يسعد صباحك شاعرتنا همس الطيف -وأنا أقلق من الأسماء المستعارة-بالذات عندما تطرح شعرا أو فكرا خوفا من انتحال شعر أو فكر غيرها، ((ولا أقصدك طبعا)) ولكن أقول هذا بناء على تجارب سابقة عبر سنين طويلة في المنتديات الإلكترونية.
قرأت نصك وهي أول مرة اقرأ لك وإن شاء الله لن تكون الأخيرة ولا اخفيك شدني كثيرا المطلع فهو حقا خرافي، كما راق لي بعض الصور فيه سأشير إليها لاحقا، ولكن سجلت الكثير من الملاحظات غيرة على الضاد شاعرتنا، ولأننا هنا من أجل أن نستفيد ونفيد إذ لا أحد فوق النقد شاعرتنا. وبعدما انتهيت من تدوين ملاحظاتي بدأت بتصفح تعليقات الشاعرات والأديبات، فوجدت ملاحظات عرابة الأبعاد وشاعرته الوارفة رشا عرابي ضمت الكثير مما دوَّنتُ، ورحم الله من أهدى لي عيوبي أو كما يقول المثل ((كلما زدت علما زدت علما بجهلي)) وصدقيني نحن نجهل أكثر مما نعلم، وبصراحة لم تعجبني ردة فعلك عليها فليس هكذا تورد الأبل، ولا هكذا رد الجميل همس لا سيما تجاهلك على ردها الثاني فهذا شيء لا ينبغي بيننا نحن معاشر الأدباء والمثقفين.
النقد غير الانتقاد.. فالأول إيجابي ويبتعد عن الشخصنة، والثاني سلبي يدخل في الشخصنة والتعصب والتحزب، لذا فالنقد نحتاجه جدا ما دمنا بشر نخطئ ونصيب، ومهما اعتقدنا أننا كبرنا عليه، وكثيرا من قصائدي التي كتبتها بنضوج العشرينات أضحك منها بعدما وصلت لنضوج الثلاثينات وحذفتها أو عدلتها، فليتسع صدرك لملاحظاتي وأرجو أن أكون خفيف الظل بمروري، فنصك المرهف الذي كتب على بحر الوافر –أجمل البحور عندي-على قافية الألف المرفوعة (اللقاءُ، الضياءُ، الولاءُ) سأتكلم عنه من ناحية المبنى والمعنى. في نقاط ست.
1-الوقوف على متحرك في صدر البيت بإشباع الحرف الأخير دون تصريع الذي يأتي دائما بالمطلع، وها هي الأبيات مع تلوينها باللون الأحمر.
هَدِيْرُ الآهـ يَحْفرُ فِيْ الضُّلُوْعِ
ولِـ النُّوْرِ المُبَجَّلِ فِيْ سَمَاكَـ
وَفِيْ بَحْرِيْ قَصَــائِدُ تَشْـتَهِيْـكَـ
يُدَغْدِغُنِيْ نَسِيْمُ الذّكْرَيَاتِ
وأشْكُو فَقْدَ صَوْتِكَـ لِـ الحُرُوفِ
فَيَا رَبَّاهُ هَبْ لِيْ مِنْ لدُنْكَـ
2- تسكين الحرف المتحرك دون تصريع كما في التاء المربوطة في كلمة الخليقة، وهذا قد يحق للشاعر إذا كانت قافيته كذلك.
فَ أهْرَعُ لِـ الَّذِيْ نَادَى الخَليْقَة
3- القافية كانت مضطربة فمرة مرفوعة ومرة منصوبة ومرة مجرورة، ولو أنك كما قالت الشاعرة رشا تركتها ساكنة لكان خيرا لك، وأرى أن تعيدي النظر شاعرتنا في القوافي الأخرى لتكون كما بدأت بالقافية المرفوعة في مطلعك الخرافي.
هُوَ التِّحْنَانُ إِنْ ضَعُفَ اللِّقَاءُ
وَقَلَّ الصَّبْرُ وَانْكَسَرَ الضِّيَاءُ
4- وقوعك بالكسر في بعض الأبيات وأي شيء قد يغتفر للشاعر إلا جريمة الكسر، حتى لو كتب قصيدة من ألف بيت ووقع بالكسر في بيت واحد لشوه معلقته هذا الكسر وانتقده العارفون، والكسر لديك ممكن جدا تداركه، طبعا ملاحظتي الأولى (الوقوف على متحرك في صدر البيت)، وملاحظتي الثانية (تسكين الحرف المتحرك دون تصريع) تقع ضمن الكسر، وأنا أضع لك اقتراحا ليستقيم المبنى ولا يفسد المعنى.
أضُمُّ مَاءَ حُزْنِي فِي جُفُوْنِيْ
(اقترح)
وأسكب ماءَ حزني في جفوني
....
لِـ عَـيْنَيْـكَـ تَبَسَّــــمَ نَـبْـضُ قَـلبِـيْ
(اقترح)
يهرولُ في ابتسامِكَ نبضُ قلبي
5- لديك بعض التراكيب التي لا تستساغ حتى لو مجازا، فالعنوان ((لعينيك تبسم نبض قلبي)) كيف النبض يتبسم؟؟ يا حبذا لو قلتِ (يهرولُ في ابتسامِكَ نبضُ قلبي) أو شيئا من هذا القبيل، فالعنوان يحتاج لمراجعة ولن يصعب عليك وقد وجدت بين سطورك كعنوان رائع وأقترحه عليك وهو (وأجلب من نوافذك الهناء).
هناك أيضا (يُزَلزِلُنِيْ رَذاذُ الحَرْفِ صُبْحًا) فكيف الرذاذ يزلزل؟؟ لو قلت (ويمطرني رذاذ الحرف صبحا) لكان أجمل!! فجملة (رذاذ الحرف صبحا) جدا رائعة فعل الزلزلة أفسدها.
وأيضا هناك ملاحظة أخرى في (وَصَبَّ الحُزْنَ فِيْ شَفَتِيْ طِلاءُ) بعيدا على كون (طلاء) منصوبة كما أشرت وأشارت رشا من قبل، لكن أتكلم هنا عن المعنى فكيف يصب التحنان كما في السياق الحزن طلاءً؟؟ يحتاج مراجعة منك شاعرتنا.
......
وأخيرا وكي لا أطيل المكث وهو يحتاج الإطالة رااااق لي ما قرأت لك هنا
عَلىْ شَطِّيْ زَرَعْتُ لكَـ الأمَانِيْ
فَصَافَحَ غُصْنُهَا كَفَّ السَّمَاء
يُعَرِّيْ الفَقْدُ زَرْعكَـ فِيْ دِمَائِيْ
فَـ أغْزِلُ صَمْتَ أنْفَاسِيْ غطَاء
نصيحة لي ولك ولكل إنسان
~ لا ترى الناس من قمة الجبل فتراهم صغارا ويرونك صغيرا~
ويشرفني أن أدعوك لزيارة مدونتي الأدبية رغم أنها جديدة وقيد الإنشاء
وتقبلي فائق تقديري.