قالوا أن الغد القادم أجمل وأن الحرية هي الهدف والغاية وأن على الجميع أن يهب لاستقبالها بكل مايملك من قوة وحب ففجعت بالكم الهائل من الحقد الذي اندلع من بين طيات الملابس , النفوس وأرصفة الأزقة فتفجرنارا تحرق الاخضر واليابس
نار لاتفرق بين خير وشر
طيب وخبيث
نار فقدت حاسة البصر والشعور ولاتملك عصى موسى إلا أنها تحولت الى ثعبان عظيم يبتلع كل مايقف في وجهه حتى حمامة سلام مسكينة مازالت تعافر غبار طلع ربيع مشؤوم وتسعل أوجاع الأمة لعلها تستعيد حاستها السادسة بالعودة الى بعض رشد يقيها شر التشرد والضياع ..!!
لم يعد في الحي وجه أعرفه - فالجميع كان قد فر هاربا وأنا مصرة على البقاء في منزل العمر الذي ابتلع من عرق زوجي وعرقي حتى غص بنا كما الذكريات التي لاتفتأ تراودني عن صبري فهنا كبر ابني وهناك لعب أخوه وهنا درسا معا وهنا احتفلنا بتخرجه اما هناك فمازالت غرفته تحتفي بفرحته يوم ارتدى بدلة عرسه وهي تغص دمعا كما أنــــــــــــا بفرحة أخيه التي كانت بعيدا عني وحرمت حتى من الحضور ومباركتة و زوجه بقبلة
فالدول لم تعد تستقبلنا حين نشاء وتشاء فالخوف من مد الحريق أغلق جميع النوافذ والأبواب في جوهنا جميعا
- مزقت الصور التي كانت تحمل ذكرياتنا ضحكاتنا تفاصيل فرحنا وتنقلاتنا في ربوع الوطن وخارجه
مزقتها ألمـــا وخوفا خشية وقوعها في أيد من يجعلها تسلية وربما سببا لعقوبة شرعية فإن حان وقت الرحيل الاضطراري أعلم جيدا أنهم لن يسمحوا لي بحمل شىء من أشيائي وسأخرج من بيتي عارية إلا من بعض ملابس تقيني شر الصقيع ولعله الحر لا أعلم حقا
- لملمت ماتبقى من أشيائي التي انتقيتها بحب وحصلت عليها بتعب ووضعتها في مكان كتبت عليه ( رجاء دعوا ماتبقى من أحلامي لأبنائي )
فهل ياترى سيحترمون رغبتي أم سيحرمونها حقّ البقاء ؟
ضياء
لقلبك كامل الحب والتقدير