منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الشعبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   في شارعه (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42679)

عبداللطيف ظاهر 12-21-2020 02:32 AM

في شارعه
 
تعلمت أن أقول « لا »
في الوقت الضيق
وللفرصة متأخرة الوصول
وللأشياء التي تأتي كصدفة
باردة وجافة ...
وللعائدين بعدما جف نهر حنيني
وتعلقت بالصمت..
تيقنت أني سأعبر بوابة الحزن والألم يوما ما
سأخرج كطائر مهاجر يلوح له الجميع
ولا يحمل معه شيئا سوى جناحيه..
تعلمت...
أن أتوقف على مسافة كافية
بيني وبين الأشياء التي أحبها..
أنظر لها من بعيد، أتمناها، وأعود
دون أن أفقد الرغبة بها.
وتعلمت المراوغة بين الصور
المتعلقة بذاكرتي
فأصبحت الذكرى مجرد ذکری
لا تنال مني شيئا
ولا تبكي عيني يوما..
تيقنت.. أن لا أحن لوجوه بعيدة عداك..
وأن حنيني لك كل يوم يقتلني
وتيقنت أنني الطفل بين أطفالي حين يقولون:
أبي...
.
.

الـلـي تـشــوفه عـجـز لا يـجمع شـتــاته
روحــه مــن الـفـقـد كـل لـيـلة يــنازعها
ومـن كـان فـقـده لـروح أكـبر خسـاراته
أمــــوال هــالـكـون كــلّــه مـاتـرجــعـها
لا مـــر فـــي شـارعـه يـكــثـر تـلـفّــاتـه
كـــنّــه يــدوّر عـلـى حـاجــة مـضـيّـعـها
قـــلـبــه لــيــا مــــر بـيـتـه زاد دقـــاتــه
وإن شـــاف ســيــارتـه وقّـــف يـطـالعها
الـقــلب عـايــش عـلى ذكــرى حـكـأيـاته
وإلـيـا أنـذكــر زادت بـنفـسـه مـواجـعـها
مـا كــان هــذا الـمـفـارق مــن خـيـاراته
وش عــاد لــو هـلّــت عـيـونـه مـدامعها
.
.
.

مــن أخــذت بـوكـه وسـاعـته وبـطاقـاته
روحــه خــذت من حـيـاتي ما تبـي معـها
يضيــق صـدر الرجـل لا صـاروا أمـواته
أغــلى مـن اللي عـلى الأرض ومرابـعها

خالد صالح الحربي 12-21-2020 02:39 PM

:
يا لطيف .. ياعبداللطيف !
🌹

رشا عرابي 12-21-2020 08:03 PM

توليفة بين سحر الشعر وبيان النثر...
ونحن في منتصفِ السطر مُندهشون

بورك هذا الحرف ومُلهمه

عبدالإله المالك 12-22-2020 12:00 AM

الوجد والفقد مؤلمان..
والمشاعر حية متقدة

حييت

وليد الفالح 12-22-2020 01:52 AM

العبرة مو بالكم العبرة بالكيف يكتب الشعر
كل المتصفح شعر من السلام إلى مسك الختام
صحّ بك الشعر
تحيتي

قايـد الحربي 12-22-2020 06:29 PM

:
:

الحزن الذي هنا : شعر
الشعر الذي هنا : حزن
عنوانهما الفقد ..
وشاعرهما عبداللطيف دائماً مايقدر
على حرث أرواحنا.

سعيد الموسى 12-31-2020 02:46 PM

أتذكر أنني عندما قرأت هذا النص وقفت في منتصف الشارع ياعبداللطيف
وكتبت رد حينها ولكن قمت بشطبه ، وهذا أنا أدخل مرةً أخرى ..
" توجعك القصيدة الصادقة ياأخي ، توجعك والله "
وحينما توجعك تكون أكثر عفوية في الرد ، آلمني ألمك أكثر ممّا آلمني النص "

:34:

نادرة عبدالحي 01-02-2021 08:17 PM


مشهد فني ورائع رغم الكم الكبير من الألم ،
ولكن ان يكون الانسان صاحب الحزن متيقن بأنه سيعبر
من بوابة الحزن يوما وسيخرج منها كالطير المهاجر وجناحيه
هما طريقه نحو الخروج لينتفض وَيمسكَ النور ،
اقتباس:

تيقنت أني سأعبر بوابة الحزن والألم يوما ما
سأخرج كطائر مهاجر يلوح له الجميع
ولا يحمل معه شيئا سوى جناحيه..

وهو كذلك أن نمر بالصعاب نستخلص العِبر ونتعلم ،
فالمواقف الحياتية وجدت لنتعلم منها حتى لو كانت اشد قسوة واشد إذاءة ،
والمرور فيها يجعل الانسان يتعامل مع المواقف الاتية بتوازن وبشكل افضل ،
اقتباس:

تعلمت...
أن أتوقف على مسافة كافية
بيني وبين الأشياء التي أحبها..
أنظر لها من بعيد، أتمناها، وأعود
دون أن أفقد الرغبة بها.
الشاعر الفاضل عبد اللطيف ظاهر حين تنسجم الروح في عمق قصيدة

تتمنى الذات ان لو لم تنتهي القصيدة ، بل تكون كالنهر الجار،


الساعة الآن 07:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.