منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بورتريه
الموضوع: بورتريه
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2017, 05:01 AM   #1
نازك
( كاتبة )

الصورة الرمزية نازك

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 71951

نازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي بورتريه


؛
؛
لطالما كنتُ أُغذِّيني بفكرةٍ أسرفتُ في الإطمئنان لها، فكرةُ ولادة البوح من رحم الصمت،واليوم أغيِّر قناعتي؛ كسيلٍ مِن القناعات التي كُسرتْ ريشتي حين رُمتُ رسمها على هيئة تمثال
فما كانتِ الحقيقةُ سوى شكل بلا أبعاد، حائطٌ قابلٌ للطيِّ أو انعكاسٌ بلا ملامح أو أسلاكٌ شائكة تُكوِّنُ غصناً مكسوراً يتدلّى مِنهُ عُشٌ على شَفا سقوط
هكذا بدأتِ الأشياءُ تترآءى لي، مُتّخِذتاً بُعداً جديداً ذو زوايا حادّة وأظنُها ستُدمي فُرشاتي إن رُمتُ منحها شيئاً مِن اللون !
بوسعيَ الأنَ التوكيد لنفسي التي لطالما جادلتني،فالغيابُ ليسَ إلّا عُلبةً ضيّقةً، خاليةً من الأوكسجين،يتغشّاه العمش،حياةٌ باهتة خالية من الألوان !
نبتدعُ في سبيلِ المُضيّ في دهاليزها السبل، فتارةً نُحرِقنا باشعال سيجارة وارتشاف مافي جوفها من النيكوتين، وأُخرى بالصمم،وترك العنان للأوتار، لتقول مالا نجسُرُ على قولهِ،
وثالثةً نعتصِمُ بالكتابة،فنتفاجأ بتخشُّب الأفكار، وتكدُّس التراب!
يالقسوة الحياةِ؛ ويا لعِظم مساومتها،علينا وبِنا
تميلُ اللوحةُ وكفّةُ التوازن،كميل كتفٍ مُثقلٍ برأسِ حبيبٍ هدّهُ الشوقُ ولا مِن لقاء .


تلك اليدُ الحالمة، ربما تُشبهُ يدي حين تتوقُ للرسم،لصُنع حياةٍ تُشبه الحياة
تصنعُ نوافذ لا تدري هل سيتسللها النور يوماً ما،كائناتٌ بلا أفواه، طيورٌ بلا أجنحة، شجرةٌ واحدة تكفي لتمتلىء بها اللوحة، لا حاجة للإسراف في الملامح الشكلية
تتخِذُ الأشياءُ نصفُ شكلٍ،تستعيرُ مِن الحُطام مقطورةً وقصراً وغصناً يابساً
وتذاكرُ سفرٍ، ومصابيحُ ناعسة وخطوات شاردة،تمشي على الحقائق لتدهسها برفقٍ وتُؤدة، فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !


حسناً؛ لم تكن مُجرد مُصادفةٍ
وإن كانت،فهذا يعني حتمية وجودها الأثيريّ،
أراكَ هناك،ولا أراك !
لاتشغِلُ حيّزاً، وأمتلىءُ بك!
تنحني كفمِ إناءٍ يستقي مِنهُ الزهرُ، تذوبُ لتتقولب بأيّ صورةٍ،تنداحُ على الأسطر كلمات، وعلى الأوتارِ لحناً يُغذّي مسمعي
كلونٍ داكن يخطِفُ بصري، أنحتُها التفاصيل، بكامل سعادتي المُغيّبة، استحضرك، لم تكن مُجرد بورتريه،
بخفّةٍ نتزلقُ أصابعي،فوجهك مطبوعٌ في بؤرة عيني، ولاتحتاجُ لتتّضح إلى أكثر مِن فراغ !
تُحدّق فيَّ،نتخفّفُ كريشةٍ تُتابِعُ صعودها الدائري إلى أن تخطف البصر نحوها، ونبقى لهُنيهةٍ؛ بلا عيون، يُشيحُ الفراغُ عنّا، يتآمر الصمت،وتطرحُ عقولنا ألغازاً غيرُ قابلة للتأويل،
أتمسّكُ بيدك، وأرى الخريف ينحسر،عُروقُ يدِكَ تُشكِّلُ غُصناً يُقاوم اليباس،شُريانٌ ينبض وحتى لحظتي الراهنة
أحاول فعل مايسمى بالكتابة؛وأتجرّدُ من أدواتها!
ثمةّ ذكرى يسيلُ لعابُها،فأتعثّر؛
هي حظّيَ الخبيءِ من هذا العالم الفاحش،استغلِقُها في أقصى الروح مع صورتي التي تستوحِشُ ... كثيراً !

 

التوقيع

أُدِيرُ ظَهرِي للعَالمْ وأَشّرَعُ في الكِتَابةْ !

https://twitter.com/nazik_a
https://www.facebook.com/Memory.Traps
https://instagram.com/nazik_art1?igshid=YmMyMTA2M2Y=

نازك غير متصل   رد مع اقتباس