منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 9
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2017, 11:12 PM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 9


رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 9


صغيرتي
كنجوم الليل المضيئة ،،، تباهي القمر بروعة نور يتجلى من بؤبؤ عينيك ،،، يملأ الأرض ضياءً ،،، ينير بصائر العاشقين ،،، كأن لا حرف يولد إلا من حرفك ،،، ولا حديث يروى إلا من ألحان صوتك ،،، والخجل في عينيك يزهر من الورد أجمله يزين خديك بعطر ورد رائحته من أنفاس قلبك ،،، فراشة الياسمين أنت في حدائق الزهور ،،، تزين الكون بروعة حضور وبهاء نورك ،،، كأن الحسن ازدان من حسنك والجمال اكتمل من حلاوة جمالك.

صغيرتي
تواجهي حياتك وحيدة ،،، بمشاكلك الجمة العديدة ،،، تقفي على مفترق طرق ،،، تنتظري يد عون من قريب محب لك ،،، أو صديق مقرب إليك ،،، و العون لا يمد لك من ذاك ولا ذاك ،،، بل من إنسان سكنت قلبه حتى أحاطك بضلوعه كأنها قضبان سجن لا فرار منه.

القلوب شتى والأفئدة تتغير دوماً إلا فؤاد هو محب لك ،،، مهما تقلب به الزمان والأيام ،،، يبقى وفياً حد الإيمان بك ،،، فأنت ساكنة قلبه وجزء أصيل من روحه ،،، مثل التوأم خرجا من مشكاة واحدة تجمعهما حياة وروح واحدة.

صغيرتي
على أعتاب طرق الحياة تختلف الدروب وتتشتت الجهود وتزداد بك الحيرة ،،، تحمل معها ملامح اليأس والأسى ،،، والخوف من فشل ذريع يذيقك مرارة الحرمان وتراجع إلى نقطة قد لا تقوم لك بها قائمة.

كل هذا نمر به أثناء تقلبنا بمراحل الحياة ،،، لا يسلم منه ذو شأن ،،، إلا من عركته الأيام وطوعته السنون ،،، يحمل من الخبرات ما يفيدك بالنصح والإرشاد ،،، لكنه مع هذا لا يملك العصا السحرية التي تنقلك من حالتك الحزينة إلى تحقيق أحلامك وأمنياتك.

لا يعرف ما بالقلب إلا صاحب القلب ،،، قد نستشعر ما بك من أحلام وطموحات ،،، وأنين ألم وأحزان ،،، وشكوى مكتومة تبثيها وحيدة في أنصاف الليل ،،، وقد نرى ملامح الحزن والحيرة تكسو محياك ،،، ونظرات الأسى ترافقك حيثما تنظري.

كل ذلك يراه قلب عاشق ولهان لك ،،، فالقلوب تناجي بعضها في كل وقت ،،، تناشدها العون لتنشلها من لوعة الطريق ،،، فإن تمسكت بالكرامة وعدم الأنين لأي كان ،،، فإن للقلب مفهوم آخر ،،، يناجي روحه الأخرى ويبث لها أنينه وأوجاعه ،،، فيشعر بك القلب المحب رغم صمتك وأنينك المخفي عن العيون.

صغيرتي
الحياة تعلمنا أكبر دروس الحياة ،،، منها نتعلم ومنها نفهم آلية التعامل مع الآخرين ،،، الحياة أكبر معلم لنا إن تمعنا في دروسها وأحسنا التعامل مع نتائجها ،،، لا نجزع ولا نتألم ،،، لا نبكي ولا نحزن ،،، لأي مصيبة تواجهنا أو صدمة من إنسان وثقنا به ،،، أو خسارة أي شخص لأتفه سبب قام به نحونا ،،، أنظري للأمر من منظور آخر إيجابي مفيد لك لا سلبي محزن لك ،،، أي موقف تواجهيه وصدمة تظني أنها مأساة لك ،،، ما هي إلا درس مفيد من الحياة ،،، أن هذا الشخص غير ملائم لك ،،، ولا يستحق أن يرافقك دربك ،،، أو أن يشاركك أحلامك الوردية وأمنياتك العديدة.

إن فهمت هذا الدرس جيداً وأحسنت التعامل معه ،،، سهل عليك فهم باقي أمور الحياة ،،، فإن أسوأ ما نظنه قمة مآسينا وأحزاننا ،، تأتي من صدمتنا من أشخاص وثقنا بهم ثقة كبرى وبالمقابل أساءوا إلينا.

ثاني دروس الحياة المهمة ،،، والتي لا تقل أهمية عما ذكرته لك ،،، وكنت دائما أكرره على مسامعك في كل لقاء أو حديث بيننا لعلها تصل لأصداء قلبك ،،، أقول لك من قلب محب لك متيم بسحر عيناك وطهر قلبك ،،، دائما وأبداً لا تقابلي الإساءة بالإساءة مهما كانت وممن كانت، بل واجهي المسيء لك بقمة الذوق والاحترام.

منذ عرفتك ،،، رأيت فيك طيبة القلب وطهر النفس وحلاوة الحديث والروح ،،، تتنفسي من الطيب أجمله وتنظر عيناك للحسن فتزيده حسنا ،،، ملاك تمشي بالأرض من روعة جمالك ،،، تنبت الأرض زهوراً خلفك كلما مشيت ،،، وتغرد طيور الحب من صوتك لحناً تردده كل صبح ،،، فلا تجعلي من لا يستحق قربك يؤثر بك سلبا ويغير طبعك الجميل والفريد إلى طبع آخر تتشابهي به مع آخرين أقل منك روعة وحسناً.

كالياسمين الأبيض شامخة في الربيع ،،، وجمال الجوري الأحمر يزين الحدائق والبساتين ،،، كوني أنت كما أنت لا تتغيري إلا للأفضل دائماً ،،، مهما بلغت عجرفة الحياة معك ،،، ابقى كالزهرة الجميلة صامدة في مهب الريح ،،، يوماً ما ستزول العواصف الهوجاء من حياتك ،،، وتبقي أنت كيفما أنت ،،، لا تبقى الظروف على حالها هكذا سنة الحياة ،،، أما أنت وما عليه ،،، فهو قرارك تبقى درة مصونة يتمنى رضاها كل إنسان ،،، أو تنقادي مع اتجاه الرياح الهوجاء محطمة كل شيء جميل فيك.

صغيرتي
الحياة بمراحلها المتعددة حتى ما يشاء الله ،،، تشابه لحد كبير السماء بتقلباتها اليومية والموسمية ،،، فكما للسماء ما يميزها ليلاً ونهاراً ،،، صيفاً وشتاءً ،،، ليكن لك ما يميزك في هذا الكون الفسيح وضعي لك به بصمة جميلة تبقى لك ذكراً خالداً مع الأيام.
انظري لمكنون داخلك ،،، واستخرجي جواهرك الخفية ،،، فمن هي بحسن فتان تذوب القلوب لروعته ،،، حري أن تمتلك من الصفات ما يؤهلها للتميز عمن سواها ،،، لا تقفي عند حدود يومك وظروفك ،،، اكتشفي ذاتك وبيئتك ،،، وانطلقي بقوة لتحجزي مقعداً في صف المتميزين الأول بل لتكوني الأولى عليهم.

الحياة تقدم لك كل ما تحتاجي إليه ،،، ما عليك سوى تحديد حلمك ،،، وتحضير الإمكانات اللازمة ومن ثم سلوك الدرب إليه ،،، ستري أن الأرض تطوى بساطها لتسهل لك العراقيل التي تظني أنها أكبر عائق لك.

ولا تنتظري تغير الظروف ،،، بل أنت غيري ظروفك واصنعي يومك ،،، بابتسامة مشرقة تلألأ دوماً على شفتيك ،،، وبحلم جميل يداعب خيالك تسعي لتحقيقه ،،، كل صباح مع إشراقة الشمس داعبي حياتك ونفسك بابتسامتك وبحلمك.

صغيرتي
تشتكي أن الحياة عليك مريرة ،،، ومن حولك هم ما بين حاسد وحاقد ،،، قلة من المحبين تقف معك وتواسي حزنك.
وأقول لك أنت بهذه الحياة أيقونة جمال تنجذب إليك العيون ،،، فتموت بك حسداً وغيرة ،،، لنقائك وحسن سريرتك ،،، الأمر الذي يفتقدوه في حياتهم ولا يجدوه إلا بك ،،، فألا تتوقعي ذلك منهم.

قال تعالى ( وقليل من عبادي شكور ) فإن الله تعالى ذو النعم العظيمة علينا ،،، لا يشكره كثير من عباده ،،، فكيف الحال بنا إن أحسنا وإن أكرمنا الآخرين بلطف المشاعر وحسن التعامل ،،، أنجد أكثرهم شاكرين.

لنحسن الظن بمن حولنا ،،، ولنبتعد عن من شره علينا مستطيراً ،،، مثل هذا الإنسان ،،، أفضل علاج للتعامل معه هو الابتعاد عنه ،،، اختاري بعناية قلة محبة لك ترافقك دروب الحياة ،،، تسعى دوماً لسعادتك ،،، ولا تغلقي أبواب قلبك عند كل صدمة تعاني منها ،،، بل افتحيها مشرعة لتستقبلي بها من يتمنى قطف زهور الدنيا لأجلك.

اعتبري كل حادثة ألم أو مصيبة تمري بها ،،، ما هي إلا مصفاة لتصفية كل من حولك ،،، اعتبري إنها بئراً يتساقط إليها كل من يسيء لك ،،، لتكن لك مرحلة جديدة مع أشخاص أثبتوا محبتهم وإخلاصهم لك ،،، وليسقط من حساباتك من يشاء ما دام ذلك نتيجة عمله وتصرفه.

ارتاحي واجعلي القلب يرتاح بتغيير نظرتك بالتعامل مع من حولك ،،، اعتبري ما يحدث نعمة من الله يتبعد عنك كل شيء سيء ،،، وتذكري إنك دائما الأفضل والأجمل والأروع خُلقاً وخَلقاً ،،، فترفعي عن الإساءة واكرمي نفسك بتجاهلهم والابتعاد عنهم.

لا نقدر على إرضاء كل من نقابلهم ،،، ولا أن نلبي طلباتهم كلهم ،،، فأنت لك طبيعتك وقدراتك وفكرك وثقافتك ،،، فمن تقبل منك ذلك فله الشكر ،،، ومن تذمر وعاملك بالكراهية فليس له سوى أن نتبعد عنه ونتخلى عن صداقته لأنه ببساطة لا يستحقها.


----->

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس