منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   لم يكن كلاماً ذاك الذي ارتشفناه معاً ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=821)

دلشاد 07-22-2006 11:10 PM

لم يكن كلاماً ذاك الذي ارتشفناه معاً !
 
على مسافة من روحي المنهكة ،
وعلى مقربة من قلب غيمة لؤلؤية
أحمل أضمومة وردٍ ندية بانتظار المجهول
وريثما تتأهب للحضور سأتامل توحدك بك،
وأحدثك عنا
عن صديقين أليفين كان تنادمهما جنة

جسدي الهاجع في بلاغة صمته
يروي منذ زمن سيرة الفقد
أصغي إليه بفزع
منذها، تواطأت أنا وروحي ،
على ألا نحني قاماتنا إلا للأجمل من الأشياء
.كأن نطبع قبلة على خد طفل مثلا
أن نقطف وردة،
أو نعفّر وجوهنا في تراب وطنٍ مستعاد.
ولم نختلف على أن ننحني أحيانا، لتمر العاصفة،
فليس من العدل، ولا البطولة أن أرهق قلبي
- دائما - بما لا يطيق من شموخ
تواطأنا على ألا نبذّر رذاذنا راحاتنا
إلا لمصافحة النبلاء من البشر،
وتمسيد شعر الحبيب، وتدليل أجسادنا المتعبة
ومهما بلغ بنا الوهن لا ينبغي أن نلوح بها توديعا أبداً
فالراحات الحنونة لا تتقن التلويح مودعة.
وتجاسرنا أيضا على أن نذيب الكرز - فاكهتي الأثيرة - نقطّره رحيقاً،
ونتناخبه حديثاً شهياً لا يعرف سرّ عذوبته إلا من سوّاه على غرة من الآخرين.
لم يكن، كلاماً ذاك الذي ارتشفناه معاً.
كان أمصالاً من الوعي والإحساس بمعنى الحياة.
وكم من المرات اكتشفنا أن الكلام المصفى يمكنه قهر المسافات،
وأن التنادم بين قلبين لذة محفوفة بالأماني المؤجلة
هكذا تعاهدنا على ألا يرتكب أحدنا خطيئة الغياب
وألا يفجع أحدنا الآخر بالفقد
الفقد، الذي لا شيء أمضى منه في هذه الدنيا
وكل شيء دونه، كما كنت اردد بارتعاد
وكنت تضحك أيضا، كلما قبضنا على شعراء متلبسين بمشاعرهم نحونا.
الكتابة ليست صنعتك الوحيدة، فقد كنت تجيد توزيع حبات الشغب

تكتب
اكتب
تغني
اغني
تقرأ
أقرأ
هكذا كانت تأتيني رسائل روحي بضمير منفصل عني
كأني أقيم خارج ذاتي، لتخبرني عن انسانة أخرى،
تشبهني أو تقلدني ربما !
وتقهقه بمكر طفلة تحاول ارتداء بشرة أنثى
لتصلبني مدهوشة قبالة طفلة صغيرة تتدرب على استخدام الفعل المضارع
لئلا تكون شيئا من الماضي !
وكعادتي التي لا أتوب عنها، تأوّلت أفعالي المضارعة
فحسبتها رغبة كامنة لديمومة مستحيلة
روحي الطفلة كانت تعادل رغبة الذات المؤقتة الطارئة في الحياة
ولك أن تتخيل مقدار الفزع الذي عشته بكل تفاصيله ليلة أمس
عندما فوجئت برسالة قاتلة :
- لا تعنين له شيئاً مجرد كلام لا أكثر
قرأتها هكذا:
- خسرت الرهان على ديمومة بياض لطالما اقسمت عليه
حينها توقف الزمن، وبدأت أعد الثواني لألتقط رسالة أخرى :
فارغة حتى من بياضها

أزعم أن بمقدوري كتابة سيرتي - برحيق الكرز - كما لا يطيقها أحد
حتى أظنني أعرف سر ترنح نبضي على إيقاعها
أوراق الياسمين الصغيرة يمكنني أن أتهجى أسماءها،
وأن أدللها أيضا


سأترك مساحات من البياض هنا
لانسانة أخرى تتقاسم معها كل شيء
وأغادرك دون إلتفانة !

http://song.6arab.com/7raibi..ba7ar1.ram




الساعة الآن 09:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.