قبل أربعة عشر قرناً ونيف من الآن بعث النبي الهادي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بأعظم الأديان وأتمها وخاتمها وكانت تلك الفترة تتصف بالجهل الشديد حتى أنها أسميت بذلك وكانت أحد أهم محاور هذه الجاهلية العصبية القبلية المقيته والتي نهى عنها دين هذا النبي العظيم متمثلاً في عدداً من أقواله الصحيحة فقد قال عليه الصلاة والسلام "لافرق بين عربي ولا أعجمي الا بالتقوى" وقال عنها "دعوها فإنها منتنه" وبعد توالي القرون منذ بعث النبي الهادي وفي الجاهلية الإسلامية إن صح التعبير قبل توحيد الإمام عبدالعزيز آل سعود للمملكة العربية السعودية كانت العصبية القبلية قد عادت بشكل واسع بحكم الضروف السياسية والإجتماعية في تلك الحقبة الزمنية إلا ان قدوم الموحد ضرب عليها بيد من حديد وأماتها بعد أن كانت قد بعثت فيها الروح .


وفي العام الماضي ظهر لنا البرنامج / شاعر المليون . والذي كما يعلم الجميع كان من أحد وسائل الفوز فيه والإنتقال من مرحلة إلى أخرى تصويت الجمهور مما دعى ببعض الشعراء المشاركين أن يستنجدوا القبيلة هذا الأمر اللذي أثار القبلية بشكل واسع وأنعشها خلال فترة وجيزة ولاننسى أن نشير للدور الكبير والجلي لأعضاء لجنة الحكم في البرنامج متمثلاً ذلك بعدم رغبتها في مثل هذه النوعية من القصائد وتكرار المطالبة بعدم تقديمها أيماناً منها بما سوف يترتب على ذلك من أحياءً للنعرات القبلية وتأجيجها إلا أن هذا الأمر لم ينجح في إلغاء هذه المشاركات حيث وجد فيها الشاعر وسيلة سهله لكسب عدد كبير من الأصوات والمشكلة هنا تعود إلى ثقافة المجتمع الذي تناسى أن الرابط الوحيد الذي يجمعنا هو "لا إله إلا الله محمداً رسول الله" ونحن من هذا المنطلق وإنصافاً للشعر ومحاربةً للقبلية المنتنه وإيمانا بدورنا رأينا أن نختار ممثلاً حقيقي لقبيلة / الشعر . ولم يكن هنا من وجهة نظرنا خيراً من عيضه السفياني .


مع إعتزازنا بأسماء جميلة تكتب شعراً حقيقيا مشاركة في هذا المحفل الثقافي سنكون داعمين لها عند حاجتها للدعم إلا أن رأينا أن الممثل الأول لنا هو عيضه السفياني دفعنا لأنشاء هذا الموقع مطالبين من خلاله كل الشعراء وكل جمهور الشعر الواعين القيام بدورهم في محاربة التعصب القبلي وإنصاف الشعر وجعله هو القبيلة الأولى والأخيرة التي تجمعنا .