منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   النسرُ والخنفساءُ ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=44167)

عبدالعزيز التويجري 05-24-2023 10:03 AM

النسرُ والخنفساءُ !
 


حدثني أبو فتاين قائلًا : كان هناكَ خنفساء صغيرة ، تعيش في تجويفٍ وسط شجرة !
وذات يومٍ هبتْ عاصفةٌ شديدةٌ ، حطمتْ بعض الأشجار ، فوقفتِ الخنفساء وسط التجويف ، ونظرتْ إلى الأشجار ، وقالتْ : زفرةٌ مني فعلتْ كل هذا ! فبمَ يفوقني النسرُ ؟! يجبُ أن أحُلَّ محله ، فتأتمرُ الطيور بأمري ، وتنزجر عند زجري !
طارتْ ميمِّمَةً نحو الصخرة ، وسط اجتماع الطيور ، والنسرُ أعلى الصخرة يتحدثُ إليهم بصوتٍ جهوريٍّ ، وساقها نحسها إلى أسفل قدمه ، فبدأتِ التَّشَدُّقَ والتهديد والوعيد –التي ضاعتْ أمام جهارة صوت النسر- ، وسحقها بأحد مخالبه أثناء تحركه ، ولم يشعر بها ، أو يعلم أحدٌ ، وذهبتْ ضحية جهلها لقدرها وقدر غيرها !

ومن يقل الغراب ابن القماري
يكذبه إذا نعب الغرابُ

يا هذا : تجاوزتَ الحدَّ ، وصعَّرْتَ الخدَّ ، وقد علمتَ أنتَ وجميع من معكَ ، أنكم لا تبلغون منزلتي ، ولا أحد منكم يدانيني فضلًا عن أن يضاهيني ، ولو جُمعتم وُدمجتم في مسلاخٍ !

وخِيْسُ الليث محذور الولاج
لا يدخل الغربان وكر الهيثمِ

لن أقولَ : متى أضع العمامة تعرفوني !
لكني أعرفُ من دون وضعها ، ولئن كان الورد يسبقه عبيره ! فأنا تسبقني صواعقي وسكراتي وغمراتي ! فاحذرْ صولة الهزبر ففي زئيره الحتفُ قبلَ الحتفِ !
لا أعلمُ لم هذه البادرة منهم ، مع أني لم أتخطَّ الخطوط مع أحدٍ ، ولم أُبَادِرْ بما يسوءُ !

إن الأفاعي وإن لانتْ ملامسها
عند التقلبِ في أنيابها العطبُ

يا هذا : إنكَ بحجم بعوضة ، وإن تعاظمتَ بمن معكَ فلن تعدوَ ذبابة ! وترومُ الثريَّا بعنقٍ لا يجاوزُ عنقَ نملةٍ !
يا هذا : فوَّقتم إلى الأدب سهام لُكْنَةٍ ، وسيوف حُكْلَةٍ ، وزفرات عجمةٍ ، وأحرقتم مدينته ، ثم وقفتم أمام جثمانه تبكون بقلوبٍ من صخرٍ ، وعيونٍ من زجاجٍ ، وتندبونه بألسنٍ بكماء !
والذي لا إله إلا هو ، ما رفَّتْ عيني من أجلكم ، ولم أحفلْ لأحدٍ –في ميدان القلم- مهما عظُمَ في نظركم –وإن خلتم- أن الأَنَفَةَ كبرٌ ، فأنا زعيم المتكبرين ، المرتدي رداءً يسعُ الثقلين !
حذرتُكَ ، وأنبأتُكَ ! لكنكَ سدرتَ ، وهذا عودُ ثقابٍ (ونفثة امتعاض) ، وإن تماديتَ مزقتْكَ سَوْرَةُ الغضب ، وأحرقتْكَ حممُ البركانِ !
• امرحْ قريبًا من سياج الحظيرة ، ولا تخطُ نحو غيل الهزبر !

وليد اللحظة !

جليله ماجد 05-24-2023 05:35 PM

أجمل النصوص تلك البكر..
غير المنقحة بل وليدة اللحظة..
عبد العزيز..
أحببت الرمز و التأكيد على منزلتك الراقية..
و هذا لن يزعزعه أحد بالتأكيد..
فلا تهتم بنباح كلاب..
لك كل الاحترام والتقدير..

عبدالعزيز التويجري 06-04-2023 06:41 PM


الكاتبة الموقرة جليلة : مرورٌ أندى من ندى الصباح ، وأرقُّ من نسمات الربيع المضمخة بأريجه .

نادرة عبدالحي 06-13-2023 01:06 PM


روائع الكتابة تجعل قارئها قرير العين هانئا بهذا الكم الهائل من صحيح الكلام وجميل العبرات ،
أُسلوب يدهشني كلما جالسته ، دام ابداعكم خير جليس في هذا الزمان ، ودمتم في أفضل حال، ،

سعيد الموسى 06-14-2023 06:54 PM

أهلاً بالعبد العزيز ..
من الذي أغضبك حتى أخرج لنا هذه الحمم البركانية من النثر والشعر ..
أحببت الرمزية والإستعارات في هذا النص المكتض بالوعي والأنفة
دمت بخير :34:

فيصل خليل 06-21-2023 11:17 AM

الإنسان مهما بلغت به العظمة يبقى عاجزا عن رد البعوضه عنه

التواضع سمة الحكماء والعقلاء ورحم الله إمرأ عرف قدر نفسه ولم يتطاول في مجالس ليست مجالسه

كل الشكر لك


عبدالعزيز التويجري 06-24-2023 09:53 AM

الأديبة الموقرة نادرة : مرورٌ يبعثُ بقلبي أنس وسرور يومٍ كاملٍ ، ويزيل ما ألمَّ بالقلب من سأمٍ ، وكدرٍ ، وامتعاضٍ (امتناني الجم) .


عبدالعزيز التويجري 06-24-2023 09:54 AM



العزيز سعيد : قومٌ من ذوي اللون الأحمر ، نفخ الشيطان في مناخرهم ، فتجاوزوا الخطوط -ولم أقصد أحدًا في هذا الصرح- ، وهذه -وايم الله- ليستْ هجوًا ، وإنما عركة أذنٍ !

العزيز سعيد : مرورٌ أبهى من الدر المنضود على جيد الخود (امتناني الجم) .


https://twitter.com/arabods


الساعة الآن 02:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.