![]() |
النسرُ والخنفساءُ !
حدثني أبو فتاين قائلًا : كان هناكَ خنفساء صغيرة ، تعيش في تجويفٍ وسط شجرة ! وذات يومٍ هبتْ عاصفةٌ شديدةٌ ، حطمتْ بعض الأشجار ، فوقفتِ الخنفساء وسط التجويف ، ونظرتْ إلى الأشجار ، وقالتْ : زفرةٌ مني فعلتْ كل هذا ! فبمَ يفوقني النسرُ ؟! يجبُ أن أحُلَّ محله ، فتأتمرُ الطيور بأمري ، وتنزجر عند زجري ! طارتْ ميمِّمَةً نحو الصخرة ، وسط اجتماع الطيور ، والنسرُ أعلى الصخرة يتحدثُ إليهم بصوتٍ جهوريٍّ ، وساقها نحسها إلى أسفل قدمه ، فبدأتِ التَّشَدُّقَ والتهديد والوعيد –التي ضاعتْ أمام جهارة صوت النسر- ، وسحقها بأحد مخالبه أثناء تحركه ، ولم يشعر بها ، أو يعلم أحدٌ ، وذهبتْ ضحية جهلها لقدرها وقدر غيرها ! ومن يقل الغراب ابن القماري يكذبه إذا نعب الغرابُ يا هذا : تجاوزتَ الحدَّ ، وصعَّرْتَ الخدَّ ، وقد علمتَ أنتَ وجميع من معكَ ، أنكم لا تبلغون منزلتي ، ولا أحد منكم يدانيني فضلًا عن أن يضاهيني ، ولو جُمعتم وُدمجتم في مسلاخٍ ! وخِيْسُ الليث محذور الولاج لا يدخل الغربان وكر الهيثمِ لن أقولَ : متى أضع العمامة تعرفوني ! لكني أعرفُ من دون وضعها ، ولئن كان الورد يسبقه عبيره ! فأنا تسبقني صواعقي وسكراتي وغمراتي ! فاحذرْ صولة الهزبر ففي زئيره الحتفُ قبلَ الحتفِ ! لا أعلمُ لم هذه البادرة منهم ، مع أني لم أتخطَّ الخطوط مع أحدٍ ، ولم أُبَادِرْ بما يسوءُ ! إن الأفاعي وإن لانتْ ملامسها عند التقلبِ في أنيابها العطبُ يا هذا : إنكَ بحجم بعوضة ، وإن تعاظمتَ بمن معكَ فلن تعدوَ ذبابة ! وترومُ الثريَّا بعنقٍ لا يجاوزُ عنقَ نملةٍ ! يا هذا : فوَّقتم إلى الأدب سهام لُكْنَةٍ ، وسيوف حُكْلَةٍ ، وزفرات عجمةٍ ، وأحرقتم مدينته ، ثم وقفتم أمام جثمانه تبكون بقلوبٍ من صخرٍ ، وعيونٍ من زجاجٍ ، وتندبونه بألسنٍ بكماء ! والذي لا إله إلا هو ، ما رفَّتْ عيني من أجلكم ، ولم أحفلْ لأحدٍ –في ميدان القلم- مهما عظُمَ في نظركم –وإن خلتم- أن الأَنَفَةَ كبرٌ ، فأنا زعيم المتكبرين ، المرتدي رداءً يسعُ الثقلين ! حذرتُكَ ، وأنبأتُكَ ! لكنكَ سدرتَ ، وهذا عودُ ثقابٍ (ونفثة امتعاض) ، وإن تماديتَ مزقتْكَ سَوْرَةُ الغضب ، وأحرقتْكَ حممُ البركانِ ! • امرحْ قريبًا من سياج الحظيرة ، ولا تخطُ نحو غيل الهزبر ! وليد اللحظة ! |
أجمل النصوص تلك البكر..
غير المنقحة بل وليدة اللحظة.. عبد العزيز.. أحببت الرمز و التأكيد على منزلتك الراقية.. و هذا لن يزعزعه أحد بالتأكيد.. فلا تهتم بنباح كلاب.. لك كل الاحترام والتقدير.. |
الكاتبة الموقرة جليلة : مرورٌ أندى من ندى الصباح ، وأرقُّ من نسمات الربيع المضمخة بأريجه . |
روائع الكتابة تجعل قارئها قرير العين هانئا بهذا الكم الهائل من صحيح الكلام وجميل العبرات ، أُسلوب يدهشني كلما جالسته ، دام ابداعكم خير جليس في هذا الزمان ، ودمتم في أفضل حال، ، |
أهلاً بالعبد العزيز ..
من الذي أغضبك حتى أخرج لنا هذه الحمم البركانية من النثر والشعر .. أحببت الرمزية والإستعارات في هذا النص المكتض بالوعي والأنفة دمت بخير :34: |
الإنسان مهما بلغت به العظمة يبقى عاجزا عن رد البعوضه عنه
التواضع سمة الحكماء والعقلاء ورحم الله إمرأ عرف قدر نفسه ولم يتطاول في مجالس ليست مجالسه كل الشكر لك |
الأديبة الموقرة نادرة : مرورٌ يبعثُ بقلبي أنس وسرور يومٍ كاملٍ ، ويزيل ما ألمَّ بالقلب من سأمٍ ، وكدرٍ ، وامتعاضٍ (امتناني الجم) .
|
العزيز سعيد : قومٌ من ذوي اللون الأحمر ، نفخ الشيطان في مناخرهم ، فتجاوزوا الخطوط -ولم أقصد أحدًا في هذا الصرح- ، وهذه -وايم الله- ليستْ هجوًا ، وإنما عركة أذنٍ ! العزيز سعيد : مرورٌ أبهى من الدر المنضود على جيد الخود (امتناني الجم) . https://twitter.com/arabods |
الساعة الآن 02:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.