[علي الصوقعي]

مقدمة /
انا فيه ذو القامة الفارع
و مالك الميادين القارع
و بدونهِ انا مُشرد وضائع ،
تعصِرُني الغُربة واشتاقُ له
وتعصفُ بي الحياة واعودُ له .


،

كم من البشر ليس لهم وطن
وفي الأرض يهيمون بلا سكن
اصبحوا تحت رحمة الغدر
و دمائهم ذهبت هدر
استوطن جبابرة الحروب على املاكهم
واستباح تجار الدم أعضاء أطفالهم
ونحن منذُ نشأتنا ومن قبلها في زمن الأجداد والاباء
لم نعيش تحت وطأة الاستعمار
ولم نتأثر ب اطباع المجوس والمسيح والأقباط
اغلبنا منذُ طفولته وهو في كنف والديه
حتى تأخذهم المنية ،
لم ينم او يستيقظ في حياته على أصوات قذائف الهاون ،
او ازعاج صواريخ التوماهوك ،او دوي انفجارات متتالية
ولم يُسلب حقوقه و يُهان شرفُه او يستولي احدٌ على بيته
لِ ننظر إلى اشقائنا العرب الذين سُلبت أوطانهم
و أُهينت كرامتهم وفي يومٍ وليلة وهم بلا مأوى
و صراخ أطفالهم الجياع يصدحُ في الأُفق
و نحيب شيباهم المرضى يلوي العُنق
( اسأل الله أن يتولاهم برحمته وأن يفرّج كربتهم
و يعودوا إلى اوطانهم بِ عافية و سلام )
ونحنُ في وطنُنا ،
نعيش فيهِ بِ طُمأنينة و امان
و نهجع في مرقدنا بِ هدوءٍ تام
إخوة متحابين متألفين منذُ الأزل
تحت قيادة والدنا الحازم ، وأبنه الصنديد
وفي حدودنا رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه
منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر .
جعلوا كرامتهم في الموت لِ الذود عن أرض الوطن
والحفاظ على الحرمين ،
ومنهم من يخدم زوار بيت الله الحرام بلا تعبٍ ولا ملل ،
( اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله،
وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره،
فأهلٌ أنت أن تُحمد، وأهلٌ أنت أن تُعبد،
وأنت على كل شيء قدير. لك الحمد بالإسلام،
ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة،
كبتَّ عدونا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا ) .

،
خاتمة /
وطني الحبيب يا مسكني والمنتهى
و في ارضك البيتين والمبتغى
و روحي لِ ترابك تُفتدى .