن أرضٍ تَرَكْتُ على ثَرَاهَا خُطُوطَ يَدِي وأَحْلام الشَّبَابِ وأَسئلةً طرحناها صِغاراً وما زالتْ هناكَ بلا جوابِ ومن إلاكَ يا وطني وحلمي يُقاسمُنِي على بعدٍ عَذابي ويصبو أن أُبدِّل كلَّ يومٍ من الأفراحِ ثوباً من ثيابي أَرى كلَّ الطيورِ تعودُ شوقاً إلى أوطانها بعدَ الغيابِ وماءُ البحرِ يَرجعُ بعدَ حينٍ إليهِ إذا تَغَرَّبَ في السَّحابِ فمالي كلَّما وَجَّهتُ وجهي إلى وطني يكبِّلنُي اضطرابي؟ ويَدعوني الطريق وحين أَمشي تَذوبُ خُطايَ في شوقِ الإيابِ؟ لقدْ أَقسمتُ يا وطني بربٍّ رحيمٍ لا يجاملُ أو يُحَابي سأقتلُ ليلَ غُربتِنا بفجرٍ أُجرِّدُه مِنَ الحَلَكِ المُذابِ وأَجمعُ عَظْمَ من قتلوا حنيناً إليكَ وغُيِّبوا تحتَ التُّرابِ سأَحملُهُ على ظَهري وآتي إليكَ به على رغمِ الصِّعابِ وتلك وصيةُ الفقراء فاخترْ لهم ما شئتَ حضناً في الهضابِ عساهم يبعثون كما أرادوا معاً من دفءِ أرضكَ للحسابِ وللشهداءِ أرواحٌ تَراها إذا حدَّقتَ فجراً في الضَّبابِ نعمْ آتونَ من كلِّ المَنَافي كفجرِ العيدِ فافتحْ كلَّ بابِ وأَيقظْ فرحةَ الأشجارِ زهراً وعطراً في السهولِ وفي الرَّوابي وعندَ لقائِنَا لا تُلْقِ بَالاً لما سَتَرَاهُ فينا منْ خَرَابِ فَتُفْسِدَ فرحةَ اللُّقْيَا فإنَّا تعوَّدنا على مُرِّ الشَّرابِ نعم آتون شبَّاناً وشيباً وأطفالاً كآسادٍ غضابِ خَبِرنا الموت حتى صار يخشى علينا كالوفيِّ من الصِّحابِ وعلَّمنا البنادق في صباها أساليب الحوار مع الذئابِ أزيزُ رصاصها في القولِ يُغني عن التِّكرارِ أو شرح الخطابِ فلا تحتاجُ إن بدأت حواراً مقدِّمةً لتعريفِ الصوابِ ولولاها لما أوصى زماني بإعطائي الأمان بلا حسابِ فكم عشنا على الذكرى بدمعٍ نخزِّنهُ كماءٍ في الخوابي وكم عانيت في قومي لأنِّي دأبت إليكَ أفخر في انتسابي فيا زمن العذاب إليكَ عني ويا وطني تهيأ لاقترابي تسابقني إليكَ الروح شوقاً إلى ذكرى ليالينا العِذابِ فما أَحلى الحياةَ وأنتَ فيها تُلخِّصُها كفاتحةِ الكتابِ ولولا أنتَ لم أعشق حياتي وقد كانت سَرَاباً في سَرَابِ |
: طاهر عبدالمجيد أهلاً بك و بالشعر معك و فيك . ، وللشهداءِ أرواحٌ تَراها إذا حدَّقتَ فجراً في الضَّبابِ ، هو الشعر .. الوحيد القادر على المواساة و المؤانسة ، يتقنه مَن يتقن الحياة ، و أنت ياطاهر أحد أسراره و أزهاره العاطرة . ؛ [ نعم آتون ] نصٌ بدأ عنوانه بـ "نعم" وهي تأكيد لما بعدها .. أما مابعدها فليس حلماً بل هو واقعٌ سيقع ، ولأجله و من أجله يكون للحياة طريقٌ وهو الخُطى وكل الخطى تقود إليه . ، طاهر أنرتَ المكان وعطّرت الزمان فكن قريباً |
تحية لكل من ألتحق بركب الحشد الشعبي تقديساََ لأسرار الجهاد والشهادة
تحية لحرف سمى بعناقيد نظمه وهجا وانتشى به المدى رفعة ونورا سلمت شاعرنا المبدع \ طاهر عبد المجيد ودمت غدقاََ مودتي والياسمين \..:icon20: |
نجد في القصيدة الماضي والحاضر ومستقبل مليئ بالأمل مشهد رائع شاعرنا بالفعل كالعيد وأكثر ، مشهد يجعلنا نرى العائدين لحضن الأم من كل المنافي ، لا حدود مُغلقة ولا حواجز تمنع اللقاء ، بلا شك سيزداد الربيع جمالا ، اقتباس:
الشاعر د. طاهر عبد المجيد زرعت في النفس الأمل الكبير الذي نحتاجه لإبقاء الفرح على ثغري أمنا ، سلمت يداك شاعرنا الفاضل وأعادكَ الله سالما معافى من المنافي القاسية ، |
أخي العزيز قايد الحربي: أشكرك على إطلالتك الجميلة على القصيدة وعلى إطرائك الأجمل بكلمات يفوح منها عطر الحب. حب الشعر والشعراء. في الحقيقة أعددت هذه القصيدة للمشاركة في مسابقة شعرية أعلنت عنها إحدى المؤسسات الفلسطينية المهتمة بحق العودة قبل عشر سنوات تقريباً ولكن للأسف أُلفيتْ هذه المسابقة فيما بعد لأسباب لم أعرفها وبقيت القصيدة تبحث عن منبر للشعر فوجدته في منتدى أبعاد أدبية وهي فرصة طيبة للتعبير عما أكتمه من شوق وحنين مازال يعذبني منذ سنين وسنين إلى وطن مازال هو الآخر يعاني عذاب الانتظار، ومما يزيد من عذابه أن الكثير من أحبابه سقطوا شهداء على الطريق لأنهم لم يطيقوا الانتظار وآثروا أن يعودوا أرواحاً تعانق الوطن كل يوم في ضباب الفجر. أشكرك مرة ثانية وأتمنى لمنبركم هذا مزيداً من التألق والنجاح وأعتذر لانقطاعي الطويل عن النشر لانشغالي بأمور أُخرى تبعدني عن الشعر. ولعل مناسبة هذه القصيدة هي التي انتزعتني من مشاغلي وهمومي الكثيرة لتذكركم بي. تحياتي. |
أختي الكاتبة المبدعة سيربن: أشكرك على هذا التعليق الجميل بحوف تكاد تضيء سحراً وروعة لخروجها مباشرة من قلب يحب الشعر ويقدره. تحياتي ومودتي. |
أختي الكاتبة المتألقة نادرة عبد الحي: سعدت بمرورك الجميل بالقصيدة وسعدت بك القصيدة وأنت من أنت في النثر الأدبي. تحياتي ومودتي. |
:
وعندَ لقائِنَا لا تُلْقِ بَالاً .. لما سَتَرَاهُ فينا منْ خَرَابِ. لم يوجعني أكثر من هذا البيت | وكأنهُ لقطة سينمائية متوقّعة لمخرجٍ لم يولد بعد! هذه القصيدة طاهرةٌ ياطاهر. لذلك لا تعليق إلا : يارب.. 🌹 |
الساعة الآن 06:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.