منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   <•>~ هـل كـانَ ثـــوراً...! ~<•> (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=9104)

صُبـــح 01-13-2008 05:08 PM

<•>~ هـل كـانَ ثـــوراً...! ~<•>
 
http://awwedoony.jeeran.com/ox.jpg






ربما فتك بي شيء ٌما ... !

فهناك ما يفتكُ بالأحياء يلتهمهم كلهبٍ في حين يبقيهم أحياءً ... والحياة تستمر ولكن داخل كفن !
هناك ما يجلبُ شروراًً من عاصفةٍ تحت إمرته ويجعل البروق في قبضته
فيُنزِل القمر من عليائهِ متخثراً كالجرح وتبعثُ الشمس بجيادٍ من سعير على أعقاب الدخان ...!
ينتزع أنياب الثعابين ويحوّل مجرى الأنهار إلى منابعَ من شؤم ...!

هذا الشيء سرعان ما سحب من كنانته سهماً ليطرحني صريعةً...
إنّ بعض السهام دقيقة لا تخطيء وهاأنذا أحترق وفي قلبي الخالي يسيطر الجنون وإيقاع عقلي الملحمي كذلك !
وبإحدى عشر عقدة ألهموني فقدان عقلي !

منذ متى وأنا هنا... ؟

أخبروني حينها بأنهم سيأخذوني في نزهة ومن وقتها وأنا هنا أتنزه بين دهاليز يتعالى فيها اعتصارات العقول الجدباء !

ومن المشاعل المتموّجة ليلاً بأروقة المكان رأيتُ اللهب يندفع عالياً ليحرق ما تبقى من عقلي ! والثور الأسود لا ينام ...في حين يجعلني متيقظة أيضاً !

ما هذه الحالة التي أجد فيها فراشي قاسياً إلى هذا الحد والأغطية تنزلق عن جنباته والنوم عدائي
وخلال الليل وما أطوله بين المجانين أستلقي مقيدةً أتقلب حتى تصرخ عظامي التّعِبة من الوجع !

وعليّ أن أعرف إن كان العقل يرمي إلى تعذيبي أم هل يتسلل أذاه سراً !
ومالذي جلب هذا الثور الأسود إلى حجرتي !
إنه يتربص بي في حين أرى كل ما حولي يتلون بالأحمر !

أعليّ أن أستسلم هكذا أم أُغذّي العقل وأقاوم !

إنّ دغدغة العقل المتبقي ستكون حاميتي في هذه المصحّة السعيدة !

وحتى تثبت لأحدهم صحة عقلك لابد من إشعال أتونك في عقولٍ ليست بذات عددٍ قليل !

فكم من الأسلاك ستلتمس في أثناء مرورك بمحاولات كهربة العالم العقلاني من حولك !

كيف كانت حياتي قبل أن تنزلق قدماي هنا ؟؟
كل ما أذكره أني إنسانة ليس في أجدادي القدماء أسماء تثير افتخاري ونسبي لا يتفرع من عظيم وهذه حقيقة، ليس ثمة خدم أو أراضي خصبة أما أبواي فــ كلاهما حريصان على مراقبة ما ينفقان !
هل كنت أمّاً ؟
عقيماً ؟
مسخاً !
لا أدري

والآن

ما هذا البهلوان الذي يقفز من سريرٍ إلى سرير؟ إنه يقفز خلال المدى مابين عيني وعيني .... !

ولكن هل أراه فعلاً .... !

راقبوا إيماءات وجهه ، عينه ، شقلبات رأسه الدائرية الكاملة !
وتلاعب حاجبيه برسائل لا تحمل كلمات، ألاعيبه حين يمشي على إصبعٍ واحد ...
لا ضير في ألاعيبه ولكن لا تجعلوه يمسكُ بشحمةِ أذني الناعمة فلطالما كرهت هذا من........ !

نعم كان هناك رجل !!
كل ما أذكره جيداً أن فيه ملامح من هذا الثور الأسود المخيف ولكن ....
هل كان ثوراً !!!!

لكن ما هو مخبأ تحت ثيابي يجعلني ارتعد !
الرعب الأعمى للإنسان أن يختبئ تحت جلده كائنٌ آخر !
هنا ...
ما أقل الساعات وما أقصرها لقاء عقاقير لا تنتهي، مكرهةٌ أنا على تناولها حيث أن في آخر مرّة دسَسْتُ كبسولةً لعينة تحت لساني جعلتني أبتلع لساني بدلاً منها !

هنا يرحل الليل والنهار لم يبدأ بعد !
وهذا الضوء الخجول ما بين آيتين يجدُ فيه الممرض المغتصب أملاً بالاختباء !
إنه يجبرني على التعرّي تحت تهديد من صديقه الثور الأسود!
افتحوا الباب المضجر وانزعوا الرتاج فأنا لا أطلب كثيراً ، فرجة صغيرة تسمح لي بالهروب من فتك هذا الثور!

ليت لي حظّ تلك الطبيبة المتغطرسة فشعرها مدهونٌ بالزيت الرخيص وإكليل الزهر ينزلق من معطفها المتمثل بالبياض، إنها تحرّض الأبواب لتصدر تلك الأنّة الواشية والتي تجعل من جميع المرضى في حالة ساكنة ومنقبضة !

وتلك الحارسة ليست أهلاً لحراسة العصافير المعششة في عقولنا إن ما تستحقه فعلاً هو حراسةُ السجون !
فغالباً ما تكبلني بالأصفاد حتى تزول نوبة جنوني وحين تكبّل يداي فسيكون هناك بديلاً عادلاً وهو رشقها بحرابٍ من سبابٍ همجيّ لا يجيده إلا العقلاء !
ولكن ... ألا يطلب أحدكم من هذا الثور أن يتركني دون مطاردة حتى أفكّ أغلالي على الأقل !


انظروا قد أتى الديك كعادته في غير وقته يدعو الذكور المجانين لكدح يومٍ جديد ... ألا تعلم أيها الديك ما من رجل ينزلق بقدمه إلى هنا قادراً على العمل !
ليت هذا الثور يطمع في التهامك أو في نتف ريشك على الأقل !
ولكن كيف تصنع وشاية بحيث لا تبقى من آثار جريمتك شيء !

اذاً أيها الديك المسكين أنت في عداد الأموات !

تطفلك أودى بك ولكن أنظر إلى الثور الذي يمضي حياته في العراك ربما سيكون من المعمّرين في الغالب !

تحت سريري ينتصب بستانٌ داكن من الخشخاش هناك ينفش الطاووس ريشه الملّون ويدعوني للرقص وتُفتَن القطة بقبلات ذكرها الذي يفتنها بمواءاته في حين أني لا أسمع مواءً بل عواء !
كنتُ محطّ ترحاب إلاّ عند الحمار ذلك المخلوق البائس ربما لأنهم تمادوا في ضربه حتى أصبح ظهره موشوماً بندوب السياط !

تحت السرير لا أحد يؤذيني بقدر ما أُلاقي الأذية فوقه فالكل هنا أشلّ صدري بالطعنات ...
مجانين لم يعرفوا أن السهام الشائكة لا تجدي ضرراً على هيكل عظمي !!

نسيت الثور !!
أين هو ؟
أحمق يغمض جفنيه ولا يعلم أن النوم ما هو إلا تقليداً للموت الكبير !

كم من المخاوف ستجلب لي هذه الحجرة وكم من الرعب سيمنحني الثور وذلك الممرض المتلصّص !

لا أعلم إلى متى سأصير شاحبة هكذا .... !
وخداي أبيضان كالملاءة المستهلكة وأطرافي مهدلّة وكعباي جافان على ما أذكر !!!
ولا من شريط وردي أجدل به شعري !!

موحلة في الحزن محفوفة بالهذيان وفيض هائل من الوسوسة يجري مدوياً في دمي ، لا وسيلة ترجى للخروج من هنا ولكن ألم يخبرني ذلك المخلوق الفضائي الذي ظهر لي بالأمس بأن مركبة فضائية ستنقلني من هنا إلى عالمه !
أخاف أن يكون عالمه مليئا بالثيران أيضاً !!!!


وفجأة يصدر الباب تلك الأنّة الواشية لتدخل الطبيبة المغرورة وتكرر نفس الأسئلة:

لماذا تؤذين عينيكِ بالبكاء ؟
ولم صدركِ مرضوضٌ وعارٍ هكذا ؟؟
لماذا ترفعين ثوبكِ تجاه فمك ؟؟
لا تنتفين شعركِ بأصابع غاضبة !
كم أنتِ مجنونة !

أيتها النكرة كم أود أن أغرس قرنيّ هذا الثور المتربص في عينيكِ !
ولكن لا....
سيعاقبوني بتلك الصدمات التي تجعلني هزيلة ولا أقوى على مقاومة هذا الثور الأسود !

وفجأة ...

دخلت الحارسة وبصحبتها سيدة أشدُّ بياضاً من باكورة الثلج النقيّ وأشدّ بياضاً من اللبن الذي يهسهس للمراعي ...
تقول الحارسة إنها أمي !!!!
اقتربت مني وبصوتٍ شاكر يتلو البركات على رأسي حيَّتني وتمتمت:
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}

ولكن لماذا تصطحب معها ذلك الثور الأسود ؟؟؟؟؟

همست أمي بتردد:

" ليس ثوراً يا حبيبتي إنه زوجك "

!


صُبح

http://www.naseemalrooh.net/old/music/nabazat/04.rm

عبدالعزيز رشيد 01-13-2008 05:23 PM

عاصفة تهبّ في غرفة العقل تعيد شريط الأحداث بشكلٍ متداخل
أحتاج لوقت كي أرتّب غرفة عقلي لأتأمّل تلك العاصفة من الأفكار
لـ حين ذلك
تحيّة لـ روحك

هند الفهيد 01-13-2008 05:45 PM

:


ياااه ياصـــُبح ..



هنا تعب .. جفّ حلقي ياصــُبح





لكن ..تعلمين ..؟


عرفت أنهُ زوجها من البدايه ..!!


ولاأعلم لماذا ..؟!





غاليتي صـــُبح


كنتِ بارعه



ورائعه


مساؤكِ النّدى والسعاده




:

بدر الحربي 01-13-2008 09:05 PM

(1-2)
 


.
.
.




مساء المطر
[..صُبح..]



(1-2)


(خذوا الحكمة
من أفواههم)

وَ
قصة تلك السيدة التي
أُرغمت على "فقد" عقلها
بحاجةٍ لقراءاتٍ متعددة
"عليها" و"منها"
حتى نصل لعمق الحكمة..!


لذا حتى قراءةٍ أخرى:



كوني بخير..!




http://www.m5zn.com/uploads/f067958b14.gif



آفاق 01-13-2008 10:22 PM

.

.

تضعين يد الحرف على جرح إجتماعي
و تفجرين صمام الغضب بتصويرك
موجود وأجزم أنه موجود ..!



مدهشة / مدهشة

نصوصك غاليتي صبح



تقبلي مروري المتواضع ..




ودي

زهرة زهير 01-14-2008 12:45 AM

"رائعتي"
صُبــح ..

قرأت أقصوصتك هذه وكانت رائعة حد الدهشة ..
كانت الفكرة ثابته وكانت مراحل الحكاية وتفاصيلها هي العنصر الأكثر دهشة هنا ..
تجعلين القارىء يحمل كاميرا المراقبة ويلتفت على الجهات الأربع ..
ناهيكِ عن الطلوع والنزول والاستداره ..
كانت التفاصيل جميلة جذابة ..
انتهيت من القراءة وأنا مثقلة بالكثير من اللواعج والتساؤلات ..
ترى هل النظرة الثائرة التي وجدتها هنا من خلال عدسة حرفك ..
سقطت من أفواه الثيران حد ارتطامها بحاجز غضبك !

حرفكِ يا سيدتي قلادة من نور نعلقها على جيد الوعي واللغة ..
تعشقين النحت على صدر الواقع أيا صُبح ..
فلتحذر العقول التعريه ..

مدهشه و حرفك يا ألق ..
موفقه أميرتي شكراً تتلوك بعمق ..

دمتِ بود ..
أختك..
إبتسامة جرح ..

إغفاءة حلم 01-14-2008 07:57 AM



صُبـــــــح ...

تُجدين غمسنا .. في قلب الشخصية ..
تنتزعينا من ذواتنا لتجعلينا نسكنها ...
وعلى كف البصيرة .. تُحكمين تقليبنا ..
تدحرجينا .. في خيالاتها .. بحرفنة عجيبة ...
هكذا تُمددينا في شريط تهيئاتها .. لندور ..بعجلة أفكارها دون توقف ...

هكذا تحملها .. جنون تهيائتها .. حيثُ الطائف ... بلاحول ولاقوة منها ...
وتُلبسينا .. أضواء الشخصية .. التي لم يكن سفر خيالاتها .. إلا بحدود جدران غرفة ...

صُبحي الأجمل .. صُبـــــــح ...

تُلحقين بنا ... حيثُ المجتمع ... وتجعلينا نستقيم دهشة ...
بأضوائكِ .. التي تكشف أدق أدق أدق ... تركيباته ...
فقلمك ذو قداسة عجيبة .. مجهرٌ هو يكشف عن خلايا مجتمعاتنا البسيطة والعميقة ..
قلت لكِ ذات يوم .. حين يستطيع الكاتب .. التنوع ... بإهتماماتِ قلمه .. ويخرج بها..
متسعاً عن حدود دائرته الشخصية حيث دوائرهم .. فإنه كاتب بمرتبة الدهشة ...
لأن الكتابة ليست رسالة عنّا .. بقدر ماهي رسالة تتحدث .. بشخصيات مجتمعاتنا ...

فأنتِ .. كاتبة .. بمعنى ماتحمله هذه الكلمة من أتساع ودلالات ...
ففخراً للقلم أنتِ .. وهنيئاً لنا أنتِ ... :) ...
لا أريد أن اتسع بكِ حديثاً فأضيع بكِ ولا أجدني :)

لاعدمتكِ :)



د. منال عبدالرحمن 01-14-2008 12:05 PM

هي.. بالتأكيد أصيبت بزلال هزّ كيانها جرّاء نقل الثور لأرضِ سكينتها من قرنٍ لآخر !



مُبدعةٌ يا صُبح ..

لكِ كلّ الإعجاب والتّقدير !


الساعة الآن 09:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.